انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء تصريحات لمسئول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية قال إنه يوجد احتمال متزايد لمهاجمة إسرائيل لإيران بسبب برنامجها النووي. وكانت محطة "أيه.بي.سي" الأمريكية قد نقلت عن مسئولين في البنتاجون أن هناك احتمالا متزايدا بأن إسرائيل ستشن مثل هذا الهجوم وهو مايمكن أن يؤدي إلى رد فعل انتقامي من إيران ليس فقط ضد إسرائيل بل أيضا ضد الولاياتالمتحدة. وحدد المسئولون اثنين من الخطوط الحمراء التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الهجوم الإسرائيلي, أولها تمكن محطة "ناتانز"النووية من إنتاج يورانيوم عالي التخصيب يكفي لتصنيع سلاح نووي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية توم كيسي "ليست عندي معلومات تدعم ذلك واعتقد أنه غباء من الناس الذين غالبا لا تكون لديهم معلومات موثوقة عما يتحدثون عنه أن يؤكدوا أمورا ولا تكون لديهم اللياقة لعمل ذلك باسمهم." وقال المسئول الدفاعي لمحطة تلفزيون ايه.بي.سي نيوز انه اذا أنتجت إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج أسلحة ذرية فقد يمثل هذا تجاوزا لخط أحمر مما قد يؤدي الى هجوم إسرائيلي. وذكرت المحطة التلفزيونية مستشهدة بمعلومات تقديرية مخابراتية إسرائيلية وأمريكية أن هذا قد يحدث في عام 2009 أو في وقت لاحق من العام الجاري. وقال بريان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عندما سئل بشأن تقرير المحطة التلفزيونية "أنا لا أعلق نيابة عن إسرائيل." وأضاف "سنعالج قلقنا من إيران دبلوماسيا ومن خلال منظمات دولية تستطيع أن تمارس بعض الضغوط لتؤثر على هذه القضية... هذا محور الجهود الأمريكية." وقال ويتمان عندما سئل عما اذا كان لاحظ تزايد القلق في البنتاجون في الأسابيع الماضية بشأن احتمال هجوم إسرائيلي "إنكم تعملون جميعا هنا منذ فترة طويلة تكفي لأن تعثروا على شخص ما في هذا المبنى يتبنى الرأي الذي تريدونه." وفي تل ابيب قال دبلوماسي غربي انه من غير المرجح شن أي هجوم اسرائيلي أو أمريكي على إيران في الشهور الستة المقبلة "لان الخيار العسكري هو اخر شيء يتعين علينا استخدامه ولن يستخدم بسهولة." وأضاف أنه يتوقع أن تتخذ فرنسا التي تولت رئاسة الاتحاد الأروبي يوم الثلاثاء موقفا أشد بشأن طهران لأن الرئيس نيكولا ساركوزي يتبنى موقفا قويا ضد إيران. وقال الدبلوماسي إنه لا يوجد إجماع في إسرائيل يؤيد شن هجوم وأن الولاياتالمتحدة ليس من المرجح أن تتخذ إجراء لأنها ترى أن البرنامج النووي الإيراني لن يصل الى مرحلة اللاعودة قبل نحو عامين. وأضاف الدبلوماسي "لا أعتقد أن يحدث هجوم في الشهور الستة المقبلة كما يشعر بعض المسئولين في البنتاجون بالقلق من أن إسرائيل ربما تكون قد عقدت العزم على مهاجمة إيران قبل تولي رئيس جديد للولايات المتحدة قد يكون أقل حماسا لهذا الإجراء. وقال التقرير أيضا إن المسئولون في البنتاجون يعتقدون أن المناورات الضخمة التي أجرتها إسرائيل في يونيو الماضي بشرق البحر المتوسط تهدف إلى التحضير لهذا الهجوم. وقال مسئول بالبنتاجون إن إسرائيل أجرت بروفات أساسية للهجوم لكنها قد تحتاج إلى تدريبات أخرى وقد تقوم بها إذا عقدت العزم على شن الهجوم. وقد قام رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مايكل مولن بزيارة لإسرائيل خلال يومي السبت والأحد الماضيين حيث عقد عدة اجتماعات مع كبار المسئولين الإسرائيليين ومن بينهم رئيس الأركان الجنرال جابي أشكينازي حيث كان الموقف الإيراني على قمة أجندة المحادثات. ويعتقد أغلب مسئولي البنتاجون أن الهجوم الإسرائيلي لن يسبب سوى خسائر مؤقتة للبرنامج النووي الإيراني إلا أنه سيجلب مشكلات جمة في المنطقة وما وراءها منها موجة من الهجمات على المصالح الأمريكية في العراق والخليج ومناطق أخرى من العالم. (أ ش أ / رويترز)