في إطار المعركة المشتعلة دوما في بيوتنا بين الأزواج والزوجات، وحالات النفور والضيق بين الطرفين، وفي جديد الطرائف والغرائب، التي تصاحب ابتكار التقنيات الحديثة، ابتدع أزواج وزوجات مصريون وعرب، ظاهرة مثيرة، تتمثل في استبدالهم أسماء بعضهم على الهواتف النقالة، بأسماء مستعارة تحمل دلالات غير لطيفة، وقد تبعث على الضيق وتخلق المشاكل وإن كانوا يعتبرونها ساخرة ومضحكة. الأزواج، الذين كانوا في فترات الخطوبة، أو ما قبل الزواج، يستبدلون أسماء أحبائهم بأوصاف رقيقة رومانسية، منحوتة من كلمات الحب والغرام والهيام، ينقلبون 180 درجة بعد الزواج، وتذهب الكلمات الرقيقة وتحل بدلا منها أوصاف قاسية وتعبيرات مزعجة. «الراي»، رصدت تلك الظاهرة وسألت الأزواج عن سر استبدال أسماء أحبائهم على هواتفهم النقالة، بأوصاف أخرى، على غرار «أم 44» ، و«شيطانة»، و«جبل... الله يزيحه». أو تخصيص نغمات ذات مدلول سيئ لها، وسألت عددا منهم عن أسباب ذلك، فجاءت إجاباتهم على النحو التالي: في البداية قالت عبير كرم إنها وضعت اسما مستعارا لزوجها على هاتفها النقال، وهو «هات اللي عندك»، لأن أغلب اتصالات زوجها مرتبط بفرمانات وأوامر وتعليمات، فهو لا يحب إرجاء تنفيذها حتى العودة إلى البيت. وأضافت: إن زوجها يعلم أن هذه النغمة مخصصة على هاتف زوجته، ولم يغضب، وتقبل الأمر بصدر رحب. مشيرة، إلى ان نغمة الهاتف دليل على ثقافة صاحبه وعلى شعوره وربما على حالته النفسية فمن خلال الهواتف، تستطيع تصنيف الناس والحكم على مشاعرهم، فمن كان رومانسيا يظهر ذلك من خلال رنته التي يسجلها على جوّاله، وإن كان هناك كثيرون لا يهتمون بالنغمات المسجلة على هواتفهم، ويعتبرون هذا الأمر رفاهية لا ضرورة لها. في حين تقول داليا عمر: إنها سجلت اسما مستعارا لزوجها على هاتفها الخاص هو «جبل، الله يزيحه»، معتبرة أن هذه التسمية «سخرية» ليس أكثر، فزوجها يعلم تمام العلم مدى حبها وتقديرها له، ومن ثم فهو يبادلها الشعور نفسه باسم مستعار هو «أم 44»!. وتضحك داليا من سخرية هذه الأسماء قائلة: دائما يبحث الأزواج عن أساليب مختلفة لتغيير حالاتهم النفسية التي يصيبها كثير من الملل فيختارون أسماء مستعارة ساخرة، أو يخصصون نغمات معينة تبدو طريفة ولافتة. أما سلوى مأمون فقالت ل «الراي» إن زوجها عندما يتصل بها، يظهر على شاشة هاتفها النقال مباشرة: «هناك شخص مجهول يتصل بك». مضيفة: إن هذا النغمة تثير ضحكتها في كل مرة يتصل بها زوجها، وعلى الرغم من علم زوجها بهذه النغمة، إلا أنه يصر على أن يتصل بها أثناء وجوده في المنزل ليسمعها بنفسه، وعلى الرغم من أنها أثارت ضيقه لفترة، لكن الأمر أصبح مثيراً للضحك لاحقا. من جهتها، تعيش «كريمة أحمد» أسعد لحظات حياتها مع زوجها، الذي تزوجته منذ أشهر قليلة، فهي تسمي زوجها على الموبايل «القمر»، معتبرة، أن هذا الاسم هو دليل إحساسها تجاه الزوج، فزوجها يبادلها الشعور نفسه، ويسجلها باسم «دلوعتي». أما إسماعيل عبدالصادق، الذي تزوج منذ شهور عدة أيضاً، فزوجته تسميه على الموبايل باسم «شرطة وورطة» و«المباحث»، وهو يبادلها السخرية نفسها بوضع نغمة «سيارة إسعاف» كلما اتصل بها، معرباً عن أن هذه النغمات نوع من الترويح عن النفس، ولا يقصد من ورائها غير السخرية.