"عاموس عوز" هو أحد كبار الأدباء الإسرائيليين المعاصرين والمرشح لجائزة نوبل. ولد "عاموس عوز" فى القدس عام 1939م لأسرة مثقفة، وكان يطلق عليه آنذاك اسم "عاموس كلاوزنر" نسبة إلى عم والده "يوسف كلاوزنر" الذي كان رئيس قسم الأدب العبري بالجامعة العبرية بالقدس. ورغم أن أسرته كانت غير ذات طابع ديني درس "عوز" في مدرسة "تحكمونى" الدينية العامة؛ لأن البديل هو الدراسة في مدرسة أبناء العمال ذات الطابع الاشتراكي.. وهو ما كان يعارضه والده بشدة. وفى المرحلة الثانوية التحق "عوز" بمدرسة "رحافيا" العبرية بالقدس. وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره غادر "عوز" بيت أبيه وانضم لكيبوتس(1) "حولده" وعاش وتزوج فيه وأنجب ثلاثة أطفال. وبعد سنوات عديدة انتقل لٌلإقامة في مستوطنة "عاراد"(2) بسبب مرض ابنه. درس "عوز" الأدب والفلسفة في الجامعة العبرية بالقدس، وتخرج فيها عام 1964؛ وحصل على درجة الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1970. كان "عوز" من الأعضاء المؤسسين لحركة "من هايسود"(3) وذلك في الفترة مابين (1962-1964)؛ وعمل أستاذاً زائراً فى كلية "سانت كروز" بجامعة أكسفورد (1969-1970). بدأ "عوز" فى نشر إنتاجه الأدبى وهو في الثانية والعشرين من عمره؛ حيث نشر مجموعة قصصية قصيرة بعنوان "بلاد ابن آوى" عام 1965، كما صدرت أول روايه له عام 1966 بعنوان "مكان آخر"؛ ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن الكتابة، ويصدر له رواية كل عام تقريباً. توجهاته وعقائده: ويُعرف عوز بمواقفه الحمائمية في المجال السياسي؛ كما تجده اشتراكياً ديمقراطياً في المجال الاقتصادي والاجتماعي. وكان من المعارضين للاستيطان منذ بداياته، ومن المرحبين باتفاقية أوسلو، والمنادين بفتح باب الحوار مع "منظمة التحرير الفلسطينية". وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة "صرخاته في إسرائيل احتجاجاً على ما يجري على الساحة السياسية، وبالأخص على أثر نشر التقرير النهائي للجنة "فينوجراد" التي تقصّت وقائع حرب لبنان في صيف 2006، والتطورات المتعلقة بقطاع غزة، وإطلاق الصواريخ منه، والسياسة التي يتعين على إسرائيل أن تتبعها، بدءًا من تشديد الحصار السياسي والاقتصادي وانتهاء بشنّ عملية عسكرية برية واسعة النطاق. وكان "عوز" من المؤيدين لحزب "العمل"(4) المنتمي ليسار الوسط، ومن المقربين لقياداته؛ لكنه في التسعينات اقترب أكثر من اليسار وبالتحديد من حزب "ميرتس" اليساري الديني، حتى أنه فى السنوات الأخيرة اعتبر حزب العمل غير موجود على الساحة، ودعا المواطنين في انتخابات عام 2003 للتصويت له. ويعد "عاموس عوز" واحداً من الشخصيات العامة الهامة في إسرائيل؛ وتسلطت عليه الأضواء في التسعينيات بسبب مواقفه السياسية الداخلية والخارجية الهامة. نهجه الأدبي: ويميل "عوز" في إنتاجه الأدبي إلى وصف أبطاله بشكل واقعي مع ميل للسخرية، وجاء تناوله لموضوع "الكيبوتس" مصحوباً بنوع من النقد الذاتي. ومن أشهر رواياته "عزيزى ميخائيل" التي صدرت عام 1968، وتُرجمت إلى حوالي 30- لغة من بينها العربية. وتحكى هذه الرواية قصة فتاة تسمى حنة وزواحها من ميخائيل".. على خلفية القدس فى الخمسينيات. ونجح عوز في هذه الرواية في التسلل إلى العالم الداخلي للشخصية الإسرائيلية وكشف النقاب عن الكوابيس التي كانت تضج مضجعها بشكل متوازي مع ما يحدث في القدس من أحداث. و"عاموس عوز" واحد من الأدباء القليلين الذين أجريت عليهم أبحاث ودراسات غزيرة؛ الأمر الذي جعل جامعة "بن جوريون" فى النقب تُنشئ أرشيفاً خاصاً له ولإنتاجه الأدبى. الجوائز: وحصل "عوز" على جوائز عديدة، من أهمها: جائزة "جوته" عام 2005 وتعد ثاني جائزة في أوروبا بعد جائزة نوبل. وحصل على جائزة إسرائيل في الأدب عام 1998م. وفى مطلع عام 2006 منحته الجامعة العبرية بالقدس درجة الدكتوراة الفخرية في الفلسفة.. تقديراً لإسهاماته الأدبية والاجتماعية. من إنتاجه الأدبي: - "بلاد ابن آوى" ("ארצות התן)، وهي مجموعة قصصية صدرت عام 1965م. - "مكان آخر" (מקום אחר)، وهي رواية صدرت عام 1966م. - "عزيزى ميخائيل" (מיכאל שלי)، وهي رواية صدرت عام 1968م. - "حتى الموت" (עד מוות)، وهي قصة صدرت عام 1971م. - "أن تلمس الماء والرياح" ("לגעת במים לגעת ברוח")، رواية. - "جبل المكبر" ("הר העצה הרעה")، وهي مجموعة روائية طويلة. - "سومكي" ("סומכי")، وهي قصة أطفال. - "في الضوء الأزرق البنفسجى" ("באור התכלת העזה)، وهي مجموعة مقالات عن المفاهيم الصهيونية. - "راحة تامة" ("מנוחה נכונה")، وهي رواية، وصدرت عام 1982م. - "هنا وهناك في أرض إسرائيل" ("פה ושם בארץ ישראל")، وهي مجموعة مقالات عن القضايا الأدبية والسياسية والاجتماعية). - "صندوق أسود" ("קופסה שחורה")، وهي رواية، صدرت عام 1987م. - "نفس البحر" ("אותו הים")، وهي رواية. - "فهد في القبو" ("פנתר במרתף")، وهي رواية. - "أن تعرف المرأة" ("לדעת אישה")، وهي رواية، وصدرت عام 1985م. - "الحالة الثالثة" ("המצב השלישי")، وهي رواية صدرت عام 1990م. - "لا تقولي ليلى" ("אל תגידי לילה")، وهي رواية صدرت عام 1994م. - "قصة عن الحب والظلام" ("סיפור על אהבה וחושך")، رواية. - "فجأة في أعماق الغابة" ("פתאום בעומק היער")، رواية صدرت عام 2005م. - "على سفوح البركان" ("על מדרונות הר הגעש")، وهي رواية صدرت عام 2006. (1) "كيبوتس": بالعبرية קיבוץ وتعني "تجمُّع"؛ وهو عبارة عن تجمع سكني تعاوني يضم جماعة من المزارعين أو العمال اليهود الذين يعيشون ويعملون سوياً، ويبلغ عددهم ما بين 40 و1500 عضو. ويعتبر الكيبوتس من أهم المؤسسات التي تقوم عليها الحركة الصهيونية في فلسطين وأثرت في الحياة السياسية والاجتماعية في إسرائيل حتى بداية الثمانيات. تأسس أول كيبوتس سنة 1909 على ساحل بحيرة طبرية، على بعد 10 كم جنوبي مدينة طبرية، وسمي "كيبوتس دجانيا" (קבוצת דגניה). ومنذ ذلك الحين تأسس نحو ثلاثمائة كيبوتس تقريباً، آخرها سنة 1998. وحى عام 2004 كان يسكن الكيبوتسات نحو 2% من مواطني إسرائيل، غالبيتهم الساحقة من اليهود الغربيين (السفراد). (2) عاراد: إحدى المستوطنات الإسرائيلية الكائنة جنوبي الخليل. (3) "من هايسود": هي إحدى الحركات الأكثر بعداً عن اليمين الإسرائيلي التي تأسست داخل حركة "العمل" في أوائل الستينيات. (4) حزب "العمل": هو أحد الأحزاب الرئيسة في إسرائيل وأكثرها وصولاً للسلطة. تأسس عام 1930 من مجموعة من الاتحادات ذات الطابع الاشتراكي باسم "ماباي". وقد سيطر منذ المراحل الأولى على منظمة عمال إسرائيل "الهستدروت" والحركة الصهيونية العالمية. وهو بشكل عام حزب علماني.