تكاد مكةالمكرمة أن تسجل رقماً قياسياً ثانياً في المجال العقاري. ففيما يرجح عقاريون واقتصاديون أن يكون سعر المتر الواحد من الأرض في العاصمة المقدسة الأغلى في العالم بأسره، خصوصاً ما بات يعرف ب«المتر المقدس» في الأراضي المحيطة بالحرم المكي الشريف والذي وصل سعره إلى نحو نصف مليون ريال سعودي (133 ألف دولار)، وسجّل ايجار السكن قرب بيت الله الحرام رقماً «خرافياً» يصل إلى أكثر من خمسة آلاف ريال لليلة الواحدة في غرفة فندق أو شقة من غرفة وصالة تطل على أطهر بقاع المعمورة. وذكرت مصادر اقتصادية ل «الحياة» أن الطفرة العقارية الضخمة التي تشهدها مكةالمكرمة تعد من الأبرز حالياً على المستويين العربي والعالمي. وأكد الخبير الاقتصادي في جامعة أم القرى الدكتور محمد الزهراني أن قيمة المتر الواحد على الأرض قرب المسجد الحرام والمنطقة المركزية وصلت إلى قرابة نصف مليون ريال سعودي. وأشار إلى أن الأراضي في مكةالمكرمة تقسم اليوم إلى فئتين، لكل منهما أسعارها. الأولى محيطة بالحرم المكي وهي الأغلى عالمياً مقارنة بأسعار الأراضي في لندن وباريس، والثانية تشمل الأراضي القريبة من الحرم وتلك الموجودة في الضواحي، وهي الأغلى سعودياً، مقارنة بأسعار الأراضي في الرياضوجدة. وعن الوحدات السكنية والفنادق التي تشهد إقبالاً منقطع النظير خلال هذه الأيام، ذكر الزهراني أن سعر الشقة المؤلفة من غرفة وصالة فقط يصل إلى خمسة آلاف لليلة الواحدة فقط. وأشار إلى وجود عاملين مباشرين يؤثران في سعر تلك الوحدات ارتفاعاً، وهما الإطلالة على المسجد الحرام وموقع الشقة في المبنى، فكلما كانت الإطلالة مباشرة، وكان الطابق مرتفعاً، ارتفع الإيجار. وعزا الزهراني النمو العقاري «المدهش» الذي تشهده مكة إلى تشييد مشاريع عدة حول المسجد الحرام وفي المنطقة المركزية التي لم تعد فيها مساحات خالية يمكن البناء عليها، الأمر الذي جعل أنظار المستثمرين تتجه إلى الأحياء القريبة من هذه المنطقة وسط سباق لإقامة أبراج سكنية تستوعب الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج والمعتمرين.