تغيرت الصورة العامة والمعتادة لبطولة الدورى العام المصرى هذا الموسم التى تميزبها على مدار عدة سنوات ، بان يقوم فريق واحد بصدارة البطولة من بدايتها حتى نهايتها ، وتصبح النهاية الدرامية للدورى هى المنافسة فقط اما على المركز الثانى بين فريقين او ثلاثة مع شبه اختفائها على المركز الاول ، وتتركز غالبية التنافس بين الفرق على من يبقى فى الدورى الممتاز ام يهبط الى دورى الدرجة الثانية اى تنحصر المنافسة فقط بين فرق المؤخرة وهى ظاهرة فريدة كان يتميز بها فقط الدورى العام المصرى دون سواه . تلك الصورة كانت قاتمة فى وقت كانت تستمر فيه البطولة فى دول اخرى لاخر مباراة بينما خرجت دول من تلك المشكلة باختراع فكرة المربع الذهبى بان تنحصر المنافسة مرة ثانية بين الفرق الاربعة الاولى لحسم درع البطولة لكن هذا العام تشير بداية البطولة الى احتمال اختفاء تلك الصورة فقبل انطلاق البطولة ومع اقتسام الاهلى والزمالك لغالبية الصفقات المحلية وتطعيمها بصفقات اجنبية وذهاب لاعبى الاسماعليى الى الزمالك والاهلى واحتراف عبدربه فى الخارج وهزيمة الاهلى للزمالك مرتين قبل البطولة فى ابطال افريقيا والسوبر المحلى ، كان هناك فرحة لدى جماهير الاهلى ومخاوف لدى جماهيرالفرق الاخرى بان يكرر الاهلى سيناريو تصدره للبطولة منذ بدايتها الى نهايتها وحسمها قبل نهايتها بكثير ، الامر الذى كان يلقى بظلاله على تقليل متعة الاستمتاع بالبطولة الكروية العريقة لكن هذا العام غير فريق المصرى وفريق بترو جيت والاسماعيلى تلك الصورة العامة والمملة تماما واعطيا الامل الكبير بان البطولة لن تكون اهلى وزمالك كما كانت معتادة واحيانا معهما الاسماعيلى واصبحت الصورة الان ان هناك فرق اخرى قد تحسم البطولة لنفسها بعيدا عن الاهلى والزمالك او على الاقل عدم تكرار صورة حسمها مبكرا كما كان يحدث . فاليوم تغيراسم متصدر البطولة فى عناوين صفحات الرياضة فى الصحف اليومية والاسبوعية والصحف الرياضية واصبح هناك اسماء غير الاسماء التى كانت الجماهير تقرأها فى تلك الصحف واصبح هناك هدافين غيرالذين كانوا فى الاعوام السابقة فمن الواضح ان المصرى تحت قيادة الهداف المصرى حسام حسن صبغ عليه روح الاصرار والمنافسة وضعته على صدراة البطولة امام بتروجيت فى البداية ثم انفرد بتروجت فى الاسبوع الثالث لكن انتزعها منه الاسماعيلى فى الاسبوع الرابع الامر الذى خلق وضعا حتى الان لم تستوعبه جماهير الاهلى والمتابعون للدورى العام المصرى على مدار عدة اعوام ماضية . الصورة الجديدة للدورى العام جاءت مع استمرار الاهلى فى نزيف النقاط من مباراة الى اخرى بدأت بهزيمته من المصرى ثم تعادله مع المقاولون العرب رغم لعب الاخير بتسعة لاعبيين ليقع الاهلى فى فخ عدم القدرة على التوفيق بين تخمة النجوم التى يعج بها الفريق وعدم الخروج حتى الان بتوليفه من تلك النجوم تقدم لجماهيره النتائج المبهرة التى كانت تتوقعها من تلك النخبة كثيرة العدد كما جاءت فى وقت انشغل فيه النادى بمسألة بث قناته الفضائية اكثر من اللازم ، وفى وقت احترف فيه مهاجمه عماد متعب وان كان ممتنعا عن التهديف منذ فترة بعيدة لكنه كان يشغل مركزا يجيد فيه التحرك بطريقه تجبر بعض المدافعين من الفرق الاخرى بمراقبته الامر الذى كان يعطى الفرصة لفلافيو وابوتريكه لاحراز الاهداف كما يخوض الاهلى البطولة هذا العام بدون حارسه المخضرم عصام الحضرى والذى كان سببا رئسيا فى حسم الاهلى للعديد من اللقاءات على الصعيد المحلى والصعيد الافريقى حيث جاء احتراف الحضرى عقب مباراة الاهلى مع المصرى الموسم الماضى عقب عودة المنتخب المصرى بكاس امم غانا والتى انتهت بحسم الاهلى للبطولة اما الزمالك هذا العام فقد خرج من مخاض ازمته الادارية ونجحت صفقة الانتقالات فى ان تحافظ على توزانه بالمقارنة بوضعه العام الماضى ، لكنها لم تضعه فى مقدمة البطولة كما كان يرغب وان كان الزمالك فيما يبدو قد خسر مهاجم كبير هو عمر زكى بالنظر الى النتائج التى حققها زكى مع ويجان الانجليزى حتى الان فى وقت فشل فيه هولمان فى استغلال مهارات اجوجو الفنية والبدنية ولم يدفع به خلف المهاجمين ليستفيد من تسديداته القوية من خارج منطقة ال 18 وقد كان انشغال الزمالك بصفقاته الجديدة انطلاقا من رغبته فى الحصول على البطولة وايقاف انتصارات الاهلى وكسر احتكاره لها لكن بعد انطلاقها وجد نفسه ان هناك فرق اخرى صاعدة قد تقف عثرة امام حلمه فى الحصول على البطولة وعلى اية حال فان فى الملامح العامة للبطولة تبشر باشتداد المنافسة التى تسفر فى النهاية عان انتاج منتخب قومى قوى بافساحها المجال امام حسن شحاته فى كثرة البدائل امامه للقيام بعملية احلال وتبديل للمنتخب خاصة بعد النتيجة المؤلمة لمباراته الودية مع السودان ، فخلف المنافسة التى بين الفرق فى البطولة فهناك منافسة ضارية بين مجموعة من اللاعبين تبذل كل ما عندها حتى تحجز مقعد لها فى المنتخب القومى ، لتعزز فرصتها فى الاحتراف الخارجى ، وبمعنى اخر اصبح الدخول الى عالم المال والشهرة حافز يدفع اللاعبين حاليا لبذل اقصى ماعندهم خاصة مع اتساع نسبة احتراف اللاعبين المصريين فى الاندية والعربية والاجنبية بعد النتائج التى حققها المنتخب القومى فى امم غانا والتى انتهت بتتويجه بكأسها .