مجالات عمل المنظمة يوم الصحة العالمى دور المنظمة فى أوقات الطوارئ أهم إنجازات المنظمة إعداد: حسنى ثابت مع ظهور فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1، ووصوله إلى المرحلة الخامسة بفارق واحدة عن انتشاره كوباء، كثر الحديث عن منظمة الصحة العالمية، وما يمكن أن تلعبه من دور فاعل في مواجهة والحد من تفاقم هذا المرض وغيره من الأمراض والأوبئة على مستوى العالم كافة. منظمة الصحة العالمية هى إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، والمسئولة عن ضمان المُساواة فى حصول كافة الشعوب على خدمات الرعاية الأساسية والصحية، وتوحيد الجهود الدولية فى مواجهة الأخطار والأوبئة التى تهدد حياة الإنسان. تأسست المنظمة - ومقرها فى جنيف - فى 7 من أبريل/نيسان 1948، على خلفية انتشار الأمراض بجميع أشكالها المُعدية منها والمُزمنة، خاصة فى دول العالم الثالث، وانتشار بعض الأمراض الناجمة عن العادات السيئة كالتدخين، فضلاً عن تلك الأمراض التى خلفتها الطفرة التكنولوجية فى الدول المُتقدمة، وذلك بهدف توفير أفضل ما يمكن من الحالة الصحية لجميع الشعوب. وحدد دستور المنظمة هدفاً رئيسياً لعمل المنظمة وهو أن تبلغ جميع الشعوب أرفع مستوى صحى مُمكن، وقد اتفق منذ البداية على أنه يُمكن بموافقة أغلبية الدول الأعضاء التى تقع فى منطقة جغرافية مُعينة، إقامة منظمة إقليمية لتلبية احتياجات تلك المنطقة. الهيكل الإدارى للمنظمة تضم أمانة المنظمة نحو 8000 موظف من الخبراء الصحيين ومن موظفى الدعم، وهم مُعينون بعقود محدودة الأجل ويعملون فى المقر الرئيسى وفى البُلدان والمكاتب الإقليمية الستة فى إفريقيا والأمريكتين وشرق المتوسط وأوروبا وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ. تقوم الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة بمُمارسة السلطة الرئاسية فى المنظمة عن طريق جمعية الصحة العالمية، والتى تتألف من مندوبين للدول الأعضاء، وتقوم بإقرار برنامج المنظمة وميزانيها والبت فى أهم مسائل السياسة العامة. جمعية الصحة العالمية تمثل أعلى جهاز لاتخاذ القرارات فى منظمة الصحة العالمية، وتعقد الجمعية اجتماعاتها عادة فى جنيف فى مايو/آيار من كل عام، وتحضر اجتماعاتها وفود من جميع الدول الأعضاء، ووظيفتها الرئيسية هى إقرار سياسات المنظمة ومُراقبة السياسات المالية، والنظر فى تقارير المجلس التنفيذى فيما يتعلق بالمسائل التى تحتاج لاتخاذ المزيد من الإجراءات أو الاضطلاع بالمزيد من الدراسة والتقصى أو إعداد المزيد من التقارير. ويتألف المجلس التنفيذى من 34 عضواً من ذوى المؤهلات المُتخصصة فى مجال الصحة، ويقوم بتنفيذ ما تقرره جمعية الصحة وتنفيذ سياساتها، وإعطاء المشورة إليها والعمل على تيسير عملها، ويتم انتخاب الأعضاء لولاية مدتها 3 سنوات، ويُعقد الاجتماع الرئيسى للمجلس، والذى يتم فيه إقرار جدول أعمال جمعية الصحة القادمة واعتماد القرارات لإحالتها إلى جميعة الصحة، وذلك للنظر فى المزيد من المسائل الإدارية. شعار منظمة الصحة العالمية مجالات عمل المنظمة تعمل المنظمة على رصد الحالات الصحية فى دول العالم عبر المكاتب الإقليمية وتنسيق الجهود العالمية لمراقبة نشوء الأمراض المُعدية، كمرض ال "سارس" وشلل الأطفال والملاريا والجدرى والإيدز والإنفلونزا، كما ترعى المنظمة برامج للوقاية والعلاج لهذه الأمراض، والعمل على دعم تطوير وتوزيع لقاحات آمنة وفعالة وتوفير الأدوية، كما تسعى المنظمة لتعزيز أمور صحية أخرى بخلاف مُكافحة الأمراض، ومنها مُحاربة انتشار التدخين فى العالم. وتهتم المنظمة بتشجيع الأبحاث الطبية، وتقترح عقد الاتفاقيات فى شئون الصحة العالمية ومراقبة تفشى الأمراض السارية مثل الجدرى والطاعون والأوبئة الخطيرة الأخرى وتعمل على مكافحتها، كما تعمل على توفير الحماية الصحية للأمومة والطفولة، لرفع مستوى الصحة العقلية والنفسية ونشر الوعى من أجل حماية مياه الشرب من التلوث، وتقوم الدول المُشاركة بتبادل الخبرات والقضاء على العديد من الأمراض المُزمنة والفتاكة، وتقوم أيضا بعقد العديد من الورش التدريبية التى تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية. وترصد المنظمة الأمراض المُعدية ومٌكافحتها، والاهتمام بالفئات المُهمشة خاصة الفقراء والأطفال والمُسنين والذين يعانون من عاهات، وبالمناطق التى ترتفع فيها نسبة توطن الأمراض الحساسة وتضاؤل المياه وتنخفض فيها نسبة إنتاج الأغذية، وكذلك الدول النامية والجبال والأقاليم، والمُدن الكبرى والمناطق الساحلية فى البُلدان النامية. ومن بين الأعمال التى تقوم بها المنظمة هو عمل التصنيف الإحصائى الدولى للأمراض والإصابات المعروفة والمشاكل المُتعلقة بالصحة، وهو تصنيف تقوم منظمة الصحة العالمية بنشره، حيث يتم تصنيف الأمراض والأعراض والعلامات والمُسببات على شكل رموز تتكون من 6 أرقام، بهدف التسجيل والتحليل والتقييم والمُقارنة بين بيانات الوفيات والمرضى التى تم رصدها من دول مختلفة أو مناطق مختلفة لنفس الدولة، وكذلك تشخيص الأمراض والحالات الصحية إلى رموز يسهل معها تخزينها واسترجاعها وتحليل هذه البيانات، من أجل التطوير والتخطيط السليم فى المجال الصحى. يوم الصحة العالمى ومنذ عام 1950 جرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمى فى 7 أبريل/نيسان من كل عام، وجرى العُرف على اختيار موضوع لهذا اليوم، بهدف التركيز على مجال من المجالات التى تثير القلق وتحظى بالأولية فى اهتمامات المنظمة، وإطلاق شعار يُركز على القضايا الصحية العامة التى تؤثر فى المجتمع الدولى، ومنها على سبيل المثال استئصال شلل الأطفال عام 1995، وتنشئة الأطفال فى بيئة صحية ضمان للمستقبل عام 2003، وحماية الصحة من تغير المناخ عام 2008، والمستشفيات الآمنة تنقذ الأرواح أثناء الطوارئ عام 2009. دور المنظمة فى أوقات الطوارئ تلعب المنظمة دوراً فاعلاً فى توفير الملاذ الآمن حال وقوع الكوارث، بل وإعداد استراتيجية للمُساهمة فى اتخاذ التدابير الآمنة فى أوقات الطوارئ، للحيلولة دون وقوع هذه الحوادث، أو على الآقل العمل على تحجيم الخسائر الناجمة عن وقوع هذه الحوادث، خصوصاً فى أوقات الكوارث الطبيعية التى يمكن أن تسبب خسائر بشرية فادحة، والكوارث الناجمة عن النشاط البشرى كتسرب المواد الكيميائية والحوادث الإشعاعية. وفى هذا السياق توصى المنظمة ببعض الاجراءات الأساسية تشمل تدريب العاملين الصحيين، وتصميم وإنشاء المستشفيات الآمنة وإعادة تزويد المرافق الصحية القائمة بما يلزم حتى تكون أكثر مرونة ولضمان أمن العاملين والإمدادات، ووضع الخطط الخاصة بمواجهة الطوارئ. أهم إنجازات المنظمة استطاعت منظمة الصحة العالمية أن تحدث تراجعاً للأمراض المُعدية فى كثير من البُلدان، واستئصال مرض الجدرى، ففى عام 1967 عندما بدأت منظمة الصحة العالمية جهودها الدولية للقضاء على المرض, كان معدل الاصابة بالجدرى يصل إلى 15 مليون حالة سنويا, 2 مليون حالة منها انتهت بالوفاة، ومليون حالة كانت تصاب بالتشوهات أو فقد البصر ونتيجة للتعاون الدولى استطاعت منظمة الصحة العالمية فى 1980 إعلان القضاء على مرض الجدرى. وكذلك أدت مُكافحة أمراض الطفولة كالحصبة وشلل الأطفال والدفتريا والوقاية منها إلى الحد كثيراً من مرضى الأطفال ووفياتها، وكذلك توفير التدريب اللازم للعاملين الصحيين على جميع المستويات من خلال المنح والدورات والحلقات الدراسية. ويُعد مشروع "يونايتد" - الذى أطلق عام 2006 - والخاص بتعزيز فرص الحصول على علاجات الإيدز والعدوى بفيروسه والملاريا والسل فى البُلدان النامية ضمن الإنجازات الهائلة لمنظمة الصحة العالمية، والذى ساهم فى تخفيض سعر العلاجات بنحو 40% وتخفيض أسعار أدوية الخط الثانى المُضادة للفيروسات بنسبة تتراوح بين 25% و50% . كما استطاع المشروع بالتعاون مع مؤسسة كلينتون توصيل أكثر من 100 ألف وحدة من علاجات الإيدز والعدوى بفيروسه الخاصة بالأطفال بحلول عام 2007. وقام المشروع أيضاً بتكريس 45 مليون دولار أمريكى لأدوية الخط الثانى المُضادة للفيروسات، وذلك لتمويل علاج 65 ألف مريض بحلول عام 2008، وقد تلقت 4 دول (بوتسوانا والكاميرون وأوغندا وزامبيا) دفعة أولى من هذه الأدوية فى إطار المشروع وهناك 13 بلداً آخر تنتظر الآن تزويدها بها. وساهم مشروع "يونايتد" أيضاً فى مُكافحة السُل بالتعاون مع المرفق العالمى للأدوية، وتوفير الأدوية اللازمة لعلاج السُل المُقاوم للأدوية المتعددة فى 17 بلداً. المصادر [موقع منظمة الصحة العالمية - صحيفة الجزيرة - ويكيبيديا - صحيفة اليوم السابع]