تعتبر الشوارب في معظم أنحاء عالمنا العربي رمزاً للرجولة، حتى أنه من النادر وجود رجل من دون شوارب في الكثير من مدننا وقرانا، بل وصل الأمر إلى درجة أن أكثر من زوجة طلبت الطلاق لأن الزوج حلق شاربيه. هذا في الشرق، أما في الغرب وبالذات في الولاياتالمتحدة فالأمر مختلف تماماً، إذ يعتبر الكثيرون أن الشوارب لا بد من حلقها باستمرار مثل الاستحمام تماماً .. عملية نظافة وترتيب . كما أن الرجل ذا الشوارب، من وجهة نظرهم، لا يمكن الوثوق به. وبالتالي، قليلون هم الأميركيون الذين يربون شواربهم، وإذا دققت في الأمر فسوف تجد أن غالبية هؤلاء من أصول آسيوية أو من أميركا الجنوبية . مناسبة الكتابة عن الشوارب هو ما حدث في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما قبل أيام لتقديم حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون باعتباره وزير التجارة في الإدارة المقبلة، فما أن أطل الرجل الذي نافس أوباما للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض معركة الرئاسة حتى " شهق " أكثر من صحافي . فقد ظهر الحاكم من دون لحية وشوارب وذلك للمرة الأولى منذ سنوات. فما كان من أوباما إلا أن عبر عن خيبة أمله الشديدة لخسارة لحية وشوارب وزيره العتيد. وبعد لحظات راح خلالها يتأمل وجه وزير التجارة المقبل، قال أوباما مخاطباً الصحافيين: «أعتقد أنه ارتكب خطأ كبيراً بحلق شاربيه ولحيته.. ألا تعتقدون ذلك؟». هذه الحادثة دفعت أحد المعلقين الأميركيين إلى القول أن الولاياتالمتحدة لم تشهد رئيساً ب«شوارب» منذ «وليام هوارد تافت» الرئيس الأميركي السابع والعشرين، ومن قبله أبراهام لينكولن . وبالنسبة للأخير، يقول المؤرخون أنه كان يحرص على حلاقة ذقنه يومياً إلى ما بعد انتخابه رئيساً، لكنه توقف عن حلاقتها بعد انتخابه مباشرة. وفي يوم تنصيبه كانت كثة، بل أنه كان الشخص الوحيد بلحية وشوارب بين الحضور الذين تجاوزوا الآلاف. وأشار المعلق إلى آل غور، نائب الرئيس بيل كلينتون، الذي أطلق لحيته وشاربيه لفترة قاربت الشهرين عام 2000، وعندما سأله الصحافيون عن السبب قال: «المسألة بسيطة.. لقد أضعت ماكينة الحلاقة». وأضاف المعلق ان الإدارة المقبلة، إذا كانت قد خسرت شوارب ريتشاردسون فقد عوضت بشوارب إريك هولدر الذي عينه أوباما وزيراً للعدل، من دون أن تنسى لحية وشوارب رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي (المركزي) بن بيرنانكي الذي من المرجح أن يبقى في منصبه.