شيعت الأحد جنازة الأستاذ الدكتورمحمد المسير أستاذ العقيدة والأديان في كلية أصول الدين من الجامع الأزهر وسط حشد من العلماء وطلاب العلم . وشهدت الجنازة حضورا كثيفا من علماء الأزهر من قياداته وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب، رئيس الجامعة. وشارك أيضا نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وطلاب مصريون ومن المبعوثين للدراسة في الأزهر، والذين سجلوا حضورًا كثيفا على غير العادة، تقديرا لمكانة د. المسير في العالم الإسلامي، وليس في مصر فقط. كذلك حرصت على المشاركة قيادات دينية سابقة، من بينها الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، والدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس السابق لجامعة الأزهر، ورؤساء الجمعيات الدينية في مصر، وعلى رأسها الجمعية الشرعية، التي نقلت بسيارتها جثمان الراحل إلى مسقط رأسه في قرية كفر طبلوها مركز تلا بمحافظة المنوفية في دلتا النيل. والدكتور المسير تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1973 وحصل على الدكتوراة عام 1978 وله العديد من الكتب والإسهامات الدينية وعمل د. المسير أستاذًا للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى السعودية، ما بين عامي 1993- 1998، بعد أن عمل رئيسًا لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في المدينةالمنورة لمدة أربع سنوات بداية من عام 1983. وشارك د. المسير في عشرات المؤتمرات داخل مصر وخارجها بأبحاث كان بعضها نواة لكتب عالج فيها القضايا المطروحة على الساحة في حينها، وتجاوزت مؤلفاته ال40 كتابا. وقد قام الراحل بجهود طيبة من خلال تدريسه لطلاب الأزهر وترك للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات حول العقيدة والأخلاق والأديان وكان أحد أنشط الدعاة من خلال وسائل الإعلام و من البرامج الإذاعية التي شارك فيها عبر إذاعة القرأن الكريم "بريد الإسلام" و"رأى الدين" و"عقيدة وعمل".. كان الدكتور المسير قد دخل العناية المركزة بمستشفي المقاولون العرب مطلع الشهر الماضي متأثرا بمرض في الكبد يستلزم إجراء جراحة عاجلة لزرع كبد. ومؤخرا سافر إلى الصين لإجراء عملية زراعة كبد، لكن الأطباء رفضوا إجراءها؛ نظرا لتدهور حالته الصحية بشدة، ونصحوه بالعودة إلى مصر، وما هي إلا أيام معدودات حتى انتقل إلى جوار ربه.