تعلقت الأنظار بالنجمة الفرنسية كاترين دونوف التي كانت نجمة اليوم الأول من لقاءات "سينما الحقيقة" التي انطلقت الثلاثاء ضمن فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي وتتناول مسالة الوضع الإنساني في لبنان لناحية اللاجئين والألغام والقنابل العنقودية. وتم خلال اللقاء الذي عقد في القاعة الكبيرة بقصرالإمارات بالتعاون مع جامعة السوربون الإماراتية استعراض راهن لبنان على صعيد الوضع الإنساني وقضايا اللاجئين اللبنانيين والفلسطينيين والقنابل العنقودية والألغام. وأدار الجلسة جويل سولر رئيس ومؤسس "سينما الحقيقة" فطلب من كاترين دونوف الإدلاء بشهادتها عن لبنان الذي زارته بعد حرب العام 2006 وصورت فيه فيلم "بدي شوف" للمخرجين جوانا حجي توما وخليل جريج. وقالت دونوف التي ستتوجه لاحقا الى بيروت لاطلاق عروض الفيلم ان مشاركتها بهذا الفيلم تنقل شعورها حيال لبنان: "اردنا ان نرسخ ما حصل في الذاكرة ونقل هذا الواقع عن قرب من خلال شهادتنا وانا لم اكن قد رايت الحرب بام العين وما رايته كان مؤثرا وشعرت بالشلل العاطفي وانا اجوب القرى المدمرة بالكامل". واضافت دونوف: "تاثرت كثيرا بالشعب اللبناني وردة فعله وتاقلمه السريع مع الوضع واردت ان اسلط الضوء على جانب آخر من قصة مظلمة جدا وقد تكلم الناس معي هناك بشكل مباشر وتلقائي". ومثلها اكد بقية الحاضرين ومنهم فيليب عرقتنجي مخرج فيلم "تحت القصف" على الرغبة بنقل "صورة لزيادة الوعي ويمكن للمشاهد ان يتعلم من خلالها" وقالت دونوف انه " من الجيد للشباب ان يشاهدوا هذه الافلام". واعتبرت دونوف ان نفوذ المشاهير قد يساعد قليلا على زيادة الاهتمام بالقضايا الانسانية وقد يؤثر ذلك في ضمائر الناس ويوقظها لوقف الحرب. كما شدد على ذلك الحاضرون وممثلو الاممالمتحدة الذين اكدوا ان اشخاصا مثل انجلينا جولي وعادل امام يساهمون في تسليط الضوء على مشاريع الاممالمتحدة في المجالات الانسانية. وحول ما اذا كانت السينما تساعد لبنان قال عرقتنجي بانه لا يعرف "لكن على المخرج تقع مسؤولية كبيرة لتصوير فيلم عن الحرب. علينا ان نغير العقليات وندفعها الى التقدم". وعرضت مسئولة عن منظمة غير حكومية عاملة على نزع الألغام والقنابل العنقودية من جنوب لبنان وضع الألغام والقنابل في لبنان مشيرة إلى أنه تم نزع 60 بالمئة من الألغام الأرضية في الأراضي الممسوحة في جنوب لبنان في 1085 موقعا علما بأن هناك الكثير من المواقع غير المعروفة كما أشارت. وخلال الشهادات والأسئلة التي تبودلت مع القاعة تم عرض مشاهد من الأفلام وصور لمشاهد من عمليات نزع الألغام. وحضر في القاعة عدد من النجوم وبينهن الفرنسية يمينة بن جيجي التي كثيرا ما تناولت مواضيع الهجرة المغربية إلى فرنسا في اعمالها الوثائقية وهي من بين الداعمين لأنشطة "سينما الحقيقة" التي تريد تحسيس جمهور السينما بمواضيع انسانية في كل انحاء العالم. كما حضر اللقاءات عدد من نجوم مصر الحاضرين في المهرجان مثل الهام شاهين اضافة الى الفنانة لطيفة والفنانان السوريان جمال سليمان ورشيد عساف. وتتابع اللقاءات بعد ظهر اليوم الاربعاء بحضور النجمتين الاميركيتين جين فوندا التي سلمتها "سينما الحقيقة" جائزتها السنوية عن مجموع اعمالها وسوزان ساراندون التي وقفت طويلا ضد الحرب في العراق كما وقفت ضد الحرب في فيتنام سابقا. وكانت "مؤسسة سينما الحقيقة" منحت جوائزها هذا العام لعدد من الفنانين بينهم من العرب عادل امام لمجموع أعماله والمخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد عن فيلمه "الجنة الآن" الذي كان رشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2006. ومن بين الداعمات لمبادرات هذه المؤسسة التي افتتحت هذا العام مركزا لها في باريس الملكة الأردنية نور ووزيرة الثقافة الفرنسية كريستين البانيل واخريات. وهذه هي اللقاءات الثالثة ل"سينما الحقيقة" خلال العام 2008 وعقدت الجولة الأولى منها في جنيف بين 8 و11 تشرين الأول/ أكتوبر والثانية في باريس بين 11 و12 أكتوبر والثالثة راهنا في 14 و15 أكتوبر في أبو ظبي. وانطلقت اللقاءات الدولية لسينما الحقيقة عام 2007 وتمنح هذه المؤسسة مبلغ 50 ألف يورو كل عام لمنظمات غير حكومية ومشاريع دولية وثائقية تدخل في إطار مفهوم سينما الحقيقة. ا ف ب