اتخذ سائق سابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن موقف الشاهد في المحكمة العسكرية الأمريكية التي يواجه فيها المحاكمة الأسبوع المقبل في معتقل جوانتانامو بكوبا ووصف عمليات العزل والحرمان من النوم والإساءة الجنسية خلال نحو سبع سنوات في الأسر. وطلب محامو حمدان من قاضي المحكمة العسكرية كيث اولرد استبعاد التصريحات التي أدلى بها موكلهم الى المحققين باعتبار أنه قام بها بعد تعرضه للتعذيب. وهذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها سالم حمدان الذي تحدى الرئيس الأمريكي جورج بوش وكسب التحدي أمام المحكمة العسكرية في القاعدة البحرية الأمريكية. وأدت الدعوى التي رفعها حمدان أن تبطل المحكمة الأمريكية العليا في عام 2006 نظام المحاكم العسكرية الأصلي الذي وضعه بوش. ورفضت وزارة العدل الأمريكية طلب المحامين الموكلين عن حمدان - وهو يمني في نهاية العقد الرابع من عمره- بإيقاف المحاكمة استنادا الى الحكم البارز الصادر الشهر الماضي عن المحكمة العليا. واذا مضت المحاكمة المقررة الأسبوع المقبل في سبيلها فستكون الأولى أمام المحكمة العسكرية الامريكية التي اقامتها حكومة بوش في قاعدة جوانتانامو البحرية حيث اقيمت معسكرات السجن لتستوعب المشتبه في ارتكابهم اعمالا ارهابية والذين اعتقلوا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول. وهيمن الاكتئاب على حمدان خلال ساعتين وقف فيهما موقف الشاهد ولم ترتسم الابتسامة على شفتيه إلا قليلا. ووصف حمدان السنوات التي قضاها في جوانتانامو منذ اعتقاله في أفغانستان في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2001 وعلى مدى سبع سنوات تعرض خلالها للضرب وشاهد أسيرا آخر وهو يقتل وتعرض لتحرش جنسي وصفه على مضض من محققة بينما كان هناك جنود واقفون قريبا. وقال حمدان من خلال مترجم "إنها اقتربت كثيرا بكل جسمها نحوي." وتحت الحاح سويفت أن يذكر التفاصيل قال حمدان "انها لمستني فوق الركبة." وسأل سويفت "أين لمستك.. هل لمست فخذك." فأجاب "نعم." وأضاف أنه بدأ يجيب على أسئلتها بعد أن لمحت أنها ستلمس باطن فخذه. واتهم عدد من المحتجزين المحققات في جوانتانامو بانتهاك المحرمات الجنسية الإسلامية من خلال لمس المحتجزين بطريقة مهيجة. ويوجد حاليا نحو 265 معتقلا في جوانتانامو وانتقدت جماعات قانونية ومدافعة عن حقوق الإنسان المحكمة العسكرية بشدة. وفي كندا كشف محامون عن السجين الغربي الوحيد الباقي في جوانتانامو وهو الكندي عمر خضر النقاب يوم الثلاثاء عن شريط فيديو سري يصور استجواب خضر. ويبين الشريط الذي التقط في فبراير شباط عام 2003 خضر الذي كان عمره آنذاك 16 عاما وهو يبكي وينوح. وقال محاموه إنه عانى "التعذيب وإساءة المعاملة" أثناء وجوده في جوانتانامو بما في ذلك الحرمان من النوم والتهديد بالاغتصاب. ووجه الاتهام لحمدان الذي اعترف أنه كان سائق زعيم القاعدة بالتآمر وتقديم دعم مادي للإرهابيين. وقال الادعاء إنه مشارك بإرادته في القاعدة بينما يدفع محاموه أنه كان مجرد سائق يحتاج لراتبه الشهري البالغ 200 دولار. وقال محامو حمدان يوم الاثنين إنهم عثروا على وثيقة وسط سجلات " الحبس" في جوانتانامو أصبحت دليلا يشير أن حمدان خضع لعملية وصفتها تقارير صحفية أنها برنامج منظم للحرمان من النوم خلال فترة 50 يوما في صيف عام 2003. وتحدث حمدان في المحكمة أن الحراس كانوا يطرقون على باب زنزانته ليوقظوه في الليل قبل إجراء التحقيقات معه. وقال "عندما يرجع المرء الى النوم مرة أخرى يأتي الجندي مرة أخرى خلال فترة تتراوح بين خمس الى عشر دقائق.... وكل ما يريده هو إيقاظ المرء. ويطرق على الباب أو يحدث بعض الجلبة والضجيج." وقال حمدان إنه كان يغفو أثناء النهار لفترات قد تصل الى ثلاث ساعات. وقال الادعاء في وثائق قضائية "أن مزاعم حمدان بسوء المعاملة غير صحيحة." وقالت خبيرة نفسية هي الدكتورة إميلي كرام فيما بعد في شهادتها إن حمدان ظهرت عليه أعراض اضطرابات إجهاد ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد. وقالت إن أساليب الاستجواب التي استخدمت معه جعلتها تتذكر الأساليب التي استخدمت في "هانوي هيلتون" حينما كان أسرى حرب أمريكيون محتجزين خلال حرب فيتنام. (رويترز)