شهدت دار الاوبرا المصرية حشد كبير من الفنانين والمهتمين بالفن السابع وذلك في العرض الخاص لفيلم ابراهيم الابيض وهو اخر اعمال جود نيوز سينما التي يرأس مجلس ادارتها الزميل عماد الدين اديب، ويديرها شقيقه المخرج عادل اديب. اعتبر كثير من الحضور المتميز جدا ان الفيلم "صدمة" كونه تعمق في واقع العشوائيات وهنا ليست عشوائيات المكان فقط ولكن عشوائيات الشخصية التي بناها عباس ابو الحسن. للتعرف على الفيلم الذي وصفه البعض بهذه السطور "عالم مليء بالعنف والخطر في كل لحظة، عالم غير مسموح للغرباء بدخوله، اشخاص لن تقابلهم كل يوم حياتك، بل يمكن الا تقابلهم طوال حياتك، لكنهم يحاولون الحياة ويبحثون عن الحب الذي لا يمكن ان يستمر وسط كل هذا العنف، انه عالم ابراهيم الابيض. وبالطبع ابراهيم الابيض او احمد السقا هو الشخصية المحورية في الفيلم ولكنه ليس البطل الحقيقي فالفيلم كله ابطال حقيقيون المعلم زرزور (محمود عبد العزيز) حورية (هند صبري) والدة ابراهيم الابيض (حنان ترك) عشري صديق ابراهيم الابيض (عمرو واكد). ابطال الفيلم كثيرون يتقدمهم مروان حامد الذي قال عنه عادل اديب ل "اخبار مصر" "لقد ابهر كل من شاهد الفيلم في مهرجان كان السينمائي هذا العام، ولقد تم بالفعل الاتفاق مع شركة فرنسية لانتاج فيلم فرنسي مصري مشترك على ان يخرجه مروان، ووصفه بعض النقاد بأن مروان مخرج له طعم خاص. وهو بالفعل كان ماهرا في تحريك شخوصه بعبقرية وتمكن من ان يجبر المشاهد على التعاطف مع شخصيات الفيلم، فلو نظرنا الى عبد الملك زرزور نجده انسان غير عادي ورغم كبر سنه الا انه اقوى رجل في المنطقة الني يمتلكها حتى بقاطنيها وهو رجل فظ غليظ القلب وهوصاحب السلطة الا ان سلطان الحب تملك منه عندما احب الطفلة الصغيرة حورية وعشقه له كبر معه ولكنها كانت تحب ابراهيم الابيض الذي يقطن نفس المنزل الذي يعيش فيه مثلث الفيلم زرزور والابيض وحورية، اضافة الى عشري الصديق الخائن للابيض. والحقيقة ان عمرو واكد قدم شخصية عشري باقتدار وهنا التساؤل هل نجومنا بالفعل قادرون على خوض العالمية؟ الاجابة نعم وهذا ما اكده عادل اديب عندما اضاف ل اخبار مصر "العرض الفرنسي بعمل فيلم مصري مشترك كان أداء نجوم الفيلم السبب وراء عرضهم". اما حورية هند صبري تلك الانثى الجريئة وربما استمدت قوتها في الفيلم بسبب انوثتها وجمالها الصارخ، وبالرغم من فقرها وظروفها الا انها في الفيلم تتمسك بقيم الحب للابيض وتتحول الى نمرة شرسة عندها يصيبه مكروه وهي استاذة في المكر والدهاء وفي الوقت نفسه هي امرأة عفيفة لا يتمكن احد من النيل منها حتى بعد زواجها من زرزور، ولقد ابدعت هند صبري وكما قالت ل "اخبار مصر" ان حورية هي اصعب شخصية قدمتها للسينما حتى الان وتضيف انه لولا العمل مع مخرج متمكن من ادواته وفريق عمل اضاف لهند صبري خبرة ليست على صعيد الاداء فقط ولكن على صعيد معايشة شريحة من المجتمع بدمها ولحمها والتعرف اليها والعيش معها للدرجة التي اوصلتني للارهاق الفكري عندما حاولت الخروج من تلك الشخصية والعودة الى حياتي الطبيعية. هذه هند اما احمد السقا او الابيض على الرغم من مغامراته وقوته وعنفه الا انه يعرف طريق الوصول الى ما يريد حتى لو كلفه ذلك حياته وهو لم يشعرنا طوال الفيلم بأنه لا يخشى الموت رغم تعرضه له عشرات المرات. اخيرا نعود الى عادل اديب الذي خصنا بحوار عن الفيلم وابطاله وجود نيوز الذي نفى انها دخلت في شراكة مع شركات الانتاج العربية الاخرى وقال عن ذلك "نحن شركة انتاج وكان لابد من ايجاد سوق خليجية لمنتجنا الفني ولذلك اتفقنا وعلى الملأ على ذلك واتفاقنا مع تلك الشركات هو تنسيق وتنظيم العمل فيما بيننا واعني انه بدلا من وصول المنتج الفني الخاص بنا لدول الخليج بعد ستة شهور او عام من انتاج الفيلم فسوف يعرض هناك خلال اسابيع من بداية العرض". وعن الضائقة المالية التي تناولها الاعلام في كل وسائله فرد قائلا " هذا الاعلام مثل انفلونزا الخنازير واقولا وانا اسف ان هناك ناس تعشق الهدم ولكنا نسير بخطى ثابتة وانتاجنا يشهد على ذلك"، ثم اضاف "اليوم وقبل عرض الفيلم اشاعوا بان احمد السقا وهند صبري لن يحضرا العرض الاول اقول لمن كتب هذا الكلام لقد حضروا ولمن قال انه هناك خلاف بين عادل امام والشركة فعادل امام ايضا حضر العرض الاول وفيلمه بوبس الذين اشاعوا توقف العمل فيه فسوف يعرض قريبا". وبسؤاله حول ان العشوائيات التي تناولها الفيلم قصة مكررة في السينما المصرية فقال "الفيلم عشوائي ولكن بطريقة فلكولورية مثل اعمال ارسطو وشكسبير ولكن الفيلم به احداث تحدث بيننا الان في عام 2009 فهناك قنابل موقوتة بالقاهرة اسمها العشوائيات لابد من التعرض لها والتنبيه اليها قبل فوات الاوان". واضاف "وعموما ابراهيم الابيض" يختلف في كيفية تقديم الشخصيات عكس ما قدم من قبل فنحن اقتحمنا عالم الشخصية وليس عالم المكان ويكفي ان الفيلم قد استعان بالسكان الحقيقيين للمنطقة التي تم فيها التصوير بالتواجد في الفيلم كما هم وهذا واحد من اهم ما قدمه الشاب مروان حامد". أخيراً الفيلم قدم المشكلة ولم يشر الى اية حلول ما قولك في هذا "الفن كله لا يصنع حل، نحن فقط نقدم وجهة نظرنا وعلى الناس ان تختار الحل بعد ان تتعرف على المشكلة التي نعرضها لهم بأمانة".