أعلنت ألمانيا الثلاثاء عن خطة تحفيز جديدة بقيمة 50 مليار يورو (66 مليار دولار) في محاولة لحماية الاقتصاد من أكبر ركود منذ الحرب العالمية الثانية واسكات المنتقدين الذين يتهمونها بالتخاذل عن تعزيز النمو. والعنصر الاساسي في الخطة الجديدة التي تبلغ قيمتها 49.245 مليار يورو على مدى عامين، هو توجيه نحو 18 مليار يورو لاستثمارات جديدة في البنية الاساسية والتعليم وهو ما تأمل الحكومة أن يوفر فرص عمل. وتتضمن الخطة كذلك تقديم مساعدات قدرها 1.5 مليار يورو لقطاع صناعة السيارات وتأسيس صندوق لتقديم ضمانات ائتمانية للشركات المتعثرة. وقال وزير المالية الالماني بير شتاينبروك للصحفيين "برنامج حكومي لتحفيز النمو مثل هذا بالاضافة الى اجراءات اتخذت في دول مجاورة لا يمكنه منع الركود لكن يمكنه الحد من شدته. وهذا هو الهدف." واتفق الشركاء في الائتلاف الحاكم من المحافظين الذين تتزعمهم المستشارة أنجيلا ميركل والديمقراطيين الاجتماعيين مساء الاثنين على سلسلة من الخطوات التي تجمع بين استثمارات جديدة في البنية التحتية وتخفيضات ضريبية متواضعة وضمانات للشركات الالمانية المتعثرة. ورحب خبراء اقتصاد بالخطة التي يمثل نجاحها عاملا حاسما في آمال ميركل اعادة انتخابها لكنهم أبدوا شكوكا في أن تكون كافية لانهاء التراجع الاقتصادي الذي دفع ألمانيا الى الركود في عام 2007 والذي يرجح أن يتزايد في السنة الجديدة. كما اتفق اعضاء الائتلاف على خفض ضريبي قيمته 2.9 مليار يورو في عام 2009 وستة مليارات في عام 2010. غير ان الخبراء أبدوا قلقهم من أن بعض الاجراءات لن يبدأ العمل بها قبل منتصف العام وهو موعد يرونه متأخرا لدرء الاسوأ في موجة التراجع الاقتصادي. فقد اعتمد الاقتصاد الالماني بدرجة كبيرة على الصادرات في الاعوام القليلة الماضية وخطوات التحفيز المحلية لن يكون لها أثر على الطلب الخارجي على المنتجات الالمانية وكانت حكومة ميركل قد دفعت بخطة تحفيز قيمتها 31 مليار يورو في أواخر عام 2007 لكن انفاق الحكومة الجديدة مثل ثلث القيمة الاجمالية فقط مما فتح الباب لانتقادات عنيفة لبرلين من جانب دول أوروبية أخرى. واتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برلين في ديسمبر/كانون الاول 2008 بالتفكير في حين أن ما تفعله فرنسا هو العمل. وفي باديء الامر نفت ميركل وجود حاجة لبذل المزيد وهو الموقف الذي دفع الى تسميتها "السيدة لا"، لكنها غيرت موقفها في ديسمبر 2008 ودخلت في محادثات مع شركائها في الائتلاف بشأن خطة جديدة. وبررت ميركل التحول في موقف الحكومة قائلة "الحقيقة ان العالم تغير. لقد تغير بشكل مأساوي في الاشهر القليلة الماضية." من جهته أكد وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير -والذي سينافسها في الانتخابات المقررة في سبتمبر/ أيلول 2009 - انه عندما يتطلع الى أوروبا لايجد من يبذل جهدا أكبر أو يتخذ خطوات أكثر مما قامت به بلاده. (رويترز)