بقدر مامنحت الدورة الاولمبية التاسعة والعشرون المجد والخلود لبعض لاعبيها فانها شهدت أفول نجوم كبار حصلوا من قبل على الذهب الاولمبى مثل المصارع المصرى كرم جابر الذى توج بميدالية ذهبية فى أولمبياد أثينا-2004 غير أنه لم ينفرد بهذه الظاهرة وإن كان قد انفرد باثارة جدل حول مااذا كان الوقت قد حان لاعتزاله أم أنه يعتزم الاستمرار فى الحلبة بعد هزيمته مام منافسه الالبانى اليس جيورى فى منافسات الدور الاول لوزن ال96 كيلو جراما. وفيما لم يخف محمد شاهين رئيس البعثة المصرية فى اولمبياد بكين شعورا بالاسى حيال توالى خروج الفراعنة من الدورة الاولمبية التاسعة والعشرين واخرهم الملاكم حسام بكر, فانه رأى - فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط - أن مسألة استمرار كرم جابر فى حلبة المصارعة أو خروجه منها تخصه وحده وقال "القرار له..والنتائج فى المنافسات هى وحدها الفيصل" فيما تمنى التوفيق لهذا المثير للجدل. غير أن شاهين الذى لاحظ عارفوه أن وزنه انخفض بنحو خمسة كيلو جرامات خلال الاولمبياد الحالى الذى تتوالى فيه خسائر الفراعنة , اعتبر مسألة استعادة رياضى كبير لنجوميته التى `فلت فى دورة `ولمبية "ليست من السهولة بمكان وتتوقف على عوامل متعددة من أهمها عامل التدريب الجدى فضلا عن عامل السن " . وبخروج حسام بكر من دور الثمانية لمنافسات الملاكمة فى وزن ال69 كيلو جراما لينضم لزميليه الملاكمين الخاسرين محمد هيكل ورمضان عبد الغفار , يتفق المهندس محمد شاهين مع الرأى القائل بأن فرصة البعثة المصرية فى الحصول على أى ميدالية أولمبية ثانية بعد برونزية لاعب الجودو هشام مصباح تكاد تنحصر فى لاعبة الخماسى آية مدنى وزميلتها أمنية فخرى. وبفوز أسامة الملولى بالمركز الأول فى سباق ال1500 متر سباحة حرة تكون شمس السباح الاسترالى المحنك جراند هاكيت قد غربت فى أولمبياد بكين بعد أن عجز عن اللحاق بغريمه التونسى وفشل هذا الاسترالى الحاصل على ذهبيتى السباق فى الدورتين الاولمبيتين السابقتين فى ان يقترب بشدة من الملولى الذى وصل لخط النهاية فى زمن قدره 14 دقيقة و48.40 ثانية ليتوج بذهبية هى الأولى فى تاريخ تونس على الاطلاق. ورغم شعور بالسعادة يعم مقار البعثات العربية حيال تتويج التونسى أسامة الملولى بأول ذهبية لبلاده وللعرب فى الدورة الأولمبية التاسعة والعشرين بعد أن احتل المركز الأول اليوم فى سباق ال1500 متر سباحة حرة فان هناك اتفاقا ظاهرا الى حد كبير فى الاراء بين المسئولين والرياضيين العرب داخل القرية الاولمبية على أن هذه الذهبية اليتيمة حتى الان لاتكفى أبدا ولا تتناسب مع حجم مشاركة الدول العربية فى أولمبياد بكين بصرف النظر عن أقاويل يحلو للبعض أن يرددها من قبيل :"ان المهم هو المشاركة فى هذا الحدث الرياضى العالمى الأعظم وليس الانجاز". وكانت شمس روسيا قد غربت بشدة فى الاسبوع الأول من أولمبياد بكين-2008 بعد أن تراجعت للمركز الثامن فى الترتيب العام والذى لايليق أبدا بالاتحاد السوفييتى السابق الذى كان صاحب الرقم القياسى فى الميداليات الذهبية الاولمبية فضلا عن تصدره للترتيب الاولمبى العام فى ثمانى بطولات بين عامى 1956 وحتى دخوله فى ذمة التاريخ عام 1992 كما لايليق بانجازات كبيرة حققتها وريثته روسيا التى استمرت تنافس على صدارة الدورات الاولمبية وحصلت على المركز الثانى فى اولمبياد سيدنى-2000 برصيد 32 ميدالية ذهبية والمركز الثالث فى أولمبياد أثينا-2004 برصيد 27 ذهبية . ومع ذلك فان البعثة الروسية تراودها الامال فى إشراقة جديدة للشمس بعد أن فازت الروسيات بكل ميداليات فردى التنس وكانت لاعبة التنس الروسية الينا ديمينتيفا قد فازت اليوم بذهبية فردى التنس للسيدات بعد ان تغلبت على مواطنتها دينارا سافينا تاركة لها ميدالية فضية كما فازت لاعبة روسية اخرى هى فيرا زيفوناريفا بالبرونزية بعد تغلبها على الصينية لى نا. وبقدر ما منحت السباحة مجدا غير مسبوق لأعجوبة اولمبياد بكين" مايكل فيلبس - الذى حصد اليوم ذهبيته الثامنة فى هذا الاولمبياد ليحطم هذا السباح الأمريكى , الذى بات منذ أمس "السبت" متوجا بلقب "اعظم لاعب اولمبى فى التاريخ وصاحب أكبر عدد من الميداليات الذهبية الاولمبية" , الرقم القياسى الذى كان مواطنه مارك سبيترز قد سجله فى أولمبياد ميونيخ 1972 وهو سبع ذهبيات - فان الدورة الاولمبية التاسعة والعشرين شهدت غروب السباح الهولندى الشهير بيتر فان دين هوجنباند والذى توج من قبل كبطل اولمبى فى الدورتين السابقتين بسيدنى واثينا. ولكن النجم الهولندى البالغ من العمر 30 عاما تحول بحق الى "كومبارس" فى اولمبياد بكين-2008 وفيما تنطلق اشارات الاستعداد لترتيبات الحفل الختامى للعرس الرياضى العالمى فان هذا السباح الذى ظل رقمه القياسى فى سباق ال100 متر حرة وهو 47 ثانية فاصل 84 من المائة ثانية صامدا لثمانى أعوام دون أن يتمكن أى سباح آخر من تحطيمه وتجاوزه لم يصعد أبدا لمنصة التتويج فى هذا الاولمبياد الحافل بالمفاجأت وتحطيم الارقام القياسية. وإذا كان المصارع الذهبى المصرى كرم جابر الذى غربت شمسه فى أولمبياد بكين يطلق اشارات تومىء لرغبته فى مواصلة طريقه وعدم الخروج نهائيا من حلبة المصارعة الرومانية فان السباح الذهبى الهولندى بيتر فان دين هوجباند الذى أفل نجمه بدوره فى هذا الاولمبياد اختار أن يعلن من بكين تنحيه نهائيا وبلا رجعة عن خوض أى معترك أولمبى جديد بل وأى بطولة أخرى تاركا الساحة لجيل جديد من السباحين فى بلاده ليرفعوا اعلام هولندا فى المنافسات القادمة. ومن بين النجوم الذين غربت شمسهم فى أولمبياد فليكس سانشيز الذى تعرض لهزيمة مهينة أمس الأول "الجمعة" عندما خرج من الجولة الأولى فى سباق 400 متر حواجز ليفقد هذا اللاعب القادم من الدومينيكان والبالغ من العمر 30 عاما لقبه الاولمبى السابق كأعظم رياضى فى قفز الحواجز والموانع والسدود. ولم يصدق الكثيرون من متابعى الالعاب الاولمبية أن يحل فليكس سانشيز الذى توج بلقب بطل العالم فى قفز الحواجز مرتين فى المركز الخامس بسباق ال400 متر حواجز وأن يخرج من الدورة الاولمبية التاسعة والعشرين بهذه الصورة المحزنة , فيما تراجع بشدة أمام الأمريكى كيرون كليمنت الذى توج بذهبية هذه اللعبة فى الوقت الذى جثا فيه سانشيز على ركبتيه ليندب حظه ويودع لقب "السوبرمان" الذى كان مواطنوه فى الدومينيكان قد منحوه له تقديرا واعجابا بقدراته الفذة فى تجاوز كل الحواجز. غير ان نجما آخر فى سباق ال400 متر حواجز هو بيرشون جاكسون وصاحب لقب بطل العالم فى هذه اللعبة عام 2005 لم يندب حظه فى بكين مثل فليكس سانشيز وانما اعترف بأن المطلوب هو "ادخار الطاقة جيدا للحظة الفارقة اثناء القفز". ومع توهج نجومية العداء الجامايكى أوسين بولت فى سماء بكين بعد أن توج بذهبية سباق ال100 متر ليكون "اسرع رجل فى العالم" كان نجوم آخرون فى هذا السباق - الذى يعد من أهم سباقات الجرى بل والعاب القوى ككل فى أى دورة أولمبية - تتجه الى الأفول وفى مقدمتهم العداء الأمريكى الشهير تايسون جاى والذى كان قد أكد تعافيه تماما من إصابة فى قدمه قبل خوض هذا السباق. ومن غرائب القرية الاولمبية أن اخر مايتسرب من أنباء حول تفاصيل الاقامة داخل مقار البعثات يشير لحدوث مشاحنات بين أوسين بولت وزميله فى غرفة النوم العداء اسافا باول وان هذه المشاحنات بدأت حتى قبل أن يخوضا معا سباق ال100 متر الذى حصد بولت ذهبيته ليبهج الصينيين الذين راحوا يرددون عبارة "والثوانى جمرات" فى إشارة لمدى الاثارة فى سباق ال100 متر الذى يحسم بفاصل الثانية ويحدد بذهبيته اسم "اسرع رجل فى العالم". غير ان الدهشة كلها أن الجامايكى أوسين بولت البالغ من العمر 21 عاما كان يتنافس مع نفسه قبل أن ينافسه غيره فى أولمبياد بكين-2008 بقدر ماكان يمنح سباقات الجرى التى تعد جزءا من منافسات العاب القوى زخما فى الصراع التقليدى بين "ام الألعاب" والسباحة فى اى دورة اولمبية. كان عداء جامايكا اوسين بولت قد فاز بذهبية سباق ال100 متر فى اولمبياد بكين-2008 فى زمن بلغ تسع ثوان فاصل 69 من المائة ثانية ثانية وهو رقم قياسى جديد محطما بذلك رقمه القياسى السابق الذى حققه فى شهر مايو الماضى بنيويورك كأسرع رجل فى العالم وكان تسع ثوان فاصل 72 من المائة ثانية فيما تلاه عداء ترينداد وتوباجو ريتشارد تومسون لينال فضية اهم سباقات العدو بعد أن سجل زمنا قدره تسع ثوان فاصل 89 من المائة وحل الأمريكى والتر ديكس ثالثا مكتفيا بالبرونزية وبزمن بلغ تسع ثوان فاصل 91 من المائة ثانية. وبذلك الرقم القياسى الجديد يكون الجامايكى اوسين بولت أول من حطم فى دورة اولمبية الرقم القياسى الذى سجله العداء دونوفان بيلى فى اولمبياد اتلانتا-1996 عندما حصد ذهبية سباق ال100 متر فى زمن بلغ تسع ثوان و84 ثانية فيما كتب تاريخا جديدا "لأم الالعاب" بهذا الرقم القياسى الذى اكد جدارته بلقب "اسرع رجل فى العالم". وإذا كانت وسائل الاعلام العالمية و"الميديا الدولية" قد اهتمت بقصة "السيدة المصرية غزالة وتوائمها السبعة" حتى كادت القصة أن تنافس انباء الاولمبياد فان توأمين اخرين من الولاياتالمتحدة يشاركان فى الدورة الاولمبية التاسعة والعشرين قد يكون من الصعوبة بمكان القول بأن شمسهما غربت فى الاولمبياد رغم احتلال التوأمين المتطابقين كاميرون وتيلر فينكلفوس للمركز السادس فى سباق التجديف الاولمبى لزوجى الرجال والذى حصد ذهبيته الثنائى الاسترالى درو جين ودونكان فرى. ويصعب القول بغروب شمس التوأمين فينكفلوس لأنهما هما وحدهما اللذان سلطا اضواء الاهتمام الاعلامى على الفريق الأمريكى فى التجديف وهى لعبة قليلة الحظ من حيث اهتمام وسائل الاعلام والجماهير بالمقارنة مع العاب اولمبية اخرى وخاصة السباحة فضلا عن ان هذين التوأمين الاولمبيين الطريفين هما مؤسسا الموقع الالكترونى "كونيكت يو" والذى يتحول الى المنافس الفعلى على شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" لموقع "الفيس بوك" الالكترونى الشهير . ( ا ش ا )