أجندة البطاطس لعام 2008.. تاريخ "البطاطس" تطور اساليب استهلاك البطاطس مع مر القرون .. طرق مختلفة لتناول البطاطس.. البطاطس المظلومة .. البطاطس والمجاعة الايرلندية الاستثمار وأسعار البطاطس البطاطس بديل عن الارز تغيير عادات الشعوب اعلنت منظمة الأممالمتحدة رسميا عام 2008 "العام الدولي للبطاطس". جاء ذلك الإعلان بعد نحو عامين على قبول الجمعية العامة للأمم المتحدة طلبا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالاعتراف بأن البطاطس - كما تسمى في بعض الدول- "غذاء أساسي لسكان العالم". هذه المبادرة من جانب الاممالمتحدة تهدف إلى جذب التمويلات العامة اللازمة للأبحاث الزراعية بهدف تطوير إنتاج هذه الثمرة التي تعتبر رابع مصدر للغذاء بعد الأرز والقمح والذرة. وينتج العالم سنويا 350 مليون طن من البطاطس، أكثر من نصفه يتم إنتاجه في العالم النامي. ويشكل إنتاج الصين والهند ثلث الإنتاج العالمي من البطاطس الغنية بالفيتامين سي والبوتاسيوم. والحقيقة ان ازمة الغذاء تهز من أسس النظام الاقتصاد العالمي. ويرى المتخصصون أن المشكلة ليست ناتجة عن نقص المحاصيل الغذائية، لكن نتيجة لارتفاع أسعار الأغذية الأساسية. حيث تستخدم الأراضي الزراعية لتلبية الطلب على الوقود الحيوي ولتغذية الماشية وليس لمكافحة الجوع ونقص التغذية والأنيميا. فيما يتواصل في الوقت ذاته التراجع في الحاصلات الزراعية من القمح والذرة والأرز. وتشير الاحصائيات الى ان هناك 850 مليون شخص في العالم يعانون من نقص الغذاء، كما أن 100 مليون شخصا يعيشون في فقر مدقع، ثم هناك الضرر الواقع على البيئة. ووسط كل هذه المشاكل يلوح فى الافق أمل على هيئة محصول ذو ماضي عريق ومستقبل واعد ألا وهو ثمرة البطاطس. و تتزايد أهمية البطاطس بوصفها عنصر أساسي في المكونات الغذائية الأساسية خاصة في الدول النامية ، وهي ليست مهمة بسبب قيمتها الغذائية فقط، لكنها تعد مصدر دخل رئيسي لصغار المزارعين. كما أن البطاطس مهمة أيضا في حقل الصناعة، حيث تستخدم في إنتاج الإيثانول والنسيج والصمغ. ومن بين مميزات البطاطس قيمتها الغذائية الكبيرة وتكلفة زراعتها القليلة وإمكانية زراعاتها في أي ظروف مناخية ، وقد غزت البطاطس العالم وهي تزرع الآن في أكثر من 100 دولة. ومن أكبر الدول المنتجة للبطاطس: الصين وروسيا والهند . أجندة البطاطس لعام 2008.. ويبدو أن أجندة البطاطس لعام 2008 متخمة ، حيث تسافر إلى القارات الخمس لإجراء معارض.وصارت هذه الثمرة محور نحو 20 مؤتمرا منها "المؤتمر السابع للجمعية الأفريقية للبطاطس" فى مصر ،إلى "المؤتمر العالم للبطاطس" فى الهند مرورا بمؤتمر عن البطاطس الأوروبية في سويسرا . وهناك عدد لا يحصى من طرق ووصفات طهي البطاطس ، وبالتالي لن يثير الدهشة أن هناك اختلافات في المذاق وإعدادها بعدة طرق ، وتضطلع البطاطس اليوم مثلما كان الأمر في الماضي بمسئولية مكافحة الجوع العالمي. تاريخ "البطاطس" تمت زراعة البطاطس لأول مرة منذ 7000 سنة في أعالي جبال الإنديز قرب بحيرة تيتيكاكا، وهناك ما لا يقل عن 5000 صنف من البطاطس، منهم 3000 يمكن إيجادهم في الجبال. وتترواح ألوانها ما بين الأبيض إلى الأصفر والأرجواني . وانتقلت إلى أوروبا عن طريق الإسبان، ويبدو أنهم أول من زرع البطاطس في 1532م. وتشير الأدلة الوثائقية إلى أنه مع حلول عام 1573 أصبحت البطاطس تباع بالفعل في أسواق إشبيلية، وبعد ذلك وصلت إلى الهند، ربما عن طريق البرتغاليين الذين استولوا على جاوه. وعرفت البطاطس في الهند باسم " الوو" وهي تعتبر المكون الأساسي لعدد من الأطباق الهندية الشهيرة. ويقول الخبراء إن البطاطس لها قيمة غذائية عالية، وهي مصدر للكربوهيدرات والتي تتخلص من طاقتها ببطء، وتحتوي على 5% فقط من نسبة الدهون الموجودة في القمح، كما أن بها بروتينات أكثر من الذرة وحوالي ضعف كمية الكالسيوم، وتحتوي أيضا على الحديد والبوتاسيوم والزنك وفيتامين ج، وكانت تؤكل من قبل البحارة في القرون السابقة باعتبارها حارسا ضد مرض الأسقربوط. تطور اساليب استهلاك البطاطس مع مر القرون .. لكن الزراعات الأولى للبطاطس ترجع إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد في جبال الأنديز حيث كانت تشكل غذاء أساسيا لأراضي إمبراطورية الأنكا قبل أن تنتقل إلى البلدان المجاورة، لكنها كانت تستخدم آنذاك غذاء للخنازير. بعد ذلك بآلاف السنين بدأت البطاطس تثير اهتمام خبراء النباتات حيث ورد ذكرها عام 1596 من طرف العالم السويسري بيار باهيوم الذي تحدث عنها باسمها اللاتيني "سولانوم توبيروسوم" الذي لا يزال يطلق عليها علميا حتى الآن. وشيئا فشيئا فرضت البطاطس نفسها كعلاج للمجاعات، فخلال النصف الثاني من القرن السابع عشر جعل نقص محاصيل الحبوب بسبب حرب الثلاثين عاما من البطاطس غذاء بديلا. لكنها أصبحت لاحقا من الوجبات المفضلة مع تطور طرق طهوها حسب تقاليد كل دولة حيث تدخل تقليديا في العديد من أطباق أمريكا اللاتينية، أما في أوروبا فقد صنع منها الإيطاليون طبق النيوكي الشهير والإسبان التورتيا. أما شرائح البطاطس المقلية الشهيرة فقد بدأت تنتشر على الأرجح في نهاية القرن ال17 حيث يوحي اسمها بالإنجليزية "فرانش فرايز" بأن الفرنسيين هم أول من ابتكرها، إلا أن البلجيكيين ينازعونهم هذا الفضل . وصف نبات البطاطس والأجزاء التي تؤكل من نبات البطاطس هي نموّات تُسمى الدرنات تتكون تحت الأرض على السيقان ، ومعظم نباتات البطاطس تنتج نحو 3 6 درنات, وبعضها ينتج نحو 10 20 درنة حسب الصنف والظروف الجوية والتربة, والبطاطس تكون مستديرة أو بيضية صلبة، وقد يصل نموها إلى أكثر من 15سم في الطول وقد يصل وزن الحبة إلى 1,5 كجم، أما قشرتها فهي رقيقة بنيِّة أو بنية مُحْمَرَّة أو حمراء وردية أو بيضاء ويكون اللون الداخلي للدرنة أبيض. وتحتوي الدرنات على العديد من الطبقات ، فالجلد الخارجي يسمى البشرة والطبقة التالية هي القشرة التي تعمل كمنطقة تخزين للبروتين وبعض النشا. والطبقة الثالثة تعرف باسم الحزم الوعائية وهي تستقبل النشا من أوراق النبات والساق. يتحرك النشا من الأحزمة الوعائية إلى الأنسجة المحيطة التي تتكون من الخلايا البرنشيمية أو اللحمية وهي مناطق التخزين الرئيسية للنشا في الدرنة. ومركز الدرنة يُسمى النخاع ومعظمه يتكون من الماء. طرق مختلفة لتناول البطاطس.. وعلى مائدة الإفطارتجهز البطاطس بطرق عدَّة، مشوية أو مسلوقة أو مقلية أو مهروسة، كما أنها تقَّدم مع اللحم أو السمك ومع الخضراوات الأخرى. ويقوم صانعو الأغذية بتجهيز البطاطس على هيئة مسحوق سريع التحضير لعمل البطاطس المهروسة والأصناف الأخرى ، كما يقوم معلبو الأغذية بتعليب البطاطس على هيئة بطاطس مهروسة أو حساء أو مطبوخة. وهناك بعض المنتجات الأخرى التى تدخل البطاطس في مكوناتها وهي تشمل المشروبات الكحولية والدقيق وأنواعاً خاصة من النشا تستخدم في الصناعة. البطاطس المظلومة : وتتهم البطاطس بأنها مسئولة عن سمنة من يأكلها ، والواقع أن حبة البطاطس التي تبدو كبيرة في حجمها تحتوي على 80 % من وزنها ماء و20% مواد صلبة , ويكوِّن النشا مايعادل 85% من المواد الصلبة ويكوِّن البروتين النسبة الباقية. والبطاطس تحتوي على العديد من الفيتامينات، منها: النياسين، والريبوفلافين، والثيامين، وفيتامين ج, كما تحتوي على بعض الأملاح المعدنية، مثل الكالسيوم، والحديد، والمغنسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والصوديوم، والكبريت. ولعل سمعتها السيئة جاءت من الاضافات التي تهال عليها ، من سمن وزبد وأنواع من الكريمة أو زيت القلي ، لذا فان أفضل وسيلة لأكل البطاطس هي في انضاجها في الفرن وأكلها بقشرها ، ويمكن اضافة بعض التوابل والبهارات والملح والخل أو الليمون لكي تكتسب طعما ومذاقا رائعا ، كما أن ذلك يقلل من مؤشرها السكري وبالتالي تقل قدرتها على رفع مستوى السكر في الدم . ويمكن مقارنة كمية السعرات الحرارية الموجودة في حبة بطاطس متوسطة الحجم (150 جم) عند اعدادها في الفرن أو مسلوقة (110 سعرا ) بتفاحة من نفس الوزن (80 سعرا) أو كوب من اللبن منخفض الدهون ( 150 سعرا ) أو علبة زبادي ( 60 سعرا) لنعرف أن البطاطس يمكن أن تكون أساسا لوجبة مشبعة حتي ولو كانت محتوية على بعض النشويات بدون أن يؤدي هذا الى زيادة الوزن . ان وجبة مكونة من ربع كيلو جرام من البطاطس المطهية في الفرن بقشرها أو مسلوقة تحتوي على 184 سعرا حراريا تقريبا . ومقارنة مائة جرام من البطاطس بمائة جرام من الخبز الابيض من حيث قدرتها على الاشباع (مؤشر الشبع ) فان البطاطس لها مؤشر شبع يساوي 323 في المائة بينما يكون مؤشر الخبز 100 في المائة ، لذا فالبطاطس تعتبر من الأغذية المشبعة وبالتالي فانها ذات فائدة ملحوظة للراغبين في تخفيض أوزانهم . البطاطس والمجاعة الايرلندية وعلى الرغم من عجائب قيمتها الغذائية وسهولة زراعتها ونموها اللذين يشبهان السحر، فيبدو أن البطاطس تعاني من مشكلة في صورتها الذهنية لدى الناس، ربما لكونها تسببت في فظاعة المجاعة الأيرلندية نتيجة للإصابة بمرض اللفحة المتأخرة، فقد شح محصول البطاطس بأيرلندا في الفترة بين عامي 1845م و1847 م، و مات نحو 750 ألف أيرلندي نتيجة الإصابة بالأمراض أو الجوع، كما غادر مئات الآلاف أيرلندا واستقروا في بلاد أخرى وبخاصة الولاياتالمتحدة ، عندما فشل المحصول عن آخره وازداد الوضع سوءا بسبب استمرار الصادرات من الأغذية الأخرى إلى إنجلترا، وربما أيضا لنظرة النفور الأولى التي شعر بها الأوروبيون للبطاطس عندما عاد بها الرحالة من العالم الجديد، حيث كانت تستخدم كعلف للماشية. الاستثمار وأسعار البطاطس ويقول المحللون إن هناك عاملا واحدا أساسيا ساعد في عدم تزايد سعر البطاطس على الرغم من الزيادة الحادة في أسعار معظم الأغذية، الا وهو أنها ليست من السلع الأساسية العالمية التي تجذب هذا النوع من الاستثمار المهني مما جعلها في متناول أفقر الطبقات المعدمة في العالم. وهذه النوعية من الاستثمار تعتبر غير مرغوب فيها من وجهة نظر مندوب الأممالمتحدة للأغذية ، فحوالي 17% من 600 مليون طن من القمح، والتي يتم انتاجها سنويا، يتم الاتجار بها دوليا، في مقابل 5% فقط من إنتاج البطاطس السنوي، ونتيجة لذلك تتحدد أسعار البطاطس تبعا للذوق المحلي وليس الطلب الدولي. وفي مثل هذه الظروف يعتقد العلماء في "ليما" أن البطاطس ستأخذ حقها فقط في دول العالم النامي، من كينيا وأوغندا إلى نيبال وبنجلاديش، وهم يتصورون أن زراعة البطاطس سوف تزداد لتصل إلى وضع يقوم فيه المزارعون بزراعتها لبيعها في الأسواق أو حتى لمجرد إطعام أسرهم. البطاطس بديل عن الارز فى ابريل من عام 2008 ، صدرت أوامر لجنود الجيش البنغالي باستبدال البطاطس بالأرز.وذلك كأحد الحلول للمساعدة في التخفيف من وطأة الأزمة العالمية للغذاء. وقد بدا الأمر في بدايته كنوع من المزاح، حتى إن بعض الجنود والبحارين الذين تم إبلاغهم أن من الآن فصاعدا ستتضمن حصص طعامهم اليومية 125 جراما من البطاطس عوضا عن الأرز بغض النظر عن رتبهم، لم يأخذوا الأمر على محمل جدي. لكن القرار كان حقيقيا ، و لم يعد مضحكا على الإطلاق، فعندما يتعلق الأمر بدولة تتخذ من الأرز طبقا رئيسيا لمائدتها، يجب أن تثير أزمة الأرز في بنجلاديش وباقي آسيا حالة من الذعر عند الحكومات. 2008 عام البطاطس اللجوء لمساعدات "البطاطس" لن يقتصر على بنجلاديش فقط، فمع التصاعد الدائم في الأسعار العالمية للغذاء، والمظاهرات التي تندلع في كل مكان من مصر إلى إندونسيا، يعتقد الخبراء أن زيادة استخدام البطاطس قد يساهم في حل هذه المشكلة. وتبعا لما قاله المهندسون الزراعيون فالبطاطس من الخضراوات التي تنمو وتنضج بشكل سريع ولا تحتاج لكميات كبيرة من المياه، ويعد محصولها أكبر من القمح أو الأرز بما يتراوح بين 2 إلى 4 مرات. تغيير عادات الشعوب على الرغم من ان الصين على سبيل المثال تعد أكبر منتج للبطاطس على مستوى العالم، وعلى الرغم من ذلك خصصت مساحات واسعة من الأراضي الإضافية في محاولة لزيادة زراعتها للدرنات. أما الهند فقد أبلغت خبراء الأغذية بأنها تريد مضاعفة إنتاجها من البطاطس خلال الفترة من 5 إلى 10 سنوات قادمة، في حين أن كازاخستان وتركمانستان وطاجيكستان يعملون على زيادة المساحة الزراعية للبطاطس. وفي بلدة "ناجالاند" شمال شرق الهند والتي تحد بورما، تتعاون السلطات المحلية مع المنظمات غير الحكومية في تطوير نوع من البطاطس سريعة النضج، والتي يمكن زراعتها في الوقت الفاصل بين حصادين لمحصول الأرز. ويمكن رؤية الأمر على أنه مصدر إضافي للأغذية وليس بديل، وعليه تعمل المنظمات غير الحكومية مع المجتمعات المحلية لتوعية الناس حول فوائد البطاطس وكيفية زراعتها. اما في بيرو، حيث كان أول بزوغ لنبتة البطاطس، أدت مضاعفة أسعار القمح في العام الماضي إلى إطلاق برنامج حكومي لتشجيع الخبازين على استخدام دقيق البطاطس بدلا من دقيق الذرة لصنع الخبز. وكجزء من المخطط تم توزيع خبز البطاطس على تلاميذ المدارس والجنود وحتى السجناء، أملا في انتشاره بين الناس، ولكن المشكلة أن هناك نقصا في المطاحن التي تقدم دقيق البطاطس. وفي الوقت نفسه في لاتفيا، هناك زيادة حادة في سعر الخبز، وشهدت بداية العام انخفاضا في المبيعات بنسبة تصل إلى 15%، وللتعويض عن السعرات الحرارية التي فقدها اللاتفيون، ازدادت مبيعات البطاطس بنحو 20% في نفس الفترة.