أظهرت دراسة كُشف عنها على هامش مؤتمر جراحات الفم والفكين والوجه في مدينة مونستر غرب ألمانيا ، تزايد عدد الإصابات بسرطان الجلد في ألمانيا. يمثل سرطان الجلد أحد أهم الأشكال الأكثر شيوعا لهذا المرض، ففي ألمانيا وحدها يموت سنويا 2700 شخص بهذا النوع من السرطان. الدراسة توصلت أن الذهاب إلى صالونات تغيير لون البشرة يزيد من خطورة الإصابة بورم الميلانين الخبيث. وقال رئيس مؤتمر جراحات الفم والفكين والوجه، البروفيسور فولكر شفيبر، في ختام المؤتمر، "إن ستة أشخاص من بين مائة ألف كانوا يصابون سنويا في ألمانيا بالسرطان القتامي "السرطان الأسود"، الذي يصيب الوجه في الستينيات من القرن الماضي وأن عدد الإصابات بهذا المرض الخطير وصل للضعف في الوقت الحالي". وعزا البروفيسور الألماني هذا الارتفاع في عدد الإصابات بالسرطان الأسود إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يقدمون على عمل حمام شمسي بدون حماية كافية. وأوضح أن أكثر الإصابات بهذا النوع من سرطان الجلد تكون أعلى منطقة الأنف والجفن وفي الوقت نفسه أكد الخبير الألماني على حدوث تقدم كبير في تقنيات الجراحات وعمليات زراعة الجلد في منطقة الوجه مؤخرا وقال إن إجراء جراحات زراعة الجلد المعقدة بشكل ناجح على جفن المرضى أدى إلى ارتياحهم كثيرا و"تكاد هذه الجراحات تكون عملا فنيا". كما أشار شفيبر الذي يرأس المستشفى الجامعي في مدينة مونستر إلى ارتفاع نسبة الإصابات بشكل خاص بين جيل النساء اللاتي يبلغن حاليا خمسين إلى سبعين عاما . ويلعب اكتشاف المرض مبكرا بصورة كافية وخضوعه للعلاج دوراً حاسماً في التعافي منه. وتظل الأشعة فوق البنفسجية عامل الخطورة الرئيسي في الإصابة بالمرض سواء أكانت من صالونات تغيير لون البشرة أم أشعة الشمس. كما أكدت الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى السرطان ومقرها بون أن درجة الخطر تتأثر بنوعية جلد الشخص حيث إن ذوي الشعر الأشقر أو الأحمر والجلد الناعم المنمش معرضون بشكل خاص لسرطان الجلد. و إلى جانب المخاطر الجينية يتأثر تطور السرطان بالسلوك الشخصي كالذين يستمتعون بحمامات الشمس كثيرا أو يعانون من حروق عديدة فهم أيضا يواجهون خطر الإصابة بسرطان الجلد. وفى الوقت نفسه أشارت الجمعية الألمانية لأطباء جراحة الفم والفكين والوجه إلى تزايد نسبة الإصابة بأنواع سرطانات الجلد في منطقة الوجه بشكل مأسوي خلال السنوات الأخيرة. كما أوضحت دراسة شملت حوالي 100 ألف سيدة إسكندنافية أن التعرض بقدر كبير للأشعة فوق البنفسجية خلال مرحلة الشباب قد يؤدي إلى مشاكل عديدة فيما بعد بحسب ما ذكره أخصائي الوظائف الحيوية ريوديجر جرينيرت من مركز الأمراض الجلدية في بوكستيهود . وتقول الدراسة "إن الذهاب إلى صالونات تغيير لون البشرة قبل بلوغ الخامسة والثلاثين يزيد من خطورة الإصابة بورم الميلانيني (القتامي) بنسبة 75 % في وقت لاحق من الحياة. ويُوصي الأطباء بإجراء فحوص دورية منتظمة للجلد. (د ب أ)