انخفاض اسعار الغذاء بمصر.... مؤقت ام دائم؟

انخفاض الأسعار بسبب العلف المستورد
منتجات انخفضت اسعارها
توقعات الأسعار فى 2009
تحقيق:ايمان انور
ما بين الارتفاع المخيف والانخفاض المحدود تتراوح اسعار السلع الغذائية بمصر،فبعد ان قفزت الأسعار عام 2008 بصورة انهكت المستهلكين عادت الى الإعتدال مع بدايات عام 2009 وهو ما ارجعه العديد من المختصين الى تاثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية.
ولأن المنتجات الحيوانية -خاصة اللحوم والطيور- من اهم السلع التى لا غنى عنها لدى الكثيرين فإن انخفاض اسعارها يعد مفاجأة سعيدة ،وعن مستويات الأسعار قال علاء رضوان- رئيس شعبه اللحوم والطيور والأسماك بإتحاد الصناعات المصرية- ان اسعار اللحوم والطيوروالأسماك انخفضت بنسب تتراوح بين 25% الى 40% ، وارجع ذلك الى تراجع الاسعار العالمية وزيادة الإنتاج المحلى لكن المستهلكين لم يشعروا بذلك الإنخفاض لأن تجار الجملة والتجزئة لم يقوموا بخفض الأسعار فى الوقت الذى قام فيه المنتجين والمستوردين بخفضها بالفعل.
انخفاض الأسعار بسبب العلف المستورد
انخفاض اسعار اللحوم
خالفه فى الرأى محمد الضو –يمتلك مزرعة لتربية المواشى- والذى قال ان الأسعار لم تنخفض حتى الأن ولكنها ستنخفض بشكل ملحوظ قريبا وارجع ذلك الى تراجع اسعار العلف المستورد بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية واوضح ان طن الذرة –من اهم انواع العلف- كان يتم استيراده ب2000 جنية والأن وصل سعر الطن الى 900 جنية (الدولار يعادل 5.55جنية).
وبالنسبة لأسعار الخضر والفاكهة، قال وليد الحناوى- رئيس شعبة الخضر والفاكهة بإتحاد الصناعات المصرية- ان الاسعار انخفضت من 30% الى 60% بسبب تراجع بنود التكلفة المؤثرة فى إرتفاع الأسعار .
ايده فى ذلك شامل شوقى مدير ادارة الأطعمة الطازجة بأحد المراكز التجارية الكبرى ولكنه يرى ان اسعار الفاكهة انخفضت بشكل ملحوظ فى حين لم تنخفض الخضروات بعد بشكل كبير.
اما السكر الذى دارت حوله العديد من الأقاويل فيقول عنه علاء البهى -رئيس شعبة السكر بإتحاد الصناعات المصرية -ان الاسعار انخفضت بشكل كبير عالميا ومحليا ،وبالنسبه للإنخفاض المحلى فهو يرجع لقرار وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد بفرض رسم اضافى على واردات السكر الأبيض المكرر وذلك لعدة اسباب اهمها الإغراق الذى حدث من بعض الدول مثل الهند والبرازيل و ايضا لحماية العمال و المصانع المصرية لتكرير السكر .
واضاف رئيس شعبة السكر ان احتياجات مصر من السكر غير المكرر تبلغ 5 ملايين طن وبسبب العجز القائم بالسوق المحلى فنحن ننتج 4 ملايين طن فقط ونستورد مليون وسوف يتغير هذا الأمر فى المستقبل القريب لأننا سنقوم بإستيراد سكر غير مكرر -اقل فى التكلفة – ونكررة فى المصانع المصرية مما سيفيد العمالة والصناعة المصرية المحلية.
رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة
وبالنسبة للأرز كان وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد قد اصدر قرارا بوقف تصديره لمدة سبعة أشهر وذلك لمواجهه ارتفاع ألاسعار بمعدلات كبيرة رغم وفرة الإنتاج وزيادته عن الاستهلاك ووجود فائض للتصدير، وذلك القرار ادى إلى زيادة المعروض من الأرز في الأسواق من خلال توجيه الكميات التي كانت تصدر نحو السوق المحلي، وتقدر بنحو 700 ألف طن.
منتجات انخفضت اسعارها
انخفاض سعر الجبن الصفراء
وحتى تتضح صورة الأسعار بشكل كامل فى الشارع المصرى سألنا العديد من العاملين فى عدد من اشهر المتاجر بمصر عن ابرز المنتجات التى انخفضت اسعارها فقالت منى - مالكة احد متاجر السلع الغذائية الكبرى بالمهندسين- ان الأسعار شهدت انخفاضا كبيرا فى الفترة الأخيرة وابرز المنتجات التى انخفضت اسعارها هى الزيت ،الزبدة ،الدجاج ،البيض ،الأرز والسكر موضحه ان سعر كيلو الدجاج انخفض من 17,50جنية واصبح ب 14,50 جنية والزيت كان 12,50جنية واصبح ب 7,50 جنية والسكر كان من 4جنيهات الى 3 جنيهات و الأرز من 5 جنيهات الى 3,50 جنيهات و كرتونة البيض من 19,50 جنية الى 15,50جنية و كيلو العدس كان ب 10,50جنيهات واصبح ب8,50 جنية، اما ابرز الانخفاضات فكانت للزبدة الطبيعية التى كانت ب27,50 جنية واصبحت ب 19,50 جنية والجبنة الشيدر سعر الكيلو كان ب40 جنيها وانخفض الى 29 جنية.
من جانبه قال شامل شوقى انه بحكم احتكاكه المتواصل بالمستهلكين يرى ان حركه البيع والشراء تراجعت بسبب الأزمة الإقتصادية مقارنة بذى قبل ،واوضح ان ابرز المنتجات التى انخفضت اسعارها هى الزبدة المستوردة التى انخفضت نحو 50% واللحوم بكافه انواعها انخفضت من 15% الى 20% كما انخفضت الزيوت بمقدار 15% .
توقعات الأسعار فى 2009
تذبذب الاسعار فى 2009
وحول توقعاتهم للأسعار فى 2009 يرى علاء رضوان- شعبة اللحوم- ان الفترة الحاليه تشهد تذبذبا كبيرا فى الأسعار هذا غير انخفاض دخل المستهلك بسبب الأزمة الاقتصادية وبالتالى فثبات الأسعار امر غير وارد فى 2009 فهى قد ترتفع فى احيان وتنخفض فى احيان اخرى ،فى حين يرى وليد الحناوى- شعبة الخضر- ان اسعار الخضر والفاكهة بشكل خاص ستشهد انخفاضا اكبر فى 2009، وعلى النقيض قال شامل شوقى ان الأسعار قد ترتفع مرة اخرى لأنه يرى ان فترة الركود الحالية مؤقته .
وتأتى هذه التوقعات بعد تصريحات ادلى بها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة و طالب فيها التجار بخفض الاسعار مؤكدا ان الحكومة لن تسمح بزيادة غير مبررة في الاسعار للسلع التي انخفضت اسعارها عالميا وان الحكومة ستتخذ كل الاجراءات الممكنة لتسريع استجابة السوق المصرية لانخفاض الاسعار العالمية حتي يستفيد منها المستهلك المصري‏، وفي الوقت نفسه ستقدم كل المساندة للشركات الوطنية المنتجة للسلع الغذائية للاستمرار في المنافسة وتقديم التيسيرات البنكية اللازمة لهذه الشركات لتجنب اي تأثيرات سلبية للازمة المالية العالمية علي هذه الشركات سواء المنتجة او المستوردة للسلع الغذائية .‏
وعلى الرغم من سعادة المستهلكين بخفض الأسعار فان السوق فى حاله ترقب لما ستشهده الأسعار فى الفترة المقبلة.