إقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية جنبا إلى جنب براون: واجب أوروبا أن تسير على خطى مبارك جول: الوفاق الفلسطيني مشكلة تتطلب حلولا عاجلة أبومازن: ما حدث في غزة كارثة إنسانية ضرورة وحدة الصف الفلسطينى والعربي أعرب الرئيس حسنى مبارك عن تطلعه لمواصلة المساندة الدولية لجهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان سحب إسرائيل قواتها خارج قطاع غزة، والتوصل إلى استعادة التهدئة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذي عقد ظهر الاحد فى ختام أعمال القمة الدولية حول غزة بشرم الشيخ. وقال الرئيس مبارك "إننا نشهد اليوم بوادر الخروج من هذه الأزمة، وإنني أتوجه بمشاعر تقدير مماثلة للحضور ولكل من ساند جهود مصر وتحركها كي نصل إلى هذه اللحظة، ولكي نضع نهاية للوضع المأساوي الراهن". واضاف مبارك "ان مصر فى سعيها للخروج من الازمة الراهنة تعمل جاهدة على تأمين حدودها، الا انها لن تقبل ابدا اى تواجد اجنبي لمراقبين على أرضها. وقال "انني اتطلع لدور الاممالمتحدة والمجتمع الدولي فى حشد الموارد الضرورية لاعادة اعمار غزة خلال المؤتمر الدولي الى ستدعو مصر وتستضيفه حول هذا الاحتياج الهام، وعلينا الا نفقد الامل فى السلام، فالسلام العادل هو الضمان الحقيقي لامن شعوب المنطقة والدولة الفلسطينية هى غايته والطريق اليه. كانت قد افتتحت الاحد قمة شرم الشيخ حول غزة بكلمة للرئيس مبارك حول العدوان الاسرائيلى الاخير على غزة مشيرا الى ان هناك حاجة الى المزيد من العمل لاستعادة التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر بالاضافة الى دفع عملية السلام على نحو عاجل وجاد . وقال الرئيس ان الجهود ستتواصل لتحقيق الاستقرار واعادة اعمار قطاع غزة، وطالب مبارك بتعبئة الموارد اللازمة مشيدا بالدور الذى يقوم به الرئيس الفرنسى فرانسوا ساركوزى لوقف العدوان. ساركوزى: يجب إقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية جنبا إلى جنب من جانبه، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "كل من جاء الى هنا يريدون السلام الفورى والدائم منذ البداية.. لقد كنا على قناعة بان مصر يمكن ان تلعب دورا حاسما فى عملية السلام، وهذا قد قاده السيد الرئيس حسنى مبارك". وأردف قائلا "إن الاسلحة يجب ان تتوقف عن الاطلاق.. وإنه يجب وقف اطلاق النار.. نحن نرى ان ذلك ما هو إلا بداية ويجب ان نسارع فى خطواتنا وأن نسرع من اجل التوصل الى اقامة دولتين.. دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع دولة اسرائيلية لها الحق ايضا ان تنعم بالامن، ويجب الان ان ندعم وقف إطلاق النار ونثبته.. وايضا عقد قمة فيما يتعلق بالاغاثة الانسانية التى ستستضيفها مصر خلال عدة أيام، حيث يتم إعادة فتح المعابر". وقال الرئيس الفرنسي "إنه حتى تصل الاغاثة الانسانية الى من يحتاجونها، يجب وضع حد لتهريب الاسلحة، ونحن من بين الدول الذي اقترحت ذلك، نحن نعتقد ايضا انه يجب أن نستفيد الى حد كبير من هذه الازمة حتى نضع على المائدة مرة اخرى فكرة مؤتمرا كبيرا يسمح بإقامة سلام دائم". وأضاف ساركوزي "إننا سنتوجه ايضا الى اسرائيل الان حتى نقول لها اننا نؤيد حقها في أن تنعم بالامن، ولكن ايضا يجب عليها أن تدرك أنه اذا توقف إطلاق الصواريخ، فيجب ان تنسحب اسرائيل من غزة، مؤكدا أنه لا يوجد حل آخر للسلام سوى ذلك". ووصف ساركوزى موقف الرئيس مبارك بأنه كان شجاعا، وكانت لديه رؤية، مشيرا إلى أنه مع وجود الرئيس السلطة التشريعية محمود عباس لانه رجل يدعو الى السلام، مثمنا موقف الجامعة العربية واعتبر أن لها دورا كبيرا. واشاد ساركوزي بجهود مصر الفاعلة فى غزة، وقال ان مصر تحملت مسئوليتها كاملة لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبين الفلسطينييين انفسهم غير انها تعرضت لانتقادات كثيرة وأضاف أنه يجب العمل، ومن الآن، على وقف إطلاق النار بشكل كامل ودائم وإعادة إعمار غزة التى دمرت مرافقها بفعل الهجوم الاسرائلي. براون: واجب أوروبا أن تسير على خطى مبارك من جانبه قال رئيس الوزراء البريطانى جوردن براون "إن من واجب أوروبا أن تبنى على ما وضعه الرئيس مبارك، وأن تأخذ خطوات شجاعة نحو وجود تسوية سلمية سريعة". وطالب براون بسرعة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين فى قطاع غزة، كما طالب بالعمل لدعم وقف إطلاق النار، وقال "هذه الكارثة يجب أن يعقبها خطوة رئيسية وجادة للوصول إلى تسوية سلمية، على أساس المبادرة العربية للسلام". من جانبها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن شكرها للرئيس مبارك، وقالت "جئنا نحن وزملاؤنا الأوروبيون لنؤكد أننا نسعى لإيجاد الطريق الصحيح لتحقيق السلام". وأضافت أنه "بعد الإعلان الأحادى لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل، فقد أعلنت حماس أيضا وقف إطلاق النار"، داعية إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية، مبدية استعداد بلادها لذلك. وطالبت بأن يدوم وقف إطلاق النار، وقطع الطريق على عمليات تهريب الأسلحة، مشيرة إلى أنه من الضروري الوصول إلى استمرار جهود السلام نحو إقامة الدولة الفلسطينية. واعتبرت ميركل أن إقامة دولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن من التعايش، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبى وألمانيا سيسهمان بدورهما فى هذا الصدد. جول: الوفاق الفلسطيني مشكلة تتطلب حلولا عاجلة وأكد الرئيس التركى عبدالله جول أن الوفاق الفلسطينى مشكلة تتطلب حلولا عاجلة وجهودا من جانب الفصائل الفلسطينية والرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة. وأعرب الرئيس التركي عن أمله فى أن تكون الإدارة الأمريكيةالجديدة مهتمة بعملية السلام، قائلا "أنا واثق من أنها (الإدارة الأمريكية) ستبذل ما فى وسعها لاستكمال جميع الوسائل التى تقود إلى حل السلام الدائم". وأضاف أنه إذا تعايشت دولتا إسرائيل وفلسطين بسلام فسيعم الأمن والاستقرار المنطقة، مؤكدا أن هذا الموضوع غير قابل للتأجيل. وبدوره، أعرب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجز ثاباتيرو عن حزنه العميق لما عاشته غزة خلال ال22 يوما الماضية، مبديا شكره لجهود المنظمات الدولية والأممالمتحدة والصليب الأحمر فى غزة. وأكد سعادته بوقف إطلاق النار، وقال إنه يأمل أن يكون دائما، وأن تكون الخطوة التالية هي إرسال المساعدات لكل الجرحى، وأن يؤدى وقف إطلاق النار إلى إعادة بناء قطاع غزة بمساعدة البلاد الأوروبية. من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكونى بالمبادرة التى قدمها الرئيس مبارك، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك قدم مبادرة حاسمة ومحورية للخروج من هذه الأزمة التى وصفها بالبشعة، مؤكدا أن بلاده ملتزمة مع الاخرين فى كافة الانشطة التى يمكنها أن تؤدى إلى تحسن الوضع الحالى. وأوضح وزير الخارجية الإيطالى بأنه سيزور غزة على رأس قافلة جهود المساعدات، وقال "لدينا ايضا مبادرات لعلاج العديد من الاطفال فى المستشفيات التى يديرها أطباء إيطاليون"، داعيا المجتمع الدولى للاضطلاع بدوره لحل هذه المشكلة. كما طالب برلسكونى الادارة الامريكيةالجديدة بأن تبذل جهدا حثيثا للتوصل إلى حل ملموس، مشددا على أن بلاده ستكون مستعدة مع الاخرين للقيام بواجبها فى هذا الصدد. أبومازن: ما حدث في غزة كارثة إنسانية وبدوره وصف الرئيس الفلسطنيى محمود عباس "أبومازن"، في كلمته ما حدث فى غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بأنه "كارثة إنسانية ووطنية"، مؤكدا أن ما عرضته وسائل الإعلام خلال أيام العدوان أقل بكثير مما حدث فى القطاع. وأعرب عن أمله فى استمرار وقف إطلاق النار، وأن يعقبه التوصل إلى تهدئة، وأن تبدأ المساعدات الإنسانية فورا فى الوصول إلى الشعب الفلسطينى. وقال الرئيس الفلسطينى "ثم تأتى لاحقا الأمور الخاصة بعقد مؤتمر لإعادة البناء، ومؤتمر وطني للوحدة الفلسطينية". وبدوره، تمنى العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى أن تقوم الدول الغربية خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية فى الأيام القليلة القادمة بدورها لدفع مفاوضات السلام مرة أخرى، قائلا "إنه مع قدوم الإدارة الأمريكيةالجديدة ستكون الفرصة طيبة للجميع لنعيد هذه المفاوضات مرة أخرى على مسارها وأن نجد حلا للصراع الإسرائيلى الفلسطينيى فورا". وأكد العاهل الأدرنى أنه من المهم الحفاظ على "المبادرة الإسلامية العربية" وفى مقابل ذلك فإن 57 دولة دولة ستعترف بإسرائيل، وهى ثلث الدول فى الأممالمتحدة، معربا عن اعتقاده أن هذا سيؤدى إلى حدوث تقدم فى عملية السلام. كى مون: ضرورة وحدة الصف الفلسطينى وقال بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة إن إعلان إسرائيل الوقف الأحادى لإطلاق النار فى غزة يجب أن يتحول إلى وقف مستمر ودائم مع الدعم الكامل لجميع الأطراف المعنية، مؤكدا أن على حماس أيضا أن توقف إطلاق الصواريخ، وأنه يتعين على إسرائيل أن تتحكم فى ردود أفعالها وتحافظ على إستمرار وقف إطلاق النار. وأضاف أنه باعتباره أمينا عاما للأمم المتحدة فإنه سيقوم بإرسال فريق فى وقت لاحق من هذا الأسبوع يضم الدول المانحة ووكالة الغوث لتقييم الاحتياجات الخاصة بالفلسطنيين من قبل الأممالمتحدة، وسيتلقى تقريرا من الوفد حول احتياجات الشعب الفلسطينى، منوها بأن التقرير سيتضمن الاصلاحات المطلوبه لإعادة إعمار غزة. وتابع قائلا "اننا بحاجة عاجلة إلى إستئناف المحادثات الخاصة بعملية السلام حتى لا يتكرر ما حدث فى غزة عام 2006 وما يحدث الآن"، مشيرا إلى أن ما يحدث نتيجة لفشل الإرادة السياسية على مستوى الشعوب والقيادة أيضا. وأكد مون ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولى خاصة الدول العربية بدوره فى دعم عملية السلام بصورة كاملة، والعودة إلى مسارها الصحيح، مشددا على ضرورة وحدة الصف الفلسطينى، وحث الفلسطينيين على المصالحة الوطنية وحل جميع المشاكل العالقة. وقال إن هناك إشارات إلى انقسام عربى، داعيا القادة العرب إلى التوحد وحل الخلافات فيما بينهم، موضحا أنه من خلال الوحدة العربية والفلسطينية سيتم التوصل إلى الإستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن هناك جلسة خاصة تعقد الاثنين فى قمة الكويت لمناقشة الوضع فى غزة برمته من كافة الجوانب الانسانية والامنية والسياسية. واعتبر موسى أن النقاط التى أثيرت حول التهريب سببها عملية "الخنق" الذي تعرضت له غزة، متسائلا "ماذا يفعلون إلا أن يحاولون الحصول على أى شىء يحصلون عليه عن كل طريق يمكنهم التوصل اليه". وأكد أن موضوع التهريب ووقف التهريب يجب ان يرتبط بفتح المعابر ووقف الحصار، معربا عن أمله أن يشهد عام 2009 عملية سلام جادة. وتأتى هذه القمة فى إطار الجهوده المتواصلة من مصر لاحتواء الموقف فى غزة. (أ ش أ)