القضاء علي ظاهرة تأخر سن زواج الشباب في مصر وماله من تأثير مباشرعلي خصوبتهن يتطلب إصلاح قطاع الاسكان !! هذا ماأكدته أحدث دراسة للمجلس الدولي للسكان. وكان الدافع لاجراء الدراسة هو ماكشفت عنه نتائج المسح التتبعي لسوق العمل في مصر في أعوام 1988 و1989 و2006 والتي أظهرت وجود تزايد جاء في نسبة الذكور غير المتزوجين في الفئة العمرية من 25 وحتي 34 سنة الا أنه بمقارنة النسب في المسوح الثلاثة اتضح أن هناك انخفاضا كبيرا في هذه النسب في نتيجة المسح الاخير. وقد كشفت الدراسة التي أعدها الباحثان راجي أسعد أستاذ التخطيط والشئون العامة بجامعة مينسوتا ومحمد رمضان الخبير الفني للمسح الخاص بالشباب في مصر بمكتب المجلس الدولي للسكان بالقاهرة ان ارتفاع سن الزواج يرجع لارتفاع مستوي التعليم ومايتبعه من التفكير في سكن مستقل وارتفاع تكاليف الزواج وخاصة الحصول علي سكن الذي يمثل النصيب الأكبر في هذه التكاليف, أما ماحدث من انخفاض سن زواج الشباب كما تم في المسح الذي اجري عام 2006 فيرجع الي الاصلاحات التشريعية لقوانين الايجارات والاسكان التي مرت بعدة مراحل منذ عام1981 والتي توجت بالقانون رقم4 لسنة 96 والمعروف بقانون الايجار الجديد, بالاضافة للاصلاحات التي تبنتها حكومة د. نظيف والتي تضمنت اصلاحات ضريبية وتشريعية. وقد خرجت الدراسة بعدة تحليلات لمعدلات سن الزواج أوضحت من خلالها أن متوسط سن زواج الذكور بلغ ذروته بالنسبة للمواليد بين سنة 1969 و1971 ومتوسطه 26 سنة ثم انخفض هذا المتوسط الي حوالي25.1 سنه لمواليد1975 و.1977 وهنا تجدر الاشارة بأنه لايجب الاستهانة بهذا الانخفاض لأن انخفاض سنة واحدة في متوسط سن زواج الذكور كما يؤكد الباحثان يعني أن230 ألف شاب آخر في الفئة العمرية من25 الي29 سنة سيكونون قادرين علي الزواج. وفي النهاية تخلص الدراسة الي أن زيادة عدد الوحدات السكنية المعروضة للايجار بعقود ايجار جديد لعبت دورا رئيسيا وفعالا في خفض متوسط سن الزواج بشكل ملحوظ وذلك رغم التكلفة العالية لهذا الايجار حيث يقبل الشباب عليه لأنه يجنبهم الاضطرار لشراء سكن جديد أو دفع خلو لايجار وحدة سكنية بعقد ايجار قديم, كما خلصت الدراسة أيضا الي أن أي اجراء يتخذ لتقليل حاجة الشباب لجمع رأس مال كبير قبل الزواج سيساهم في مرحلة انتظار الشباب وعلي وجه الخصوص السياسات التي تهدف الي زيادة طرح الوحدات السكنية المعروضة للايجار ومن ثم تقليل اعداد الممتلكات السكنية المغلقة مما يسهم في تحقيق المزيد من النتائج الايجابية. اذن الأمر يستحق مزيدا من الاصلاحات وتضافر جهود الجهات المعنية لمساعدة الشباب المصري علي تقليل مرحلة الانتظار والتي تقدر بعشر سنوات مابين نضجه الجسماني ونضجه الاجتماعي المرتبط بشكل أساسي بمقدرته المادية..