تعتبر كهوف منطقة الجلف الكبير التي جرت فيها عملية اختطاف السائحين الأجانب من أكثر المناطق جذبا للسائحين, والباحثين في آثار ما قبل التاريخ. ويقول الدكتور عبده شطا: إن هذه المنطقة تقع في أقصي الجنوب الغربي لمصر علي بعد نحو1200 كيلو متر من القاهرة, وهي قريبة من منطقة شرق العوينات, التي يوجد فيها مشروع زراعي كبير وذلك علي بعد نحو400 كيلو, كما تبعد من منطقة توشكي بنحو700 كيلو متر, وهي تطل علي الحدود الليبية غربا, وعلي جزء من الحدود السودانية جنوبا. والمنطقة عبارة عن هضبة من الحجر الرملي ترتفع لأكثر من1000 متر فوق سطح البحر ويقطعها عدد من الأودية التي يوجد في بعضها غطاء أخضر طوال العام, منها الوادي الأخضر, حيث تصيب الأمطار الغزيرة التي تسقط كل خمس أو عشر سنوات علي المناطق المرتفعة حيث تؤدي هذه الأمطار إلي رطوبة بالمنطقة فتوجد خضرة نباتية طوال العام, كما تنتشر فيها موارد المياه الجوفية التي يمكن استخدامها في تنمية زراعية, وتوجد في مناطق الأودية رواسب غريانية نتيجة انجراف المياه لهذه الرواسب بفعل الأمطار الغزيرة وأحيانا نجد رواسب لبحيرات عذبة قديمة عند سفوح هذه الهضبة. وتنتشر عند الحافة السفلي لهذه الهضبة كهوف توجد بداخلها رسوم ملونة لإنسان العصر الحجري لصيادي الأبقار, ومنها رسومات للحيوانات التي كانت تعيش في هذه المنطقة شبه الاستوائية منها الزراف والفيل وسيد قشطة ومن أشهر كهوف هذه المنطقة كهف وادي صورة وهو كهف كبير يرتادة الرحالة والباحثون في آثار ما قبل التاريخ, حيث تعتبر هذه المنطقة أجف منطقة علي ظهر الكرة الأرضية وآثارها تدل علي المناخ الممطر القديم الذي ساد خلال العصر الحجري الحديث, والعصر الحجري القديم منذ نحو120 ألف سنة قبل الميلاد, وهي منطقة ذات طبيعة خاصة وتنميتها تحتاج إلي فكر خاص, كما أن هذه المنطقة نظرا لأهميتها وجاذبيتها تحتاج إلي تعاون مشترك بين مصر وليبيا والسودان وتشاد لحمايتها من محاولات العبث الدولي التي يمكن أن تسبب مشاكل مثل اختطاف السائحين أو غير ذلك من المشكلات الدولية.