اهتمام وسائل الإعلام في أنحاء الدنيا بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر يوم4 يونيو المقبل, ويوجه من قلب القاهرة رسالة للعالمين العربي والإسلامي, تعكس قوة الدور المصري وتأثيره في جميع القضايا كما اوردت جريدة " الاهرام" المصرية ولم يكن اختيار القاهرة من فراغ بل لعدة عوامل كلها تصب في صالح الوطن وشعوب المنطقة لكن ما هي الخلفيات الحقيقية لمجيء أوباما للقاهرة ولماذا كانت هي المكان الذي سيخاطب منه العالم الإسلامي وقيمة ذلك للدولة الكبري في هذا الإقليم؟! بعد الأسبوع الأول من انتخاب أوباما, نشرت وسائل الإعلام الأمريكية نية الرئيس المنتخب اختيار دولة عربية أو إسلامية ليوجه منها رسالة للعالم الإسلامي, نتيجة لقناعته بأن هناك مشكلة في العلاقات العربية الأمريكية, والعلاقات الإسلامية الأمريكية, وكان عليه السعي لتحقيق أكبر قدر من التواصل بين المجتمعين الإسلامي والأمريكي انطلاقا من المفاهيم التي توارثها من نشأته في إندونيسيا وخلال تعليمه في جامعة شيكاجو, وهي من أكبر الجامعات الأمريكية, وثار جدل كبير عن مكان هذا الخطاب وزمانه, فهناك من تحدث عن الذهاب الي آسيا أو لدول قريبة من العالم الغربي, ماليزيا تركيا, ووضع البعض ممن لا يحبون مصر ويكرهون هذا الوطن ويناصبونه العداوة الكثير من المطبات, لتخويف الإدارة الجديدة ومنعها من إقامة علاقات جيدة مع الرئيس مبارك والدولة المصرية. وطرح هؤلاء ممن يعادون الوطن, تصوراتهم علي أنه اذا كانت هناك حاجة للحديث عن عاصمة عربية فلتكن المغرب مثلا, وظلت مصر تتابع تلك النقاشات والأطروحات, فهي القوة العربية والإسلامية المؤثرة وذات الحضارة الضاربة في تاريخ المنطقة ولم تكن القاهرة بعيدة عن التحرك الأمريكي بل كانت في قلبه, فالإدارة الجديدة كانت تعلم بمدي سوء العلاقات بين مصر والإدارة السابقة وحالة التوتر مع مختلف الدول العربية والإسلامية واصبحت صورة الولاياتالمتحدة في أسوأ حالتها وأراد الرئيس أوباما أن يفتح صفحة جديدة من العلاقات. وقع الأختيار علي مصر وهذا يعني للجميع في الداخل والخارج الحجم والمكانة والتأثير للدولة الكبري, والتي تسمي القوة الناعمة سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وثقافيا. وكان الواجب التحدث منها لتصل الرسالة للجميع ويكون تأثيرها للكافة وبعيدا عن محاولات الشد والجذب والخنوع التي يريدها بعض أبناء الوطن ممن يحاولون ألا يكون لوطنهم الدور الكبير والمؤثر وهوما يلقي علامات الاستفهام حولهم جميعا, فالقاهرة هي المكان المناسب والمؤثر, فلو كانت هذه الرسالة قد القيت من الدوحة مثلا أو غيرها من العواصم فلن يكون لها نفس التأثير بالنسبة لحجم مصر. وهذا مايؤكد أن القاهرة هي صاحبة التأثير لجميع الثقافات. سيأتي الرئيس أوباما ويلتقي الرئيس مبارك في جلسة عمل وربما ستكون القضية الفلسطينية أحد محاور الحوار المشترك باعتبار الدور المصري الفاعل والواضح للوصول إلي حل بين الفلسطينيين وإسرائيل, وسيقضي أوباما ليلته في القصر الجمهوري بالقبة, وسيحظي بتكريم مصري كبير من زعيم أكبر دولة في المنطقة, لزعيم أكبر دولة في العالم, وسيغادر أوباما مصر والتي سيأتي اليها مباشرة وينطلق منها مباشرة بعد أن قصر نشاطه في الاقليم كله علي القاهرة, لتكون رسالته للجميع أن هذه العاصمة وتلك الدولة هي التي تسعي لبناء الجسور من خلالها. حاول بعض الجهابذة في صحف مصرية خاصة, وغيرها التقليل من أهمية الحدث العالمي, لأنه جاء علي غير هواهم لأنهم تعرضوا لانتكاسة وعرفوا حجمهم وحقيقة ادعاءاتهم عن الدولة ونظامها السياسي, بأن الدول الكبري وعلاقتها لاتبني علي مقالات أو آراء بعض المتلونين ومن يدعون أنهم يدافعون عن الديمقراطية في حين سوابقهم تفضح توجهاتهم الحالية.