إنها ليست الأكبر مساحة ً ولا الأعمق ولا الأغنى أو الأفقر من ناحية ثراءها البيولوجي. لكنها تتميز بكونها سببا في تأسيس فرع جديد من العلوم يدعى علم البحيرات والمياه العذبة يختص بدراسة البحيرات والمستنقعات أسسه في نهاية القرن التاسع عشر السويسري فرانسوا الفونس فورال وكانت أول دراسة أجريت في هذا التخصص الجديد حول بحيرة ليمان. هذه المساحة الشاسعة من المياه العذبة (582,4 كم مربع، 89 مليار متر مكعب) تأخذ شكل حدوة حصان وتمتد فوق الأراضي الفرنسية والسويسرية، ويبلغ أقصى عمق لها متر واحد تقريبا وتقع على ارتفاع 372 عن سطح الأرض ويعبرها نهر الرون. عمر بحيرة ليمان 15.000 سنة وقد تكونت نتيجة لانثناء طبقات الأرض في جزءها الشرقي وبفعل جبل جليد في جزءها الغربي بعد العصر الجليدي الأخير. يغذي بحيرة ليمان العديد من الأنهار هي الرون والمورج والفورون والسيرين والأوبون. عند مصب البحيرة يكون معدل تدفق المياه سنويا 8 مليار متر مكعب في المتوسط، لذلك إذا افترضنا أن البحيرة أفرغت من المياه، سيلزم 11 عاما في المتوسط لملأها من جديد. العقبة الأولى التي يواجهها المتخصصون في علم البحيرات هي تعريف البحيرة. وقد استقر رأي البعض على اعتبارها امتدادا شاسعا وعميقا للمياه العذبة.وإذا كانت آشعة الشمس قادرة على الوصول إلى أعماقها ستهيء للنباتات بيئة للنمو فيطلق عليها عندئذ اسم مستنقع أو بركة ويرى آخرون أن البحيرة يمكن أن تكون من المياه المالحة.وتقع أكبر بحيرة مالحة في شمال ولاية أوته الأمريكية. وهي من أكبر خمسين بحيرة في العالم والرابعة ضمن البحيرات محبوسة المياه وهي تلك التي لايتفرع منها أنهار ويكون السبيل الوحيد لخروج المياه منها هو التبخر وهو السبب في ارتفاع نسبة ملوحتها عن البحار. إذا اخذنا بهذا التعريف الواسع للبحيرة سيصبح بحر قزوين أكبر بحيرة مالحة في العالم بمساحة 371.000 كم مربع. بحر الأورال والبحر الميت سيصنفان كذلك كبحيرتان. ومن الخطأ أن نعتبر البحيرات كتلة من المياه الساكنة والهادئة فهي أحيانا تكون أخطر من مياه البحار حيث تثور بها أحيانا الدوامات والتيارات خطرة. وقد يكون المثل القائل " لا تطمئن للمياه الهادئة " قد قيل خصيصا عن البحيرات.