كانت الدقائق تقترب من الثامنة مساء الاحد 2-11-2008 ، كانت شوارع القاهرة المزدحمة تكاد تكون خالية ، فقد كان الملايين داخل وخارج مصر مع موعد إنطلاق صفارة البداية بين الأهلى والقطن الكاميرونى فى لقاء الذهاب بنهائى دورى ابطال افريقيا . كان اسم القطن يحيط بفكاهة من قبل الملايين المصريين فالبعض يتساءل هل هو طويل التيلة أم قصير التيلة والآخر يتساءل لماذا لم يتم الإستعانة بغزل المحلة لحلجه ونسجه وكثيرا من التعليقات الفكاهية .... فقد كان الإسم قديما للمصريين فالقطن المصرى تم إدخال زراعته فى مصر فى عهد محمد على وهو محصول يتم جنيه سنويا ، لكن القطن الكاميرونى كان أمره مختلفا فجنيه يعنى تتويج الأهلى بطلا لأفريقيا لأبطال الدورى للمرة السادسة وتأهله الى مونديال الأندية باليابان التى حرمه منه النجم الساحلى عام 2008 كانت بداية اللقاء مبشرة بالخير والنصر فمن المعروف ان القطن لونه أبيض لكن القطن الكاميرونى إختار لون سيقان القطن ومع إرتداء الاهلى للفانلة الحمراء وتحول استاد القاهرة الى اللون الأحمر كان الشعور بأن الغلبة ستكون للمارد الأحمر المباراة كانت منذ بدايتها حتى نهايتها إثارة فى إثارة ففى البداية كانت لقطة إنفراد بركات بمرمى القطن في الدقيقة الثالثة من المباراة هي الفرصة الأولى للأهلي في اللقاء بعدما تلقى كرة بينية جميلة من زميله أبو تريكه لكن بركات سدد في قدم داودا كاسالي حارس الضيوف وفى نهاية المباراة إخترق أبو تريكه المرشح للفوز بجائزتي أفضل لاعب افريقي وأفضل لاعب يلعب داخل القارة الافريقية من الجانب الأيمن وفضل التمرير لفلافيو بدلا من التسديد مباشرة في المرمى لكن مهاجم منتخب انجولا أهدر الفرصة الخطيرة بغرابة بعد ان سدد عاليا. ومابين هدف بركات الضائع فى بداية اللقاء وهدف فلافيو الضائع فى نهاية اللقاء كان الجميع ينتظر إقدام لاعبى الأهلى خاصة أبوتريكه صاحب القذيفة الصاروخية فى الوقت الضائع فى الصفاقصى التونسى فى نهائى 2006 لكن على غير المتوقع كانت البداية برأس المدافع وائل جمعة ويبدوا ان وائل جمعة زين رأسه جدا وإستعد للهدف الذى استقبلته شباك القطن فكان مثل السكين فى الحلاوة لكن رأس جمعة يبدوا أنه تسببت فى إثارة رؤوس بقية اللاعبين وكان أولهم فلافيو فقد استطاع ان يحرز هدف وهو يرقص بكل جسمانه تحت الكرة لكن رأسه كانت تعرف طريق المرمى واين يقف حارس مرمى القطن لقد كان النجم الكاميرونى روجيه ميلا الذى حضر المباراة عنده أمل فى فوز القطن ولا أعرف من أين جاء بهذا الأمل رغم تقرير الفيفا الذى أعطى الأفضلية للأهلى قبل اللقاء ووصفه بلقاء بين الأستاذ وتلميذه على إعتبار أن الأهلى حصد البطولة قبل تأسيس القطن الكاميرونى كانت خطة جوزيه رائعة إنبثقت روعهتا من الهدفين مبكرا واختتمت إثارتها بهدفين مؤكدين اضاعهما قدمى فلافيو وابو تريكه كانتا كفيلين بحسم البطولة لكن هذا هو حال الساحرة المستديرة الجنون والإثارة ومابين البداية والنهاية لعب الاهلى بخطة إعتمدت على التمريرات الجميلة الرائعة الغير قابلة للإنقطاع باستناء تمريرات احمد حسن فى بعض الاحيان مع عدم توفيق ابوتريكه فى مركزه الجديد حيث ان لعبه فى الهجوم اصابه بلعنة عدم التهديف بجوار فلافيو والتى اصابت متعب قبل احترافه ورغم المحاولات الهجومية للقطن وهو أول فريق كاميروني يبلغ هذه المرحلة منذ فوز كانون ياوندي باللقب عام 1980 كانت أول تسديدة على مرمى أمير عبد الحميد حارس الأهلي في الدقيقة 20 لكن تمريرات لاعبى الأهلى المتقنة والأنيقة والسريعة أجبرت القطن على التراجع ووضعت الاهلى فى موضع الهجوم ونادرا ما كانت تصل الكرة لأمير شباك الاهلى وكان اداء لحكم القاء الجنوب إفريقي جيرمين جامون رائعا فقد ادار المباراة بهدوء وابتسامة انعكست على جمال الاداء الفوز بهدفين عزز من موقف الأهلى فى مباراة الإياب بالكاميرون فى السادس عشر من الشهر الجارى التى من خلالها سيعبر الاهلى الى مونديال اليابان للمرة الثالثة فى أول انجاز لفريق افريقى بالقارة الحصول على الكأس للذهاب الى اليابان ليس أمرا عاديا انه هدف يعطى طابعا آخر ففوز الأهلى يعطى له الزعامة على القارة الأفريقية والزعامة فى العصر الحالى ليس لابد ان تكون عسكرية لأن الأمور إختلفت فكرة القدم تعطى للبرازيل والأرجنتين نفوذا وتأثيرا فى العالم دائما رغم ضعفها العسكرى بالمقارنة بالولايات المتحدة وعندما تسأل عن السبب لاتجد إجابة سوى القول إنها الساحرة المستديرة المجنونة كرة القدم .