يتجه الثلاثة الكبار في سوق السيارات الأمريكية وهم "جنرال موتورز" و"فورد" و"كرايسلر" الذين يجاهدون من أجل البقاء الى الإستعانة بطرف آخر لعونه على تراجع المبيعات جراء الأزمة المالية سواء عن طريق صفقات إندماج كاملة أو بيع حصص من أسهمها. وأفادت مصادر بشركة "جنرال موتورز" أن الشركة - التي تعد أكبر شركة لصناعة السيارات بالولايات المتحدة - تبحث الإندماج مع "كرايسلر" ثالث أكبر شركة أمريكية في هذا المجال. وتهدف المباحثات إلى توحد الشركتين في مسعى لخفض التكاليف وتعزيز السيولة. وفي سياق متصل، قال مصدر آخر إن شركة فورد موتورز تعتزم بيع اسهم من حصتها التي تعد الأكبر في شركة مازدا موتورز اليابانية. وذكرت مصادر صحفية، ان جنرال موتورز استعدت للاتصال ببنك الاحتياطي الاتحادي بشأن اقتراض مال من ادارة الخصم للبنك المركزي بسبب الازمة في اسواق الائتمان والتي حالت بينها وبين انواع الاقتراض الاخرى. وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تصارع فيه الشركات الثلاث التي تتخذ من ديترويت مقرا لها مع هبوط في المبيعات الامريكية الى ادنى مستوى لها منذ 15 عاما وتواجه فيه اسئلة صعبة من جانب المستثمرين والمقرضين بشأن مااذا كان لديها اموال سائلة لتجاوز انكماش متزايد. وقال المصدر نفسه إن سيربيروس لادارة رأس المال وهي شركة الاسهم الخاصة التي تمتلك حصة تبلغ 80.1% في كرايسلر، تجري محادثات استكشافية ايضا مع اطراف اخرى من بينها شركة رينو نيسان لبيع كرايسلر. ولكن المصدر اضاف ان اي صفقة ستتوقف على استكمال بيع الحصة المتبقية لدايملر ايه جي في كرايسلر والتي تبلغ 19.9% لسيربيروس. وكانت الشركة أعلنت في سبتمبر/ ايلول 2008 إجراء إتصال بدايملر لشراء تلك الحصة المتبقية. يذكر، أن جنرال موتورز كشفت النقاب في الأول من أغسطس/ آب 2008 عن أكبر ثالث خسارة في تاريخها، حيث أدي غلاء الوقود إلي انخفاض مبيعاتها في أمريكا الشمالية بنسبة 20%، فضلا عن تراجع أسعار سيارات الدفع الرباعي المعروفة بالاستهلاك الكثيف للوقود، مما أدى إلي خصم نفقات استثنائية كبيرة في وحدة تمويل السيارات. ويعكس ذلك انخفاضا حادا في مبيعات الشاحنات الخفيفة التي تمثل نحو 60% من مبيعات الشركة، وسجلت الشركة في دفاترها نفقات استثنائية بلغت 9.1 مليار دولار في الربع الثاني منها 3.3 مليار دولار لتغطية نفقات تسريح عمال، و2.8 مليار دولار لتغطية خسائر ترجع إلى إفلاس وحدتها السابقة دلفي كورب. وهبطت إيرادات الشركة إلى 38.2 مليار دولار من 46.7 مليار دولار قبل عام، وكانت خسائر الربع الثاني ثالث أكبر خسائر فصلية تمنى بها الشركة في تاريخها. ودفع التراجع الكبير في ارباح الشركات الرئيس جورج بوش لتخصيص 25 مليار دولار لمساعدة صناع السيارات لمساعدتهم على مواجهة الأزمة. (رويترز)