من المؤكد ان السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لا تحظى بالقبول على الصعيد الشعبي بشكل عام، لكن الأمور تبدو مختلفة تماما على الصعيد الرسمي وبعيدا عن الأضواء. ففي العام الماضي وحده، أمطر عدد من الزعماء العرب رئيسة الدبلوماسية كوندوليزا رايس بهدايا تقارب قيمتها نصف مليون دولار. وهو رقم لم يحققه الرئيس الأميركي نفسه من خلال الهدايا التي تسلمها من الزعماء العرب طوال عام 2007. فقد كشفت وزارة الخارجية الأميركية في تقرير رسمي ان رايس تلقت جواهر من ملكين عربيين بقيمة لا تقل عن 366 الف دولار عدا الهدايا التي تلقتها من زعماء عرب آخرين، مما وضع وزيرة الخارجية في المركز الأول بين المسؤولين الأميركيين الذين تلقوا هدايا من زعماء أجانب. ففي يناير 2007، تسلمت رايس هدية من أحد الملكين عبارة عن قرط نادر من الزمرد والماس تقدر قيمته ب 147 ألف دولار. ثم قدم الملك نفسه وكانت زوجته برفقته هدية ثانية للوزيرة الأميركية عبارة عن عقد وحلق بقيمة 4630 دولاراً. وفي يوليو من العام نفسه، قدم ملك عربي آخر لرايس عقدا وزوجا من الحلق واسوارة من الياقوت والماس بقيمة 165 الف دولار. وكشفت وزارة الخارجية للمرة الأولى عن أن الملك العربي نفسه قدم للوزيرة الأميركية عقدا نادرا بقيمة 170 ألف دولار في عام 2005 لكن هذه الهدية لم تذكر في التقريرين اللذين اصدرتهما الوزارة في العامين الماضيين بشأن الهدايا التي يتلقاها المسؤولون من الزعماء الأجانب. أما بوش فقد تلقى في العام الماضي هدايا من الزعماء العرب بقيمة تزيد قليلا على 100 ألف دولار. ومن بين المسؤولين الأميركيين الذين تنعموا بهدايا الزعماء العرب خلال العام الماضي روبرت غيتس وزير الدفاع الذي تلقى من ملك عربي هدية عبارة عن سيف مذهب بقيمة 3200 دولار، كما تلقى الوزير ذاته هدية "خنجر" من ملك عربي آخر بقيمة 345 دولارا. كذلك تلقى مدير المخابرات مايكل هايدن مجموعة هدايا عربية قدرت قيمتها بثمانية آلاف دولار وهي عبارة عن سيف وقلم وسجادة من الحرير. ووفقا للقوانين الأميركية، يحظر على المسؤولين الاحتفاظ بالهدايا بعد ترك مناصبهم.