وافق زعماء الاتحاد الأوروبي الخميس على معاهدة أوروبية بشأن الهجرة واللجوء وقال نشطاء ومحللون إنها تمثل مزيدا من التشديد في سياسات القارة الأوروبية تجاه الهجرة. وتعهد الزعماء بطرد المهاجرين غير الشرعيين، وتعزيز إجراءات السيطرة على الحدود مع التعهد بالعمل على جذب المزيد من المهاجرين من العمالة الماهرة. وتقول المعاهدة إن الكتلة المكونة من 27 دولة تحتاج إلى مهاجرين، لكنها حذرت من أنها "لا تتوفر لديها الموارد اللازمة لاستقبال كل المهاجرين الذين يأملون في العثورعلى حياة أفضل هناك." وتقول دول الاتحاد الأوروبي إنها تريد أن تتعاون بشكل أفضل مع الدول التي يأتي منها المهاجرون من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، والمساعدة في تعزيز التنمية هناك. واتفق الزعماء على عدم القيام بتقنين جماعي لأوضاع المهاجرين غير الشرعيين، وإنما متابعة ذلك على أساس حالة بحالة. وقالت إليزابيث كوليت المحللة السياسية في مركز أبحاث السياسة الأوروبية ومقره في بروكسل "تمثل المعاهدة بالفعل سياسة أشد محافظة تجاه الهجرة، إنها تنظر إلى سياسة الهجرة من منظور التحكم أولا، وتجعل ذلك أكثر صراحة مما كان في الماضي." وكرر الزعماء في المعاهدة تعهدهم بالاتفاق على سياسة مشتركة تجاه اللجوء لكنهم، قالوا إنه لا يمكن التوصل إلى ذلك إلا بحلول عام 2012 بدلا من الموعد الأصلي المستهدف في عام 2010. وقال بيارت فاندفيك الأمين العام للمجلس الأوروبي الخاص باللاجئين والمقيمين في المنفى "لدينا تحفظات قوية بشأن الاتجاه الذي سارت فيه المناقشات." وقال "إننا نشعر أن المعاهدة قد ترجح الكفة أكثر نحو الجانب الأمني الذي لم يقدم حتى الآن الحلول لمشاكل الهجرة في أوروبا وبعيد عن العمل الضروري للتأكيد على ضمانات حقوق الإنسان." وقالت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة إنها ترحب بحقيقة أن الاتحاد الأوروبي تعهد بضمان أن يصبح الأشخاص المحتاجين إلى حماية دولية قادرين على الحصول على هذه الحماية في أنحاء الاتحاد الأوروبي. وكان وزراء الاتحاد وافقوا في وقت سابق من عام 2008 على احتجاز المهاجرين غير الشرعيين لمدة 18 شهرا، ومواجهتهم لحظر دخولهم لمدة خمس سنوات. وتقدر المفوضية الأوروبية أن هناك ما يصل إلى ثمانية ملايين مهاجر غير شرعي في دول الاتحاد. ويلاقي المئات حتفهم كل عام بينما يحاولون الوصول إلى جزر "الخالدات" الإسبانية أو إلى الساحل الجنوبي من الأراضي الإسبانية قادمين من إفريقيا في قوارب صغيرة متهالكة. (رويترز)