قبل يومين عمدت وسائل إعلامية إسرائيلية إلي تسريب أنباء عن اعتزام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انسحاب إسرائيل من الجزء الشمالي لقرية الغجر.. وقالت هذه المصادر إن هذا التحرك يأتي كبادرة حسن نية تجاه حكومة فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان، قبل زيارة نتنياهو لواشنطن. ولكن.. ما حكاية قرية الغجر بين إسرائيل وسوريا ولبنان؟ القصة نشرتها جريدة " الاخبار " المصرية . تقع قرية الغجر في منطقة الجولان علي الحدود اللبنانية. سكانها من الطائفة العلوية ويبلغ عددهم حوالي 0072 نسمة. وتعد المكانة السياسية للقرية وسكانها من أكثر المشاكل تعقيداً إثر حالة التوتر السائدة بين كل من سوريا، ولبنان وإسرائيل. فعندما تم رسم الحدود بين سوريا ولبنان وقعت القرية علي الحدود ولم توضح السيادة عليها. وكانت القرية حتي يونيو 7691 تخضع للإدارة السورية وكان سكانها يحملون الجنسية السورية. وعندما احتلت إسرائيل منطقة الجولان من سوريا عام 7691، لم يدخل الجيش الإسرائيلي القرية لاعتبارها لبنانية حسب الوثائق والخرائط البريطانية التي كانت موجودة لديه. ورفض اللبنانيون في المقابل قبول القرية خشية من أن يُعتبروا كمن ضموا إليهم أرضاً سورية، لذلك حظروا علي أبناء القرية اجتياز الحدود. ويقول أحد سكان القرية »لمدة شهرين ونصف الشهر أصبح الغجر دولة مستقلة مكونة من 63 عائلة بين لبنان وإسرائيل. ويضيف »عندما فرغت مستودعات الأغذية توجهنا إلي الحاكم العسكري الذي عينته إسرائيل في المنطقة وطلبنا منه رفع مشكلتنا إلي الكنيست، بعد أسبوعين عاد ورفع العلم الإسرائيلي فوق القرية«. وفي 8791 دخلت إسرائيل في الحرب الأهلية في لبنان حيث اجتاح الجيش الإسرائيلي الحدود اللبنانية. منذ ذلك الحين وحتي مايو 0002 توسعت الغجر شمالاً داخل الأراضي اللبنانية. ومنذ 2891 حصل أغلبية سكان القرية علي الجنسية الإسرائيلية واعترفت إسرائيل بالقرية كمجتمع سكاني إسرائيلي في محافظة الشمال التابعة لها. لكن منذ تقسيمها يصعب الوصول إليها إذ قامت إسرائيل الحواجز الحدودية خارج القرية. وفي أبريل 0002 انسحبت القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني وطلبت إسرائيل من هيئة الأممالمتحدة رسم الحدود بين أراضيها والأراضي اللبنانية بما في ذلك الحدود بين الجولان ولبنان، وطالبت الأممالمتحدة من جهتها بسحب القوات الإسرائيلية إلي الحدود اللبنانية الجنوبية. وفي عام 0002 رسم ممثلو هيئة الأممالمتحدة »الخط الأزرق« في قلب القرية، مما أدي إلي تقسيم القرية فعلاً بين إسرائيل ولبنان. وفيما سيطرت إسرائيل علي القسم الجنوبي، سيطر حزب الله علي القسم الشمالي من القرية بين عامي 0002 6002، ولم يفقد سكان الجزء اللبناني من القرية جنسيتهم الإسرائيلية إلا أنهم يعتبرون »مواطنين إسرائيليين علي أراضي العدو« حسب القانون الإسرائيلي. وفي حرب يوليو 6002 احتل الجيش الإسرائيلي الجزء الشمالي من القرية وهدم المواقع العسكرية لحزب الله وبقي الجيش الإسرائيلي يراقب هذا الجزء. وكشفت صحيفة »ها آرتس« الإسرائيلية أمس أن المئات من جنود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ربما يتمركزون في قرية الغجر علي الحدود مع لبنان وحولها لتوفير الأمن بعد الانسحاب الإسرائيلي المتوقع. وأضافت الصحيفة أنه بمقتضي الخطة سيستمر تطبيق القانون الإسرائيلي في شمال القرية وتزويد إسرائيل لشطري البلدة علي حد سواء بالماء والخدمات الصحية والتعليمية كما سيحتفظ جميع المقيمين فيها بالمواطنة الإسرائيلية. ومن جانبها نفت مصادر رسمية لبنانية تبليغها أي معلومات عن قرار الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من القرية.