17/10/2008 من حين لآخر تخرج علينا السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ببيانات وتصريحات حول سجل حقوق الإنسان في مصر أقل مايمكن أن توصف به هو أنها سطحية وساذجة وتعكس جهلا واضحا بواقع هذه الحقوق علي الأرض. إن رايس لم تجد في بيان لها أمام لجنة تعزيز الديمقراطية بالخارجية الأمريكية كلمة تعلق بها علي أوضاع حقوق الإنسان في مصر سوي أنها تعرضت لانتكاسات, الأمر الذي يصدم كل مهتم بحقوق الإنسان في مصر أو بغيرها, فالتطورات التي شهدتها مصر علي هذا الصعيد تؤكد أن هناك قفزات في الوعي بضرورة احترام حقوق الإنسان, ثم وهذا هو الاهم في اتخاذ خطوات عديدة لتنفيذ ذلك من خلال إنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان واهتمام وزارة الداخلية بتقاريره وملاحظاته والتحسن الكبير في أسلوب التعامل مع السجناء وإتاحة الفرصة لمنظمات حقوق الإنسان للعمل بحرية بين الناس ونشر ماتشاء من ملاحظات. ورغم ذلك فإن مصر لم تدع يوما بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان, بل هناك حديث دائم عن أن ماحدث مجرد خطوات في طريق طويل يتعين علي المصريين شعبا وحكومة السير فيه لإنجاز المهمة وتحويل مباديء حقوق الإسان إلي أسلوب حياة يومي, وفي هذا الإطار, كان الأجدر بالسيدة رايس أن تأخذ في اعتبارها ماجري ويجري تنفيذه في مصر لتحسين سجل حقوق الإنسان بدلا من إلقاء دروس غير مطلوبة وتعد تدخلا سافرا في الشئون المصرية. ثم إن وزيرة الخارجية الأمريكية عليها أن تراجع نفسها وتدرس بهدوء سجل ادارتها التي توشك علي ترك السلطة فيما يتعلق بحقوق الإنسان في العالم. ونود أن نذكر السيدة رايس بأن الادارة الأمريكية هي التي أدخلت للقاموس العالمي كلمات جديدة عن التعذيب بالإغراق في سجن أبوغريب بالعراق والانتهاكات غير المسبوقة للسجناء في معسكر خليج جوانتانامو.. بما في ذلك استمرار الاعتقالات المفتوحة دون توجيه أي اتهام. إن حقوق الإنسان ليست ملكية حصرية للادارة الأمريكية تتحدث عنها كيف تشاء وتعطي لهذه الدولة درجات وتخصم من تلك درجات. إنها ممارسة, وللأسف فإن هذه الإدارة رسبت في امتحان حقوق الإنسان.