دفعت ليبيا المليار ونصف المليار دولار، والمطلوبة لصندوق تعويض ضحايا المواجهات بين البلدين في ثمانينيات القرن ال 20 من الأمريكيين والليبيين. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورمك في بيان "في 31 تشرين الاول/اكتوبر، شهدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في الكونجرس على أن الولاياتالمتحدة تلقت 1.5 مليار دولار بموجب اتفاق المقاصة الامريكي الليبي". وأوضح ماكورمك أن "هذه المبالغ كافية لتعويض ضحايا الإرهاب بموجب الاتفاق" بين البلدين. وهذا الصندوق الذي تأسس في اب/اغسطس 2008 قبيل اللقاء التاريخي بين وزيرة الخارجية الأمريكية والزعيم الليبي معمر القذافي في مطلع ايلول/سبتمبر 2008 يبلغ 1.8 مليار دولار من بينها 1.5 مليار للضحايا الأمريكيين، و300 مليون للضحايا الليبيين. ويفتح دفع هذا المبلغ المتوجب على طرابلس الباب أمام التخلي عن الدعاوي القضائية المرفوعة على ليبيا في الولاياتالمتحدة وامام تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين. وأشار المتحدث أنه "في موازاة ذلك، أصدر الرئيس جورج بوش قانونا بتطبيق هذا الاتفاق. والادارة ستتحرك الان سريعا لتوزيع هذه المبالغ بدلا من الملاحقات القضائية المرفوعة على ليبيا أمام القضاء الأمريكي". ويقضي الاتفاق بتعويض الضحايا الأمريكيين لحادث تفجير طائرة أمريكة فوق قرية لوكيربي في اسكتلندا الذي أودى بحياة 270 شخصا عام 1998 وضحايا الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا "لا بل" في برلين الذي كان يتردد عليه الجنود الأمريكيون عام 1986. وقد أوقع هذا الحادث ثلاثة قتلى و260 جريحا. ويتضمن الاتفاق كذلك تعويض الضحايا الليبيين للغارات الأمريكية على ليبيا في 16 نيسان/ابريل 1986 التي اوقعت 41 قتيلا بينهم ابنة متبناة للعقيد القذافي كان عمرها 15 شهرا فقط. ورفعت شكاوى وصدرت احكام في البلدين، الا ان هذه النزاعات القضائية ما زالت تحول دون التطبيع الكامل للعلاقات مع ليبيا التي تحولت من عدو لدود للولايات المتحدة الى حليف لها في الحرب على الارهاب منذ ان اعلنت تخليها عن اسلحة الدمار الشامل عام 2003. وفي عام 2006، بدأت الولاياتالمتحدة عملية تطبيع للعلاقات مع طرابلس بسحبها من قائمة الدول الداعمة للارهاب ورفع العلاقات الدبلوماسية الى مستوى السفراء، الا ان الكونجرس الامريكي لم يقر حتى الان تعيين سفير جديد لواشنطن في طرابلس، ولا المبالغ اللازمة لبناء سفارة جديدة مطالبا بان تدفع ليبيا اولا مبلغ التعويضات كاملا. (ا ف ب)