نظم أكثر من 25 ألفا من أبناء طائفة إسلامية ليبرالية في تركيا مسيرة الأحد في أكبر مظاهرة لهم ضد ما يقولون إنه تمييز ضدهم من قبل الحكومة. وتشير التقديرات أن ما بين 15 إلى 25 مليون شخص في تركيا ينتمون للمذهب العلوي وعادة ما يميلون إلى الانزواء جانبا في بلد يتبع غالبيته المذهب السني. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي له جذور في الإسلام السياسي، ويدافع حزب العدالة والتنمية علانية عن حقوق المسلمين في تركيا التي تتبع رسميا النهج العلماني. وقال متظاهر يدعى سليمان إيرسيون (48 عاما) "يتجاهل حزب العدالة والتنمية حقوق 20 مليونا من العلويين في هذا البلد، هذا يبين أنهم ليسوا صادقين في حديثهم عن الحريات الدينية." وقال إيرسيون "لا نريد حصصا في الدين يتم خلالها تدريس الإسلام السني، استطيع تدريس الدين لأبنائي بنفسي." ويميل كثيرون من العلويين إلى تأييد الأحزاب العلمانية بسبب مخاوفهم من وضع الإسلاميين المزيد من القيود على مذهبهم. وعندما حاول حزب "العدالة والتنمية" تعديل الدستور لإلغاء حظر على ارتداء الطالبات الحجاب في الجامعات قال زعماء الحزب إن الهدف هو توسيع نطاق الحريات الدينية الفردية. ويقول كثيرون من العلويين إن حزب العدالة والتنمية يكافح لتوسيع نطاق حريات المسلمين السنة بينما يتجاهل مطالب العلويين. ويقول العلويون إن حصص الدين الإجبارية تدرس الإسلام السني وهي جزء من استيعاب قسري للأطفال العلويين. ورغم صدور أحكام لصالح العلويين في المحاكم التركية إلا أن الحكومة استأنفت ضد هذه الأحكام. وأدخل نظام حصص الدين في الدستور التركي بعد الانقلاب العسكري عام 1980 لدعم السيطرة للحكومة على الأنشطة الدينية. وطالب بعض المتظاهرين بإلغاء مديرية الشئون الدينية التي يقولون إنها تدافع عن الإسلام السني، وتتولى المديرية الإشراف على آلاف المساجد في تركيا حيث تعين الأئمة وتدفع رواتبهم وتصدق على مضمون خطب صلاة الجمعة. وقال ممثلون عن العلويين إن الحكومة يجب أن تتوقف عن بناء المساجد في القرى العلوية، ولا يذهب معظم العلويين إلى المساجد لكنهم يفضلون التجمع في منازل للصلاة يصلي فيها النساء مع الرجال جنبا إلى جنب. وقال علي يلدريم نائب رئيس رابطة حسين غازي "مبدأ المساواة الذي يكفله الدستور ينتهك بسبب رفض الاعتراف بالعلويين ومراكز عبادتهم." وقالت متظاهرة تدعى خديجة كاراكورت (67 عاما) "نحن هنا لنقول إننا موجودون وسنظل موجودين، ونريد حقوقنا ولا نقبل تجاهلنا." والعلويون مرتبطون إلى حد كبير بالإسلام الشيعي بسبب تبجيلهم للإمام علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. (رويترز)