تواجه القارة الاوروبية سنوات سمان، تليها سنوات عجاف، بسبب قلة الزواج وتراجع نسبة الانجاب وارتفاع عدد المسنين ونسبة الوفيات التي ستتجاوز عدد الولادات خلال سبع سنوات. وتتوقع المفوضية الاوروبية ان تزداد شيخوخة «القارة العجوز» خلال 50 سنة، ما لم يساهم «العامل التركي» في اعادة «نكهة الشباب» اليها. كما تتوقع ان تصبح بريطانيا اكبر دولة فيها، عبر ارتفاع سكانها من نحو 60 مليون نسمة حاليا الى 77 مليوناً، بينما سيتراجع عدد سكان المانيا بنحو 12 مليوناً، من 82 مليونا حاليا الى 70 مليوناً. وستحتل فرنسا، وهي حالياً في المركز الاول في الانجاب، المركز الثاني في عدد سكان القارة بنحو 72 مليون نسمة. ووفق احصاءات المفوضية الاوروبية سيصبح عدد المسنين (فوق ال 80 من العمر) نحو 61 مليوناً في اوروبا، ارتفاعاً من 22 مليوناً في العام 2007. وتبين ان اكبر نمو سكاني سيتحقق في قبرص التي سيزداد سكانها بنسبة 60 % نتيجة الانجاب واستمرار الهجرة اليها من الدول الشمالية الباردة. كما ان ايرلندا ولوكسمبورغ سيزداد عدد سكانهما بنسبة 50 في المئة «لأن الدولتين تمنعان الاجهاض وتُشجعان العائلات الكبيرة». وتشير المفوضية الى ان الدول الحديثة التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي ستعاني تراجعاً في عدد السكان بحيث ينكمش عدد مواطني لاتفيا بنسبة 26 في المئة وليتوانيا 24 % ورومانيا21 % وبولندا 18 % وجاء في الاحصاءات ان عدد سكان دول الاتحاد الاوروبي سيرتفع في المدى القصير، من 495 مليون نسمة حالياً الى 521 مليوناً السنة 2035 حين يصل الى الذروة. ومن ثم يبدأ العد العكسي وينخفض الى 506 ملايين السنة 2060. وقال ناطق باسم الاتحاد الاوروبي ان «اكثر ما يثير القلق هو امكانات تمويل نظام التقاعد والبرامج الاجتماعية مستقبلاً بسبب التركيبة السكانية الجديدة وتجاوز عدد المسنين اعداد صغار السن في مراحل لاحقة. ما سيزيد العبء على الطبقة المنتجة ويحملها ضرائب اضافية، اذ ان كل عاملين سيضطران الى اعالة اثنين من المسنين ارتفاعاً من واحد فقط لاعالة اربع مسنين حالياً. وتتوقع المفوضية ان ترتفع الكثافة السكانية في الدول الثلاث الاكبر، وهي بريطانيا الى 822 شخصاً في الميل المربع وان تنخفض في المانيا الى 525 شخصاً في الميل المربع، وان ترتفع في فرنسا الى الى 341 شخصاً. ويُعتقد بان توسيع دول الاتحاد الاوروبي الى 27 بلدا لن يؤدي سوى الى حل موقت وآني لأزمة السكان، خصوصاً مع الاجراءات الاوروبية المتوالية للحد من هجرات الدول الافريقية والآسيوية تحسباً من المد السلامي او موجات الارهاب الآتية من الجنوب. ويعتقد بعض علماء الاحصاء السكاني بان اعادة التوازن الى اوروبا يقتضي ضم دولة كبيرة مرتفعة الانجاب مثل تركيا، مع كل المحاذير التي ينظر اليها بعض المتعصبين للابقاء على علمانية اوروبا وتسامحها الديني.