الوفد 11/1/2008 واضح أن سقوط أربعة صواريخ أطفال علي شمال اسرائيل.. تستدعي من المقاومين الأشاوس والمغاوير القسم بأغلظ الايمانات علي عدم وجود علاقة بينهم وبين لهو الأطفال الذي انطلق من جنوب لبنان!. لم يعلن أحد من المجاهدين الذين يلعنون اسرائيل ليل نهار، ويطالبون مصر بالحرب بدلاً منهم.. لم يعلن أحد مسئوليته عن اطلاق هذه الصواريخ! وراح مغاوير حزب الله، وفي مقدمتهم السيد حسن نصر الله الأمين العام يقدمون إلي اسرائيل فروض الطاعة والولاء مؤكدين ان قواعد الحزب لم تطلق قذيفة واحدة!. وراحوا في نفس الوقت يعلنون انهم أصبحوا أقوي في التسليح والعتاد من أيام حرب »يوليو« 2006! كما التزمت سوريا الصمت، ويبدو انها لم تسمع عن اطلاق أربعة صواريخ علي شمال اسرائيل، ويبدو أيضاً! انها لم تر البث المباشر لقناة الجزيرة من داخل المستعمرة التي شهدت وقوع الصواريخ الأربعة عليها.. والتي نقلت خلاله سقوط بعض الأحجار، وأثاث أحد المنازل. كما نقلت الينا أيضاً صورة سكان المستعمرة من اليهود الذين بدت عليهم السعادة والفرحة!. وفي نفس الوقت.. اختفت المنظمات والجبهات الحنجورية التي تناصل عبر الفضائيات والميكروفونات، ولم نقرأ عن صدور بيان من إحدي المنظمات تعلن مسئوليتها عن اطلاق الصواريخ، ولم يصدر المناضلون من داخل كباريهات الفنادق في دمشق أو بيروت بياناً يدعون فيه قيام قواعد الجبهة أو المنظمة باطلاق هذه الصواريخ لفتح جبهة شمالية مع اسرائيل لتخفيف الضغط العسكري الاسرائيلي علي الشعب الفلسطيني في غزة الذي يسيل دماؤه أنهاراً بفضل قياداته الحكيمة المستنيرة!!. ولم نفاجأ عندما التزمت بعض النظم العربية التي تدعي الثورة.. الصمت المريب.. ولم يصدر نظام عربي واحد بيانا لتأييد المناضلين والمجاهدين والمقاومين الذين أطلقوا صواريخ الأطفال من فوق جبال جنوب لبنان.. حتي إيران التزمت الصمت، ولم تصدر بيانا خشية من الربط بينها وبين حزب الله الذي تنفس الصعداء عندما أعلنت اسرائيل براءة الحزب من واقعة اطلاق الصواريخ.. وشعر قيادات الحزب والأمين العام السيد حسن نصر الله بسعادة بالغة عندما أكدت اسرائيل انهم حزب مؤدب ووديع وهاديء ومطيع، وأصبحت هناك خصومة بين أصابع جنوده وبين الزناد!!. وهذه حقيقة.. فقد اكتفت قيادات حزب الله بالهجوم علي مصر من خلال توجيه الشتائم والاتهامات إلي قياداتها تنفيذاً للتعليمات الصادرة اليها من آيات الله في ايران!! هذا حالنا معشر العرب في مواجهة الأزمات والكوارث.. نظل نتبادل الاتهامات والشتائم، ونبحث عن ميكروفونات وفضائيات للنضال من خلالها، وننصب السرادقات.. ليس لقبول العزاء في حالنا، ولكن لإقامة المهرجانات الخطابية باعتبارها احدي وسائل النضال ضد العدو الاسرائيلي!، والهتاف ضد جيوش الاحتلال ، ورفع اللافتات المنادية بالموت للصهاينة واليهود!. هل من الممكن أن تنصلح أحوالنا بهذه الأساليب الحنجورية التي لم نتخل عنها طوال نصف قرن مضي، ولم تختلف عن التهديد الذي انطلق قبل نكسة »يونيو« 1967 بإلقاء اسرائيل ومن هم وراءها في البحر، وفوجئنا بالمأساة التي احتلت خلالها اسرائيل أراضي أربعة بلدان عربية محيطة بها!!، ومازلنا نعاني من هذه المأساة حتي اليوم!! ووسط هذا الصراخ العربي بعدم المسئولية عن اطلاق صواريخ الأطفال.. نفت حماس أيضاً مسئوليتها عن اطلاق الصواريخ علي مستعمرات شمال اسرائيل، وتعللت بأنها تمارس عملها العسكري من داخل فلسطين!!. ويبدو من هذا التصريح أن حماس تتعامل مع فلسطينالمحتلة علي اعتبار انها أرض اسرائيلية، واختصرت القضية الفلسطينية في قطاع غزة فقط!!. وللأسف.. أصبحت هناك جهة مجهولة مسئولة عن اطلاق الصواريخ علي شمال اسرائيل، ولا ندري عن أسباب عدم ظهور هذه الجهة المجهولة علي حدود سوريا والأردن مع اسرائيل!!.