الاهرام 2/11/2008 أشارك الأمريكيين حالة الترقب والإثارة بمتابعة نتائج الانتخابات لحظة بلحظة مع السفارة الأمريكية من التاسعة مساء الثلاثاء المقبل حتي التاسعة من صباح الأربعاء.. هي فعلا حالة ترقب وإثارة, ليس للأمريكيين وحدهم وانما للعالم كله.. فالنتيجة بالرغم مما تؤكده استطلاعات الرأي, لن تكون محسومة إلا بعد أن يفوز أحد المرشحين بال270 صوتا من المجمع الانتخابي( أي نصف عدد الأعضاء+1).. والي أن تأتي هذه اللحظة, ستظل الاستطلاعات تؤكد فوز المرشح الديمقراطي أوباما وإن تأرجحت صعودا وهبوطا أو ضاقت الفجوة أو اتسعت بين المرشحين.. ذلك تبعا لما تروجه الحملات الانتخابية الكريهة من اساءات وتشويه بلا رحمة وسموم وأحقاد عنصرية ودينية. علي العموم, الصورة الواقعية حتي الآن تشير الي أن النسبة الأكبر من كبار السن البيض والكاثوليك وأصحاب الدخول العالية هم الأكثر انحيازا للجمهوري ماكين وحزبه.. بينما السود والإسبان والنساء والعرب والمسلمون والشباب ينحازون لأوباما وهم الأكثر حماسا للادلاء بأصواتهم ويشكلون النسبة الأكبر من الناخبين,الأمر الذي قد يضمن له الفوز.. ولكن هل يؤهله الفوز لأن يصبح رئيسا قادرا علي تحمل تبعات الإرث الثقيل الذي سيخلفه له الرئيس بوش؟ الكل يشهد بأنه نجح في مواجهة تحديات الحملة الانتخابية شديدة القسوة بثبات وثقة.. حقق نوعا من الاجماع علي برامجه السياسية داخليا وخارجيا.. لم يضيع وقته, كما فعل ماكين, في اللعب علي مخاوف الناخبين.. اختياره لنائبه جو بايدن أضاف لرصيده, بعكس اختيار ماكين غير الموفق لنائبته سارة بالين.. رسالته للأمريكيين كانت واضحة ومباشرة.. قال إن الحكومة لا تستطيع أن تحل كل المشكلات.. لكن يتعين عليها أن تحل ما لا يستطيعه المواطنون.. أن تحميهم من المخاطر.. توفر لكل تلميذ التعليم اللائق.. تمنحهم ماء نظيفا.. ترفع مستوي المعيشة والحد الأدني من الأجور.. تستثمر في مدارس جديدة وطرق جديدة, وعلوم وتكنولوجيا جديدة.. موقفه من حرب العراق يتفق مع رغبة الأمريكيين.. فلديه خطة لسحب القوات.. ثم إنه يقدم وجها أمريكيا جديدا أكثر توددا للعالم, يؤيده المجتمع الدولي دون استثناء. قالت صحيفة هيرالد تريبيون في افتتاحية لها, إن الولاياتالمتحدة تحتاج الي قيادة عاقلة ورحيمة قيادة صادقة وقوية.. وقد أثبت أوباما أنه يمتلك هذه الصفات كلها.. ولكن هل تنجح هذه الصفات كلها في اجتياز العقبات الصعبة التي يعدها له أعداؤه وأعداء أمريكا؟ التجربة وحدها هي الحكم.