الأهرام: 8/3/2008 من غير المتوقع أن تؤثر عملية القدس سلبا علي محاولات فرض التهدئة في قطاع غزة فمنفذ العملية كما يبدو حتي الآن مقدسي والقدس ذاتها إلي جانب الضفة الغربية خارج موضوع التهدئة, كما أن العملية في حد ذاتها تبدو في إطار الرد النوعي وليس الشامل علي الاعتداءات الإسرائيلية.. هذه الاعتبارات تجعل من طبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل محكوم باطار هذه العملية ومنفذيها والقائمين عليها.. والاحتمال الأقوي أن يتركز رد الفعل الإسرائيلي في اتجاهين أساسيين: الأول: إعادة النظر في ترتيبات الأمن وحركة الفلسطينيين في القدس, والقيام بسحب هويات وإبعاد المشتبه أو المشكوك فيهم. خاصة أنها المرة الأولي التي يقوم أحد مواطني القدس بتنفيذ هجوم من هذا النوع. الثاني: القيام بعمليات انتقامية تستهدف قيادات من نوع القطط السمان في حماس.. وقيادات من منظمتي الجهاد الفلسطيني وحزب الله اللبناني إذا ثبت قيامهما بمساعدة حماس في هذه العملية, وقد يكون مستوي النيل من قيادات الجهاد وحماس واحدا, أما مع حزب الله, فقد تتجه إسرائيل نحو توجيه ضربة بشكل محسوب لقيادات نوعية في هذا الحزب خاصة تلك التي تتولي مسئولية الاتصال والتجنيد وإقامة الخلايا والتنسيق في المجال الفلسطيني. أيا كانت درجة ونوع الفعل ورد الفعل, فليس من المرجح أن تتجه الأطراف نحو خوض حرب مفتوحة, أو إحداث انهيار شامل, في ضوء اعتبارات أساسية تجعلها كلها معنية بالتهدئة في قطاع غزة بالدرجة الأولي, إذ يظل الاعتبار قائما بعدم وجود حل إسرائيلي سحري لقضية صواريخ حماس والجهاد.. وقد يكون بامكان إسرائيل نظريا اعادة احتلال قطاع غزة بصورة شاملة وكاملة, لكن ذلك يتطلب عمليا اجتياحا كبيرا من شأنه اجتثاث الأخضر واليابس وإزهاق أرواح كم هائل من الضحايا, الوضع الذي لا يمكن احتماله ولا تبريره أمام الرأي العام العالمي بل أمام الرأي العام الإسرائيلي ذاته, كما أن له مضاعفاته السلبية علي الوضع الإسرائيلي نفسه, ففي النهاية لن تقدر المنظمات الفلسطينية علي وضع حد للاجتياحات الإسرائيلية, لكن ذلك لن يحد من قدرتها علي شن عمليات انتحارية أو اطلاق صواريخ تجاه إسرائيل. وفي المقابل, يبدو الوضع أكثر تعقيدا في الحالة الفلسطينية, فليس من شأن الصواريخ أو العمليات الانتحارية دفع إسرائيل للرضوخ لأهداف وشروط حماس والجهاد والأطراف الاقليمية الداعمة لهما. ومع اتضاح صورة النتائج المأساوية والكارثة الانسانية الناتجة عن ذلك في قطاع غزة, وفشل محاولات تعويض ذلك بتصدير المشكلة الي مصر, فلا مناص من فرض أجواء التهدئة بصورة أو بأخري لإنقاذ حياة مواطني غزة, وإتاحة الفرصة أمام تقديم سبل العون لهم. المزيد من اقلام واراء