حاول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان طمأنة الأقلية العلوية المسلمة في تركيا التي غالبا ما تشكو من التمييز ضدها على المستوى الرسمي بأن حقوقها ستحترم بالكامل وان أفرادها جزء من الأمة له مكانته واحترامه. ويعيش نحو 15 مليون من العلويين في تركيا و يتبع العلويون نهجا ليبراليا للإسلام يسمح بتناول الخمور وبصلاة الرجال والنساء سويا.. ولا تحظى أماكن عبادتهم المعروفة باسم جيم ايفي (بيت الجمع) اي دعم من الدولة خلافا للمساجد. وقال أردوغان للعلويين أثناء مأدبة عشاء بعد صيام في فندق بانقرة "كلنا ننتمي الى هذا البلد وكلنا أشقاء...يجب ان نعرف ونفهم بعضنا البعض. يجب ألا نسمح بتدخل الذين يريدون بث الشقاق بيننا." وبالنسبة للعلويين فان شهر المحرم الحالي هو شهر الحداد والصيام حيث يحيون ذكرى استشهاد الحسين حفيد النبي محمد. ووسعت حكومة أردوغان حقوق الأقلية خلال السنوات الخمس الماضية في إطار مسعى تركيا للانضمام الى عضوية الاتحاد الأوروبي لكن المنتقدين يقولون ان الإصلاحات تراجعت وسط زيادة القومية التي تتسم أحيانا بالطابع الإسلامي السني. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن الكثير من العلويين قاطعوا اجتماع يوم الجمعة في أنقرة بسبب تشككهم في صدق الحكومة. ويتذكرون ان أردوغان قال في عام 2003 ان العلوية ليست ديانة. وأردوغان مسلم سني ورع. ولا يشرب الخمر وترتدي زوجته الحجاب لكن حزب العدالة والتنمية الذي له جذور إسلامية حاول التغلب على انعدام الثقة التاريخي بين السنة والعلويين. وزار أردوغان خلال الحملة الانتخابية الصيف الماضي احد اماكن دور العبادة للعلويين وضم حزبه مرشحين علويين. وحضر هذا العشاء عدد من الوزراء واعضاء بحزب العدالة والتنمية. ويؤيد العلويون بشكل تقليدي الاحزاب العلمانية ويعتبرون ان فصل تركيا السياسة عن الدين هو افضل دفاع ضد محاباة المسلمين السنة. وقال أردوغان "تتخذ الجمهورية موقفا متساويا تجاه كل الجماعات الدينية...كل جهودنا تهدف الى تحقيق السعادة لكل الذين يعيشون في هذا البلد."