الاخبار 2/12/2008 قبل أن تتوقف الهجمات الإرهابية البشعة في مدينة مومباي الهندية، وقبل أن تعلن أية جهة عن تحمل مسئولية هذه الجريمة.. استبقت باكستان الأحداث وتوقعت صحافتها أن العالم كله سوف يشير إليها باعتبارها المسئولة الأولي عن هذه الهجمات! الصحيفة اليومية الباكستانية: »ذي نيوز« عبرت عن شديد حزنها وغضبها علي الأهوال والفظائع التي عاشتها المدينة الهندية خلال الساعات العديدة الماضية، ثم انتقلت لتستبق تداعيات هذه الهجمات ليس فقط علي الهند وإنما أكثر علي جارتها: باكستان! فهاهي وكالات الأنباء العالمية تنقل عن مسئولين معروفين أو مجهولين اعتقادهم بأن باكستان ليست بريئة من سفك دماء مئات القتلي والجرحي في مومباي! وتعترف الصحيفة الباكستانية بكل أسف أن هذه الاتهامات سابقة لأوانها، ولا دليل عليها حتي الآن، لكنها في الوقت نفسه تجد من يصدقها ومن يرددها استنادا إلي تاريخ باكستان في تشجيع الإرهاب ومكافحته في آن واحد! عشرات من المحللين والخبراء الأمنيين أجمعوا منذ زمن طويل علي أن باكستان أصبحت »المركز العالمي للإرهاب«، وأن أي اعتداء يحدث في أمريكا، أو أوروبا، أو الهند لابد من إرجاعه وتحميل مسئولية تخطيطه وتمويله وتنفيذه علي إحدي الجماعات الإرهابية التي تقيم في باكستان. ومهما حاولت السلطات الباكستانية أن تنفي علمها أو صلتها بهذه الهجمات في قارات الدنيا الخمس فلا أحد يصدقها! فبعد أن اتضح من تاريخ الإرهاب في باكستان وجود عشرات من خلايا، وجماعات، وتنظيمات، متطرفة، وإرهابية في داخل باكستان تحت سمع وبصر الحكومات في إسلام أباد الواحدة بعد الأخري.. فمن الطبيعي أن تستمر الشبهات تحيط بالباكستانيين شاءوا أم أبوا. ويؤكد المراقبون أن الحدود الشماليةالباكستانية، الملاصقة لغرب منطقة كشمير، تحوٌلت منذ وقت طويل إلي »الملجأ الآمن والمأوي الدائم « لكل أشرار التعصب والتطرف.. وهو ما أفقد العاصمة إسلام أباد مصداقيتها أمام معظم الدول وعلي رأسها الجارة »الشقيقة« و»اللدودة«: الهند.فمن رأي نيودلهي أن حكومة باكستان تتحدث عن السلام ودعم العلاقات بين البلدين، لكنها حكومة بعد أخري تتجاهل، أو تتغابي، أن بلدها هو المصدر الأول للإرهاب وللإرهابيين ولأسلحتهم ومعداتهم وخبراتهم عبر المدن والقري الباكستانية. وتعترف الصحيفة الباكستانية أن هذه »السمعة« تحولت إلي وصمة وعقبة في حياة وطريق الباكستانيين. فالتعامل معهم كأخطر من أنجبتهم البشرية، وأكثرهم حقدا وكراهية ووحشية! الدبلوماسيون الأجانب الذين يجبرون علي السفر إلي باكستان والإقامة فيها يشعرون أن رؤساءهم ينتقمون منهم بإرسالهم إلي إسلام أباد لعل وعسي يلقون حتفهم في إحدي الهجمات الإرهابية اليومية في شوارع العاصمة أو المدن الأخري! واقتناعا من جانب هؤلاء الدبلوماسيين بخطورة إقامتهم بعاصمة الإرهاب العالمي فمعظمهم يفضلون أن يجيئوا وحدهم بلا زوجات ولا أولاد! رجال الأعمال الأجانب يفكرون ألف مرة ومرة قبل الإقدام علي زيارة بلاد الرعب والذعر، ولا يقدمون علي السفر إلاٌ أملا في ربح كبير واجراءات أمنية شديدة! المغامرون والمجانين وحدهم الذين يسافرون إلي باكستان للسياحة في مدنها وصعود جبالها والتوغل في صحاريها ، لأن ما من عاقل يغامر بحياته ويزور بلدا تحتل عشرات من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، جباله ووديانه لتخزين الأسلحة، وصنعها، وتدريب »مجاهديها«.. وتتعرٌض هذه الجماعات والمعسكرات لغارات تقوم بها قوات الحلف الأطلنطي بشكل شبه يومي لحصد أرواح أكبر عدد ممكن من هؤلاء »المجاهدين، الضالين، المغيٌبين«.