اتفقت ايران والعراق على اعادة العمل ببعض عناصر اتفاق حدودي وقع عام 1975 وكان مثار خلاف في ديسمبر كانون الاول الماضي عندما قال الرئيس العراقي ان الاتفاق باطل في تصريحات تراجع عنها بعد ذلك. وبدا ان الرئيس العراقي جلال الطالباني جدد خلافا حدوديا قديما في ديسمبر عندما قال ان المعاهدة التي تم توقيعها قبل 32 عاما في الجزائر الغتها الحكومة الراهنة وهو تصريح عدل عنه فيما بعد لكنه قال ان العراق يريد التفاوض على تعديلات. ووصل فريق عراقي الى طهران هذا الاسبوع لبحث الاتفاق الذي يشمل الحدود على امتداد ممر شط العرب المائي بالخليج والمعروف في ايران باسم "أرفاند رود" وكان النزاع على الممر المائي من العوامل التي أدت الى الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988 والتي سقط فيها نحو مليون قتيل. وقالت صحيفة رسالة الايرانية "اتفق نائبا وزيري خارجية ايران والعراق على مواصلة محادثات الخبراء بشأن تفاصيل استخدام أرفاند رود ومشكلات تتعلق بالحدود المشتركة." وقالت الصحيفة دون أن تورد تفاصيل أخرى ان نائب وزير الخارجية الايراني محمد رضا باقري أجرى محادثات مع نظيره العراقي محمد الحاج حمود لبحث اقرار "الامن على الحدود المشتركة وازالة المشكلات القائمة." ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الى باقري قوله ان معاهدة عام 1975 غير قابلة للتفاوض ولكن قال انه اتفق مع نظيره العراقي على أهمية وضع معالم للحدود واقامة العلامات الحدودية التي دمرت خلال الحرب. وأضافت نقلا عن المسؤول العراقي قوله ان الاتفاق خلال المحادثات في طهران أظهر رغبة البلدين في قيام علاقات حسن جوار مشيرا الى أن العمل على استعادة الاوضاع التي كانت قائمة في النهر سيبدأ بمجرد الوصول لاتفاق نهائي. وجاءت المحادثات الحدودية قبيل زيارة من المقرر أن يقوم بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للعراق في مارس اذار المقبل وستكون الاولى التي يقوم بها زعيم ايراني للعراق منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 التي أطاحت بحكم الشاه. ودعت ايران القوات الامريكية لمغادرة العراق وتسليم المزيد من السلطات للعراقيين. وقال محلل ايراني ان احمدي نجاد سيسعى لاظهار ان الحكومة العراقية على الاقل علنا لا تعتبر طهران جارا يتدخل في شؤونها وهو اتهام كثيرا ما توجهه لها الادارة الامريكية. فى الوقت نفسه أعلنت السفارة الايرانية في بغداد ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيلتقي خلال زيارته الرسمية للعراق التى تبدأ في الثاني من الشهر المقبل رئيس الجمهورية جلال طالبانى ورئيس الوزراء نورى المالكى. وقال المستشار السياسي بالسفارة سعيد محبوبي نجاد الخميس ان هذه الزيارة التى تستغرق عدة ايام تأتي في اطار العلاقات الثنائية وتعزيز اواصر التعاون بين البلدين مضيفا ان وفدا رسميا يضم عددا من الوزراء سيرافق الرئيس الايراني الذى سيزور مراقد الائمة الشيعية.