اختناق سياسي كبير ربما سيساهم في زيادة حدة التوتر داخل إسرائيل، فقد أشار مسئول أمني إسرائيلي – في تصريح لصحيفة "معاريف" – إلى أن الجمود السياسي الراهن بين الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) من شأنه أن يؤدي إلي تصعيد الرغبة في شن عمليات تفجير داخل إسرائيل. جاء هذا التصريح في أعقاب محاولات فردية جرت في أبريل/ نيسان 2009 من فلسطينيين أرادوا تنفيذ أعمال عدائية ضد جنود ومدنيين إسرائيليين. وحذر المصدر الأمني – الذي لم تذكر الصحيفة الإسرائيلية اسمه – من أن الوضع سيزداد سوءا الأيام القادمة، حيث تتردد أنباء هذه الفترة عن احتمال وقوع عمليات من هذا النوع خلال أيام قليلة، الأمر الذي يتطلب المزيد من اليقظة لدى الأمن الداخلي الإسرائيلي لمنع هذه العمليات. جندى إسرائيلي يفتش فلسطينيا عند أحد المداخل الاستهداف بهذه الطريقة ليس منظما ولا ينتمي إلي حركة بعينها، وإنما هي أعمال فردية جاءت من فلسطينيين ضاق بهم الحال، نظرا لحالة الجمود السياسي المتزايد، وعدم التقدم في أي مفاوضات تعطي الأمل للفلسطينيين، إضافة إلي الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيش فيه الفلسطينيون. كما أبدى المصدر الأمني الإسرائيلي مخاوفه من أن يؤدي هذا الجمود إلى تدفق المعتدلين الفلسطينيين لينضموا إلي الجناح الأكثر تشددا، ما يدفع المتشددين الفلسطينيين للعب دور أكثر فاعلية على أساس جماهيري متزايد. في الوقت نفسه، حذر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس – في تصريحات لصحيفة استرالية - إسرائيل من الاستمرار في إحباط مفاوضات الإفراج عن الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي المخطوف لدى الحركة "جلعاد شاليط"، مشيرا إلى أن إسرائيل بذلك تعرض جنودها لعمليات اختطاف جديدة. تصريحات مشعل من ناحية والوضع السياسي المتجمد من ناحية أخرى ينذران بحالة تدهور شديد في بدء مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، إضافة إلي استمرار حماس في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر البحر. خط سير السفينة حسب الصحيفة الإسرائيلية فقد أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن سفينة مدنية سارت عبر المياه الدولية وحملت أسلحة وألقت بها على مشارف شواطئ غزة فالتقطها صيادون بسطاء. جاء هذا في أعقاب الصعوبات التي تواجهها حماس للحصول على الأسلحة عبر سيناء. والآن وبعد تطور الأحداث السريع الذي يجري في المنطقة، لا يعلم أحد ما هي الخطوة القادمة إلا أن البيت الأبيض صرح بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيدعو الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اللقاء الفترة القادمة في خطوة مهمة من قبل واشنطن إزاء أبرز قضايا الشرق الأوسط، وذلك محاولة للخروج من أزمة الجمود السياسي واستئناف المفاوضات.