في سابقة جديدة لتصعيد حالة التوتر في المنطقة، هاجمت طائرات هليكوبتر أمريكية منطقة حدودية بين سوريا والعراق، حيث أعلنت دمشق أن هجوما قد وقع في منطقة "أبو كمال" شرق سوريا، وأسفر عن مقتل أكثر من 9 أشخاص وإصابة 4 آخرين، وذلك بعد أن قامت الطائرات بإنزال قوات من الكوماندوز فتحوا النار على منزل، وقتلوا أسرة بأكملها وعاملان كانا بالقرب من المنزل. جاء هذا الهجوم في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المنادية بالسلام في سوريا، خاصة وأن المباحثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل كانت من شانها أن تتحول إلي مباحثات مباشرة، وانسحاب الوساطة التركية. وهو الأمر الذي اعتبره السياسيون في إسرائيل الحلم الذي يحاول أولمرت تحقيقه قبل أن تنقضي فترة رئاسته للحكومة، حيث يسعي لتحقيق أي نجاح سياسي ولو شكلي. عاموس يدلين في الوقت نفسه وقبل ساعات معدودة من هذا الهجوم، اتهم رئيس المخابرات العسكرية عاموس يدلين - خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي- سوريا بأنها أصبحت مستودع أسلحة لحزب الله وأن الرئيس الأسد يعتمد علي حزب الله أكثر من اعتماده علي جيشه. العرض الأسبوعي الذي قدمه رئيس المخابرات للوزراء الإسرائيلين لم يخل من عرض وجهة النظر الأمنيه الإسرائيلية. كما عرض حالة ترقب سوريا وانتظارها للرئيس الأمريكي الجديد، وأن سوريا بالفعل تريد سلاما إلا أنها في الوقت نفسه تزيد من تسليح حزب الله وتوطد علاقاتها بإيران. عرض وجهه النظر الأمنية الأحد وقبل ساعات من الهجمة الأمريكية أثار فضول المحللين، حيث رأي أحد المتخصصين الإسرائيلين أنه ربما أن إسرائيل كان لديها معلومات بشأن الهجمة المرتقبة علي سوريا، وأغلب الظن أن الولاياتالمتحده ستبرر الهجوم علي أنه جاء بشكل خاطئ، وأن الهدف المقصود هو ملاحقه إرهابين داخل العراق ولم يكن مقصودا علي الإطلاق اختراق الأجواء السورية. هذه التحليلات تجد طريقها علي أفواه المتخصصين في إسرائيل، وتؤكدها شواهد داخل المجتمع السياسي، فدائما ما تسعى إسرائيل لعمل خطوات تحدث تغييرا في أجندة عدوها، فإسرائيل هذه الأيام مهتمة بإحداث تشتيت لقوات حزب الله، خاصة وأنها تترقب الانتقام الذي تحدث عنه أمين عام حزب الله الشيخ نصر الله، والذي أكد بأنه سيكون قريبا ومدويا. فالولاياتالمتحدهالأمريكيه - وبإيعاز إسرائيلي - قامت بهذا الهجوم في محاولة منها لاستطلاع ردود الأفعال السورية، والتي جاءت حتي الآن في إطار طبيعي، فقد استدعت سوريا القائمين بالأعمال الأمريكي والعراقي لاتخاذ اللازم ومعرفة ملابسات الهجمة الأمريكية غير المبررة. الولاياتالمتحدة - التي حتي الآن لم يرد منها أي تعليق رسمي - تضع نفسها في مأزق دولي، خاصة وأن الساحة الداخلية الأمريكية تسعى هذه الأيام إلي الوصول للرئيس الأمريكي الذي من المفترض أن يضع نهاية لحالة العنف في المنطقة، الأمر الذي ربما يبرر علي أنه خطة دعائية للانتخابات الأمريكية. تصعيد حالة الحرب - خاصة إذا قامت سوريا بأي رد عسكري يحمي حدودها وتعاملت مع القوات الأمريكية - سيدعم المرشح الأمريكي جون ماكين في انتخاباته، لا سيما إذا ظهرت سوريا علي أنها أيضا عدو لإسرائيل، وأن محور الشر إيران وسوريا وحزب الله هو العدو الحقيقي للولايات المتحدهالأمريكية، الذي يسعي إلي تهديد الأمن والسلم الدوليين.