تمتلئ الأسواق هذه الأيام بمنتجات ومستحضرات جنسية لا حصر لها، تجمع بين الغرابة والطرافة في الوقت نفسه. وزيادة في الاثارة ولفت الانتباه، يجري تسويق هذه المنتجات بأسماء ذات دلالة جنسية تثير فضول الكثيرين. لكن هذا التحقيق يطرح سؤالين، الأول : هل استخدام هذه المنتجات ضروري؟ والثاني: هل استخدامها آمن من قبل الزوجين كما تقول الإعلانات ؟ تساؤلات طرحتها جريدة " القبس " الكويتية . تمتلئ صحف ومجلات الإعلانات، وحتى بعض مواقع الانترنت، بالعديد من المنتجات والمستحضرات الجنسية، إلى درجة لا يمكن معها حصرها. هذه المنتجات التي جاءت إلينا من بعض الدول الأوروبية والآسيوية، كما تدعي اعلاناتها، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا والهند والصين وتايلند، تطلق عليها أسماء اختيرت بدقة وعناية، وتحمل ايحاءات جنسية تدل على القوة والفحولة. على سبيل المثال لا الحصر يطلق على العديد من المنتجات الجنسية المخصصة للرجال أسماء الهدف منها توصيل رسالة معينة إلى عقولهم مثل: الصاروخ والصقر والذئب والثور والثعلب والقرش والنمر والتنين والأسد، وهي أسماء لا يخفى على أحد أنها تشير إلى القوة الجنسية إلى درجة الفحولة. أما المنتجات المخصصة للنساء فلا تقل أسماؤها إثارة، وصيغت هي الأخرى بعناية لإغراء النساء الباحثات عن الصدر الكبير والأرداف المثيرة، وإيهام المرأة بأن بإمكان هذه المنتجات تحويلها من أم العيال إلى عذراء. القائمة تشمل أيضا العديد من المنتجات مثل الخاتم الهزاز للرجل، والملابس الداخلية المصنوعة من الشوكولاتة للمرأة . يتميز تسويق هذه المنتجات باسلوب ذكي ومثير فعلا، فعلى الإنترنت العديد من المواقع التي تروج لمثل هذه المنتجات بعبارات أكثر إثارة، ويدور حولها حوار صاخب في المنتديات التي تدعي أنها مخصصة لتزويد زوارها بالثقافة الجنسية الصحيحة. في أحد المواقع نجد قائمة طويلة مزودة بمعلومات تفصيلية عن هذه المنتجات وأسعارها وأماكن بيعها في دول الخليج وأرقام الهواتف التي يمكن الإتصال بها حيث توفر هذه الشركات خدمة «هوم ديليفري». كتالوج لكل صنف بل ان العديد من الشركات الأجنبية العابرة للقارات دخلت لعبة الترويج لهذه المنتجات الجنسية، حيث تضع قوائم بضائعها مزودة بتفاصيل دقيقة في مواقع أعدت بلغة عربية ركيكة. فها هو موقع إيطالي يعلن أنه على استعداد لتوصيل منتجاته الجنسية إلى باب البيت في وقت قياسي من خلال فريق مدرب وذي خبرة من المندوبين العرب، منتشر في جميع الدول العربية ويعرف ثقافة الزبائن العرب ورغباتهم. ويعلن الموقع عن تميزه بالسرية وقدرته على إدخال البضائع الجنسية إلى أي مكان في العالم العربي مهما كانت صعوبة إجراءت دخولها، كما يعلن عن تخفيضات تصل إلى 25% على منتجاته الجنسية، ومع كل صنف هناك هدية عبارة عن كتالوج بالعربية يشرح طريقة الإستخدام لكل منتج. لا اعتراض لدينا على استخدام أي زوجين لهذه المنتجات، فمن حق أي زوجين التمتع بحياتهما الجنسية بالطريقة التي تعجبهما، خاصة أن بعض هذه المنتجات يبدو للوهلة الأولى أنه لا يضر الباحثين عن مزيد من الإثارة، لكن بعضها يحتاج منا إلى طرح بعض الأسئلة عن هذه المنتجات: هل استخدامها ضروري؟ وهل هذا الإستخدام آمن؟ غير مرخصة الصيدلي أسامة شملول الذي يتعرض يوميا لسيل من الأسئلة عن هذه المنتجات والمستحضرات الجنسية يقول : - يأتي إلي الكثير من الزبائن من الجنسين، وإن كان الرجال أكثر، ويسألون عن هذه المنتجات التي شاهدوا اعلاناتها في صحف الإعلانات، او قرأوا عنها على الإنترنت، او تعرفوا اليها من خلال الأصدقاء الذين يأتون بها من الخارج على شكل هدايا أحيانا. ودائما ما نكرر الإجابة لهؤلاء الزبائن بأن هذه المنتجات لا تباع في الصيدليات لأنها غير مسجلة في وزارة الصحة، وما يباع في الصيدليات الأدوية المرخصة التي لا تصرف إلا بوصفة طبية مثل: أدوية الضعف الجنسي مثل الفياغرا أو أسبري تأخير القذف عند الرجل. ودائما ننصح هؤلاء الزبائن بعدم تناول أي أدوية أو مستحضرات أو أعشاب من دون استشارة طبيب متخصص، ومن دون معرفة المعلومات الكافية عن هذا المستحضر مثل المنشأ والمكونات، وهل وافقت عليه المؤسسات المعروفة عالميا مثل FDA . نصب وضحك على الذقون يعترض د. عادل الحنيان، استشاري أمراض المسالك البولية والتناسيلة والعقم على الترويج لهذه المنتجات بأنها تعالج المشاكل الجنسية، ويقول: - الترويج لمثل هذه المنتجات ضحك على الذقون، لأن هذه المستحضرات غير مسجلة في وزارة الصحة، وبالتالي لا تخضع للفحص الفني المخبري من قبل المتخصصين، لسبب بسيط وهو أن الغالبية العظمى من هذه المنتجات والمستحضرات تدخل الكويت تحت بند أنها عبارة عن أعشاب ومكملات غذائية. أنا كطبيب يمكن أن اتجاهل بعض المنتجات الجنسية مثل العطور والملابس مثلا التي تتعلق بطريقة ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين، لأنها تدخل في إطار الحرية الشخصية للزوجين، لكن عندما يتعلق الأمر بمستحضر يدعي أنه يعالج بعض المشكلات الجنسية مثل البرود الجنسي أو سرعة القذف أو ضعف الانتصاب، وأن لا آثار جانبية له، وأنه خلاصة أعشاب أو زيوت أو خلطات طبيعية، فلا بد أن أحذر من خطورة ذلك. الكثير من المرضى أكدوا لي أن بعض المندوبين يتصلون بهم في بيوتهم للترويج لمثل هذه المنتجات، وأنهم على استعداد لتوصيلها حتى باب البيت. وهذه المنتجات التي دخلت البلاد من أماكن شتى، لا نعرف منشأها ولا مكوناتها، ولا ماهية آثارها الجانبية على المدى الطويل. ويمكن لهذه المنتجات أن تحقق نتائج طيبة في البداية، ربما لسبب نفسي، لكن المشكلة ماذا عن المدى البعيد لتناولها، خاصة أن بعضها يمكن أن يؤثر في القلب أو يسبب مشاكل خطيرة في الأعضاء التناسلية، وربما يصل الأمر إلى درجة العقم. وانا انصح الناس دائما بأن عليهم بدلا من تجريب أشياء لا يعلمون مصدرها ولا خطورتها في المستقبل أن يستشيروا المختص ، كما أنصحهم بعدم تناول أي منتجات لا يعرفون مصدرها أو آثارها الجانبية ولا يلمون بكل الحقائق عنها مثل الشركة المنتجة والمنشأ والمكونات والآثار الجانبية والتحذيرات والتفاعل الدوائي.