منحت لجنة تحكيم مهرجان البندقية التي ترأسها المخرج الألماني فيم فاندرز جائزة الأسد الذهبي للمخرج الأميركي وارن ارونوفسكي عن فيلمه "المصارع". وأعرب فاندرز عن موقفه من النتائج حين أعلن أنه لن يشارك في لجنة تحكيم سينمائية أبدا من الآن وصاعدا. وقال في المؤتمر الصحفي الذي أعقب توزيع الجوائز "كرئيس للجنة التحكيم لم أمنح دائما الجوائز للأفلام التي كنت اود مكافأتها". وكشف فاندرز عن صراعات اعترت جلسات لجنة التحكيم دون ان يفصح عن تفاصيلها. وتكونت اللجنة هذا العام اضافة الى فاندرز من المخرج الروسي يوري ارابوف والممثلة الايطالية فاليريا جولينو والمخرج البريطاني دوجلاس جوردون والمخرجة الارجنتينية لوكريسيا مارتل والمخرج الاميركي جون لانديس والمخرج الصيني جوني تو. واعرب فاندرز عن اسفه لكون قواعد مهرجان البندقية تمنع منح الفيلم الذي يحصل على جائزة كبيرة جوائز التمثيل ما حرم الممثل الاميركي ميكي رورك العائد بعد غياب 15 من هذه الجائزة. واعتبر عدد من النقاد ان رورك يحمل الفيلم على كتفيه في دور جيد لكن ذلك لا يبرر منح الفيلم جائزة الاسد الذهبي. فالفيلم عبارة عن ميلودراما عادية لكن متوازنة تصور زوال مجد ذلك المصارع الذي تحول الى كهل بقلب ضعيف ويحتاج الى ممارسة المصارعة كي يعيش في وقت لا يتقن فيه ولا يطيق ممارسة اي مهنة اخرى. ويؤدي رورك دور بطل مصارعة من النوع الذي كان شائعا للغاية في الثمانينات في الولاياتالمتحدة حيث يعمد المصارع الى التمثيل والحيل. وكان "المصارع" قدم في اليوم الاخير من مسابقة البندقية بين 21 فيلما سعت الى نيل الاسد الذهبي في مسابقة تميزت هذا العام بضعف مستواها العام واشتملت افلاما هزيلة لم يفهم النقاد لماذا اختيرت لتخوض السباق على الاسد الذهبي. اما جائزة الاسد الفضي فمنحت للمخرج الروسي الكسي جيرمان جينيور عن فيلمه "جندي من ورق" الذي يعود فيه ومن خلال تصوير رائع لمصير الفرد وانعكاسات الايديولوجيا عليه في ستينات الاتحاد السوفياتي السابق وسط حمى السباق على غزو الفضاء. وصور الفيلم في قاعدة بايكونور في كازاخستان في اجواء من البرد القارس عكست قساوة الطبيعة وقساوة الحياة وتمزق طبيب يعمل في القاعدة الجوية بين واجبه وبين احاسيسه ويقينه بعبثية ما يدور من حوله. وحاز هذا الفيلم ايضا جائزة "اوزيلا" لافضل تصوير سينمائي ومنحت الجائزة لمديري التصوير في "جندي من ورق": اليشر خميدوييف ومكسيم دروزدوف. وحاز الفيلم الاثيوبي المشارك في المسابقة الرسمية "تيزا" للمخرج هايلي جيريمي جائزة لجنة التحكيم الخاصة. ويروي فيلم هذا المخرج الذي يعيش في الولاياتالمتحدة ذاكرة اثيوبية خصبة تتمهل عند الطفولة وتصور مصير الشباب والكادرات العلمية في هذا البلد الذي مزقته المآسي والحروب. وقدم جيريمي صورة ضرورية وناقصة في المشهد السينمائي العالمي عن بلده الافريقي اثيوبيا. وانجز الفيلم بمساعدة فرنسية والمانية في الانتاج. وقررت اللجنة منح الجائزة التي تحمل اسم "لويجي دي لورنتيس" لفيلم "مأدبة منتصف اغسطس" للمخرج جياني دي غريغوريو بعد مشاركته في تظاهرة "اسبوع النقاد". وترتفع قيمة هذه الجائزة الى 100 الف دولار تقسم ما بين المنتج والمخرج اضافة الى خدمات بقيمة 40 الف يورو تمنح للمخرج من كوداك. وكانت هذة الدورة قد اهديت لروح المخرج المصري الراحل يوسف شاهين وعرض له المهرجان مرتين فيلم باب الحديد الذي كان الفيلم الوحيد الذي ادى فيه بنفسه دورا فعليا كبيرا فأجاد وأحسن. (اف ب)