علي عكس كل الأصوات الإسرائيلية التي تصرخ ليل نهار محذرة من القنبلة النووية الإيرانية وتهديدها الأمن القومي الإسرائيلي، يأتي هذا الرجل وتصريحاته ومواقفه مخالفة لما يردده الجميع داخل الدولة العبرية، مؤكدًا أن إيران بعيدة جدًا عن بناء تلك القنبلة، اللواء عوزي عيلام - المدير العام الأسبق للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية. عوزي الذي اعتزل العمل الأمني والسياسي منذ سنوات يؤكد هذه الأيام من خلال مقالاته الإعلامية أن ما يردده مسئولو بلاده من أن طهران علي وشك بناء القنبلة النووية مجرد هراء وأن طهران تحتاج ل 7 سنوات علي الأقل حتي تحصل عليها بعكس ما يتشدق به هؤلاء المسئولون وعلي رأسهم عاموس يادلين. رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ليل نهار من أن الجمهورية الإيرانية ستمتلك القنبلة هذا العام. اللواء عوزي عيلام يسخر من المتشددين والمحذرين أمثال عاموس من الخطر الإيراني بقوله إنهم «هستيريون»، لافتاً إلي استمرار محاولاتهم نشر صورة مخيفة لطهران غير واقعية بالمرة وذلك لسببين الأول: شغل الرأي العام الإسرائيلي عن مشاكله الداخلية كالبطالة وازدياد معدلات الفقر والعنف، وثانيا: حث القيادة الإسرائيلية عبر إرسال إنذارات كاذبة حول طهران من أجل الاستيلاء علي ميزانية عسكرية كبري تنتهي بجيوب المسئولين العسكريين بتل أبيب، ووجه عاموس سؤاله لهؤلاء المسئولين قائلا: أولئك الذين يقولون إن إيران ستحصل علي القنبلة في غضون سنة من الآن، علي أي أساس يقولون هذا، وأين الدليل؟ ويؤكد عوزي من خلال تصريحاته المستمرة أن ضربة عسكرية لطهران لن تقوم بعرقلة «الخطر النووي» الذي يزعم وجوده مسئولو بلاده، مشيرًا إلي أن مثل هذا الهجوم وإن تم سيؤدي حتما إلي نتائج عكسية تضر بتل أبيب، وأن تعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة من ثلاث إلي أربع سنوات يحتاج أسطولاً من الطائرات، لا تملكه دولة عظمي بالعالم إلا الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترفض توجيه تلك الضربة لطهران بما يعني استحالة الأمر. وعن السيرة الذاتية للواء عوزي، علينا أن نعلم أنه عمل مديرا عاما للجنة الطاقة الذرية التابعة لرئاسة الوزراء بتل أبيب ورئيس إدارة الأبحاث وتطوير وسائل الحرب والبنية التحتية والتكنولوجية التي تختصر عبريا إلي «مفات» و التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلي، واليوم يعمل مديرًا لشركة استثمارات تعمل داخل إسرائيل وسنغافورة وفيتنام، كما أنه عضو لهيئات اجتماعية متعددة في مجال البحث والتطوير. عوزي عيلام بدأ خدمته بالجيش الإسرائيلي في إطار ما يعرف باسم ال «جدودي نوعر» وهو برنامج عسكري إسرائيلي يعد الشباب لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش أو شرطة الحدود، وبعد ذلك قام بالتطوع للخدمة كضابط بالكتيبة 890 الإسرائيلية التابعة للواء المظلات عام 1954، ثم عمل ضابطا بمخابرات لواء المظلات وكقائد سرية 2 في الكتيبة 88 خلال العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956. وفي عام 1957 أنهي خدمته بالجيش الإسرائيلي وأكمل دراساته في مجال الهندسة الميكانيكية، وفي الوقت الذي عمل فيه مهندسا بشركة استشارية أكمل دراساته وحصل علي الماجستير عام 1964 وبدأ في دراسة إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا وبعد عامين من عودته لإسرائيل عاد للخدمة بالجيش الإسرائيلي رئيسا لأحد فروع شعبة العمليات، وفي المقابل عمل قائدا للكتيبة 71 بلواء المظلات 55، وحارب في منطقة القدس خلال حرب 1967، ثم عمل رئيسا لشعبة العمليات في عام1971.