أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن روسيا لا يمكنها أن تعمل إذا ظلت كل السلطات متركزة في قبضة الكرملين مما يمثل اختلافا عن أسلوب السيطرة الذي اتبعه سلفه في الرئاسة فلاديمير بوتين. وقال ميدفيديف في عاصمة منطقة كامتشاتكا الواقعة أقصى شرق روسيا "من السيء للغاية أن يتخذ الرئيس كل القرارات بما في ذلك تلك المتعلقة بالمسائل الاجرائية. يعني هذا اننا لا نملك نظاما للادارة." وأضاف في اجتماع لمسئولين محليين حضره العديد من كبار الوزراء "لا يمكننا ببساطة العمل هكذا. نحن بحاجة للعمل بسرعة أكبر واتخاذ قرارات عقلانية في الادارة." وعانت أسواق المال في روسيا الشهر الحالي من أسوأ خسائرها خلال عشر سنوات. وكان السبب الرئيسي في ذلك هو اضطراب الاسواق العالمية لكنه أدى أيضا الى لفت الانتباه الى تدخل الكرملين المفاجئ في الاقتصاد والذي أضر بثقة المستثمرين. ورفض ميدفيديف وبوتين الذي يتولى حاليا منصب رئيس الوزراء مخاوف المستثمرين من أن تشجع هذه الازمة والمشاكل السياسية القائمة بين روسيا والغرب على خلفية الغزو الروسي لجورجيا الكرملين على فرض أسلوب سيطرة أكثر صرامة للدولة على الاقتصاد. ويبدو أن تصريحات ميدفيديف تشير الى أنه حريص على المضي الى أبعد من ذلك وتغيير الطريقة التي تدار بها روسيا وهي الخطوة التي يرى فيها مجتمع الاعمال شرطا لخلق اقتصاد قوي يتمتع بمناخ جاذب للاستثمارات. واتسم حكم بوتين بتركيز السلطات في الكرملين مما أثار انتقادات في الغرب. وكان بوتين يتخذ القرارات الاساسية بينما تقلص دور الحكومة والبرلمان بشكل كبير. لكن مسئولين في حاشية ميدفيديف يقولون انه ما لم تنتقل روسيا الى أسلوب حكم أكثر نظاما يستند الى قواعد ومؤسسات واضحة فان النمو الاقتصادي قد يبدأ في التراجع ولن تتمكن روسيا من المنافسة على الساحة الدولية. ويضع الكرملين هدفا وهو جعل روسيا أحد الاقتصادات الرائدة في العالم بحلول عام 2020. (رويترز)