براون: الأزمة المالية "لحظة فارقة" للاقتصاد العالمي في مسعى لطمأنة الشعب الأمريكي وعد الرئيس جورج بوش الجمعة بانتعاش اقتصاد بلاده على المدى الطويل، وفي الإطار ذاته قالت مصادر مصرفية أوروبية إن النظام المالي العالمي تجاوز خطر الانهيار الشامل بعد تدخل الحكومات لكنه مازال يواجه متاعب اقتصادية. وقال بوش في كلمة أمام غرفة التجارة الأمريكية الجمعة، إن الولاياتالمتحدة هي أكثر الأماكن جذبا للمستثمرين في العالم بأسره، وأردف أن الشعب الأمريكي لابد أن يثق في انتعاش اقتصاد البلاد في الأجل الطويل. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الجمعة عن أدير تيرنر رئيس سلطة الخدمات المالية وهي الهيئة المشرفة على النظام المالي في بريطانيا قوله إن النظام المالي العالمي تجاوز خطر الانهيار الشامل بعد تدخل الحكومات لكن لا تزال هناك عواقب اقتصادية. وأكد المصدر في تصريح لصحيفة "الجارديان" أن العالم كان في طريقه إلى ركود وانتفت الآن فرصة تكرار الكساد الذي حدث بين عامي 1929 و1933 لأن متخذي القرار "تعلموا الدرس" ولن يقعوا في الكساد مرة أخري. وتعكف السلطات الرقابية -بحسب المصدر- على نقاش جوهري بشأن كيفية تحديد الحد الأدنى لمتطلبات رأس مال البنوك ومراقبة السيولة لديها وهيكل الأجور وذلك في أعقاب عمليات إنقاذ حكومية لمؤسسات في أوروبا وأمريكا. وأضاف أن البنوك وشركات التأمين التي تخضع لإشراف سلطة الخدمات المالية سيتعين عليها دفع رسوم أعلى حتى تتمكن السلطة من تعزيز عملية الإشراف. يأتي ذلك بينما أظهرت بيانات الجمعة بتراجع قياسي لثقة المستهلك الامريكي ومعدل بناء المنازل، حيث عانت ثقة المستهلك الأمريكي خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2008 أشد تراجع شهري لها على الإطلاق وذلك في وقت ترسل أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم موجات من الصدمات عبر الاقتصاد. وأفادت بيانات بتراجع بدء بناء مساكن أمريكية جديدة في سبتمبر/ أيلول 2008 الى أدنى مستوى في 17 عاما ونصف العام مع تقليص شركات التشييد أعمالها وسط أزمة إسكان متفاقمة واضطراب متزايد في أسواق المال مما ساهم في دفع تصاريح بناء المنازل الجديدة الى أدنى مستوياتها فيما يقرب من 27 عاما. ووفقا لوزارة التجارة الامريكية تراجع المعدل السنوي لبدء تنفيذ مشاريع بناء المنازل الجديدة بنحو 6.3% الى 817 ألف وحدة وهو أبطأ إيقاع له منذ يناير/ كانون الثاني 1991. وفي أوروبا، كشفت بيانات أن العجز التجاري لمنطقة اليورو مع العالم الخارجي جاء أكبر بكثير من المتوقع خلال أغسطس/ آب 2008 مقارنة مع فائض في الفترة نفسها قبل عام في مؤشر على تباطؤ الاقتصاد، أكد تبعات الأزمة المالية. وقالت هيئة الإحصاءات بالاتحاد الأوروبي إن العجز التجاري غير المعدل للدول ال15 التي تستخدم اليورو بلغ إجمالا 12.5 مليار دولار مقارنة مع عجز معدل بالزيادة في يوليو/ تموز الذي بلغ ملياري يورو (الدولار يساوي 0.7424 يورو) وفائض بلغ 1.5 مليار في أغسطس 2007. وانخفض الفائض التجاري لمنطقة اليورو مع الولاياتالمتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للمنطقة بعد بريطانيا إلى 29.8 مليار يورو من 37.3 مليار. براون: الأزمة المالية "لحظة فارقة" للاقتصاد العالمي ومن جهته وصف رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الأزمة المالية بأنها "لحظة فارقة" بالنسبة للاقتصاد العالمي وأنه لابد من ابتكار حلول عالمية لإنهائها. واستشهد براون بتأسيس نظام اقتصادي جديد وإقامة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وكيان تجاري عالمي في نهاية الحرب العالمية الثانية كنماذج للعمل المطلوب الآن للقضاء على الازمة الراهنة. وأضاف أن العالم يحتاج الآن لمثل هذه الرؤية الشمولية العالمية لحل الأزمات والتحديات بما يتوافق مع روح العصر. وتابع رئيس الوزراء البريطاني قائلا إن المؤسسات المالية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية عفا عليها الزمن ولابد من إعادة بنائها من جديد في عصر جديد تماما توجد فيه منافسة عالمية، كما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن التدفقات المالية الدولية تبلغ من الضخامة حجما يتيح لها أن تغرق حكومات بمفردها. (وكالات)