تشهد معركة الترشيح لتولى مقعد فى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية منافسة شديدة بعد مواصلة سوريا لمساعي تولي المقعد وإعلان أفغانستان ترشيحها الأربعاء بعدما تأكد رسميا خروج إيران من المنافسة رغم معارضة الغرب والولاياتالمتحدة. وقال دبلوماسيون إن كابول تحظى بدعم معظم الدول الأعضاء ال145 في الوكالة. ويتم اختيار وانتخاب أعضاء مجلس حكام الوكالة البالغ عددهم 35 سنويا من قبل الجمعية العامة للوكالة. ويتم اعتماد القرارات عادة بالاجماع لكن في حال عدم التوصل إليه يحال الاختيار للتصويت. وقد شغر مقعد في مجموعة الشرق الاوسط وجنوب آسيا مع انتهاء ولاية باكستان التي شغلتها سنة واحدة. وكانت ايران تعتبر مرشحا محتملا لكنها انسحبت لصالح حليفتها سوريا. وفي حال لم تتمكن مجموعة الشرق الاوسط وجنوب آسيا من الاتفاق على دولة واحدة فيعود الامر الى الجمعية العامة للتصويت بين مختلف المرشحين. وبالنسبة للولايات المتحدة ودول اخرى, فان ترشيح سوريا لن يكون مقبولا بسبب المزاعم الحالية بانها كانت تبني منشأة نووية في موقع الكبر الصحراوي النائي الى ان دمرته مقاتلات اسرائيلية في ايلول/سبتمبر 2007. وباستثناء السماح لخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش الموقع المشتبه,لم تقم سوريا باي تحرك لدحض هذه الاتهامات. وترفض سوريا من جهتها سحب ترشيحها رغم المعارضة التي تتقدمها الولاياتالمتحدة,مؤكدة انها تحظى بدعم الجامعة العربية. لكن دبلوماسيا مقربا من الوكالة قال ان افغانستان تحظى بدعم اكبر من دول اسلامية اخرى. وأضاف " إذا تم استعراض لائحة دول منظمة المؤتمر الإسلامي -يلاحظ أن غالبيتها ستصوت لأفغانستان". وتابع الدبلوماسي أن "ألبانيا دولة إسلامية وكذلك أذربيجان.هناك دول في إفريقيا إسلامية وأعضاء في منظمة المؤتمرالإسلامي ستدعم بالتأكيد أفغانستان,لأننا جمهورية إسلامية نملك دستورا تقدميا أكثر". وقال إن الأمال تتركزعلى "توصل سوريا إلى تفاهم بحلول الجمعة"والانسحاب مضيفا أن "الأمريتعلق بعملية حسابية بسيطة:إذا كانت 89 دولة تؤيد أفغانستان من أصل 145 فيبقى 56 صوتا فقط لسوريا". وأوضح أن أفغانستان أجرت اتصالات مع العديد من الوفود وقد تلقت حتى الأن رسائل دعم من مختلف العواصم. من جانب أخر قال أحد المشاركين في المؤتمر رافضا الكشف عن اسمه أن سوريا تواجه مقاومة شديدة، وأوضح أن "السفير السوري يناقش أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويدرك أنه سيخسر". وقال المندوب الأفغاني الدائم لدى الوكالة وحيد منور أنه يعتبر أن الأوان قد آن لكي تتولى أفغانستان مقعدا في مجلس الحكام، وأضاف "نعتقد أنه بصفتنا أمة تقدمية ونامية يمكن أن نقدم تفهما أكبر للدول الإسلامية لدى الغرب". وتابع "نعتقد أن هذه الفرصة مناسبة والسنة مناسبة.إنها فرصة للشعب الأفغاني لكي يستفيد من التكنولوجيا التي تقدمها الوكالة". (ا ف ب)