هاجم منتقدون مؤتمر "حوار الأديان" العالمي - الذي بدأت فعالياته في مدريد برعاية السعودية الأربعاء - ووصفوه أنه عملية دعائية من جانب السعودية عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة، والتي كان معظم منفذيها من السعوديين بتحريض من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال المنتقدون إن عدد الشيعة المشاركين في المؤتمر قليل، وإن المشاركين اليهود فيه لم يتم تعريف أي منهم باعتباره إسرائيليا. بينما أشاد آخرون بالمبادرة، ووصفها المؤتمر "اليهودي العالمي" بأنها تطور مهم وفي الوقت المناسب. ويعتقد أن منظمي المؤتمر اختاروا إسبانيا خشية من المعارضة الداخلية في حال عقد المؤتمر في المملكة السعودية. وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبد الله التركي إنه تم اختيار إسبانيا نظرا للتسامح الديني الذي كان يميزها عندما كانت تخضع للحكم الإسلامي لثمانية قرون حتى عام 1492، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود في انسجام نسبي في إسبانيا في العصر الأندلسي. وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبد الله التركي إن المؤتمر يتعين ألا يكون عقيما، وطالب الوفود المشاركة في المؤتمر باقتراح مشاريع محددة مع خطط للمتابعة. وفي كلمته في افتتاح المؤتمر، أكد العاهل الأسباني الملك خوان كارلوس أن الحوار بين الأديان يمكن أن يلعب دورا مهما في التصدي للعديد من المشكلات من بينها الإرهاب والجوع والمرض والفقر. من جانبه، دعا العاهل السعودي الملك عبد الله إلى فتح صفحة جديدة للبشرية في الحوار بين الأديان. وقال إن ذلك سيساعد العالم على استعادة القيم المفقودة والخروج من حالة الارتباك. وشدد الملك على أن الإسلام دين اعتدال وتسامح، مشيرا أن المبادرات السابقة فشلت نتيجة سعيها لدمج الأديان، وهي محاولة مقضي عليها بالفشل حيث إن أتباع كل ديانة يؤمنون بمعتقداتهم رغم أن الله واحد لجميع الديانات، موضحا أن المآسي الإنسانية ليست بسبب الأديان لكنها تنتج عن التطرف. ويشارك نحو 200 من رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود، بالإضافة إلى ممثلين للديانات البوذية والهندوسية والطاوية في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، لمناقشة عدد من القضايا المهمة منها، الأسس الحضارية للحوار بين الأديان، وطرق تعزيزها، والقيم الإنسانية المشتركة. ولن يسمح لرجال الإعلام بحضور جلسات المؤتمر الذي ينتظر صدور بيان ختامي عنه الجمعة 18 يوليو 2008. وتنظم رابطة العالم الإسلامي المؤتمر الذي تولدت فكرة عقده عقب اجتماع الملك عبد الله - غير المسبوق - مع البابا بنديكت السادس عشر في الفاتيكان في نوفمبر/ تشرين ثان 2007، وأيضا عقب المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكة في يونيو/ حزيران 2007. (د ب أ)