قال البابا بنديكت السادس عشر الاحد ان الكنيسة الكاثوليكية ترغب في خوض حوار بين الديانات تناقش الفروق العقائدية بشكل صريح وتتجنب الاجتماعات الاحتفالية التي لا تؤدي الى نتيجة. وقال بابا الفاتيكان أثناء زيارته لمزار بمدينة لورد في جنوب غرب فرنسا للاساقفة الفرنسيين ان الحوار بين الديانات ضرورة حيوية في عالم تسوده العولمة لكن ليس كل الجهود في هذا الصدد تستحق العناء. وأكد البابا بنديكت السادس عشر الاحد مجددا الحظر المشدد الذي تفرضه الكنيسة الكاثوليكية على الطلاق حيث قال إنه يجب عليهمرفض الارتباط بين الاشخاص الذين سبق لهم الزواج. وقال البابا خلال اجتماع حضره نحو 170 من الاساقفة إن "الرابطةالمستقرة بين رجل وامرأة، لم تعد، في أذهان أشخاص معينين، إشارة إلىالارتباط الزوجي. غير أن التجربة تظهر أن الاسرة هي الأساس الذي يقومعليه المجتمع بأسره". وأضاف أن "الكنيسة .. تؤكد بشدة مبدأ عدم قابلية الزواج للانفصام.. ومن ثم فإنه لا يمكن قبول المبادرات الرامية إلى مباركة الارتباط غيرالشرعي." وكثرت اجتماعات الحوار بين الديانات في السنوات الاخيرة خاصة بين المسيحيين والمسلمين، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني يلتقي البابا مع علماء مسلمين يدعون للحوار للتغلب على سوء الفهم بين أكبر ديانتين في العالم. وأطلق العاهل السعودي الملك عبد الله مبادرة مماثلة واستضاف اجتماعا ضخما للحوار بين الديانات في مدريد في يوليو تموز حضره مسلمون ويهود ومسيحيون بينهم كبير مسؤولي الحوار مع الاسلام في الفاتيكان. وقال البابا النوايا الحسنة لا تكفي في اشارة الى الجهود الكثيرة التي بذلت في العقود الاخيرة من الزمن خاصة مع المسلمين، والتي لم تسفر عن احراز تقدم كبير في التغلب على التوتر لان المشاركين عادة ما يتجنبون القضايا الاكثر صعوبة. وأضاف يجب أن نتابع عن كثب المبادرات المختلفة التي تقدم حتى نتبين أيها يؤيد المعرفة والاحترام المتبادل والدعوة للحوار وحتى نتجنب الحوار الذي يفضي الى طريق مسدود. وقال ارى أنه يحبذ أن نبدأ في الانصات ثم الاتجاه الى النقاش العقائدي حتى نصل في النهاية الى اظهار الدين نفسه. وتنامى الحوار بين الديانات خلال السنوات الاربعين الاخيرة منذ قرر مجمع الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 /1965 فتح الباب أمام الكنيسة الكاثوليكية لبدء حوار مع ديانات أخرى، لكن العديد من الجهود المسيحية الاسلامية في هذا الصدد لم تتعد النقاش الرسمي. وأدت هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول في الولاياتالمتحدة الى انعاش الجهود الرامية الى التفاهم المتبادل لكن الكلمة التي ألقاها بابا الفاتيكان في جامعة ريجينزبيرج عام 2006 وقال فيها ان الاسلام دين عنف وغير منطقي أقنعت المفكرين المسلمين بالحاجة لعمل المزيد. وحث 138 عالم دين مسلما القادة المسيحيين في أكتوبر تشرين الاول على مناقشة ما قالوا انه الايمان المشترك بين الديانتين بأن حب الرب والجار هو الطريق الى الخلاص. وقال الكردينال جان لوي توران كبير مسؤولي الحوار مع الاسلام في الفاتيكان ان مناقشة العقيدة مع المسلمين مستحيلة لانهم لا يفسرون القران بشكل انتقادي. وقال قس مسيحي طلب عدم ذكر اسمه جعل توران الامر يبدو وكأن الفاتيكان غير مهتم بالحوار العقائدي لكن البابا أعاد الان الامور الى نصابها الصحيح. ومع انتهاء مؤتمر بجامعة ييل الامريكية قال قادة انجيليون انهم تحدثوا بصراحة مع المشاركين المسلمين في المؤتمر حول عقائدهم المختلفة وأضافوا أن الحوار يستحق العناء. وأصر بابا الفاتيكان الذي أبدى اهتماما أقل بالحوار بين الديانات عندما تولى البابوية عام 2005 على أن هذا الحوار ضرورية لان الجهل يدمر أكثر مما يبني. (رويترز، د ب أ)