عاود النفط تسجيل الخسائر الجمعة فاقدا أكثر 3% نحو مستوى 64 دولار للبرميل ليسجل أكبر خسائر شهرية بعد بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة أثارت مخاوف من ضعف الطلب. وفي الساعة 0817 بتوقيت جرينتش، تراجع الخام الأمريكي لعقود ديسمبر/ كانون الأول 2008 بنحو 1.90 دولار إلى 64.06 دولار للبرميل. وعلى صعيد أداء خام القياس الأوروبي، اقتفى خام برنت أثر نظيره الأمريكي ليهبط 2.33 دولار إلى 61.38 دولار للبرميل. وفي المقابل، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الجمعة ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع الخميس إلى 59.92 دولار للبرميل من 58.13 دولار الاربعاء. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام، هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الأنجولي وميناس الإندونيسي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي. سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الإكوادور. وكانت بيانات أمريكية اظهرت انكمشا في الناتج المحلي بمعدل سنوي 0.3% خلال الربع الثالث من عام 2008، وهو أكبر انخفاض في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم منذ 7 سنوات مما خفض أسعار السلع بشكل عام بسبب مخاوف تتعلق بالعوامل الأساسية في السوق. وزاد من الضغوط على سعر النفط مع انتعاش الدولار عن مستوياته المنخفضة التي سجلها الاربعاء مما جعل السلع المقومة بالدولار أقل جاذبية بالنسبة للمستثمرين. وتشير بيانات حديثة الى تراجع الطلب مع ارتفاع الأسعار حتى قبل أن تتفاقم الأزمة المالية فهبط استهلاك النفط في الولاياتالمتحدة في أغسطس/ أب 2008 بنحو 8.4% عن مستواه قبل عام إلى 19.267 مليون برميل يوميا. ولم تحد قرارات خفض الإنتاج في الحد من خسائر الخام، فقد أعلنت أوبك خفض إنتاجها 1.5 مليون برميل يوميا، وأقرت نيجيريا خفضا بنسبة 5% في صادراتها في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول 2008 واتخذت الإمارات إجراء مماثلا. وقاد ذلك إلى مطالبة البعض بخفض جديد في الانتاج، فقال وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز -الخميس -أنه يتعين على أوبك خفض انتاجها بمقدار مليون برميل أخرى ربما قبل موعد اجتماعها المقرر في ديسمبر 2008 وان تضع حدا أدنى للسعر المستهدف عند 70 أو 80 دولارا للبرميل. وفقدت أسعار النفط أكثر من 50% من قيمتها مقارنة بذروتها القياسية التي سجلتها في يوليو/ تموز 2008 عند 147.27 دولار. (رويترز)