ضخامة جسدها ونموه بشكل غير طبيعي دفعا أم نسمة إلي استخراج شهادة تسنين جديدة لابنتها للتأكد من سنها الحقيقية وإلحاقها بالمدرسة، فمظهر نسمة يؤكد أن عمرها يتجاوز 9 سنوات، في حين أنها ولدت قبل خمس سنوات فقط. الواقعة حدثت قبل 7 سنوات وكشفت وراءها جريمة تزوير في محررات رسمية، حيث دفعت رغبة الأم في إلحاق ابنتها بالمدرسة، والتخرج فيما بعد في الجامعة، إلي استخراج شهادة تسنين لها: «البت كانت أصغر من سن المدرسة بس شكلها كبير، عشان كده فكرت أعملها شهادة تسنين، كان نفسي البت تطلع باشمهندسة أو دكتورة، صحيح هي بنت علي 3 صبيان، بس ما شاء الله عليها أذكي واحدة فيهم». اقترحت «أم نسمة» علي زوجها «فاروق» حارس العقار، أن يعود إلي بلدتهما في أسيوط لاستخراج شهادة تسنين للبنت، واقتنع الزوج بالفكرة وسافر، وهناك التقي أحد بلدياته العاملين في مكتب الصحة، وتبرع الرجل مشكورًا باستخراج شهادة تسنين لنسمة، لكنه، دون أن يدري، اختار تاريخًا غريبًا هو 30 فبراير. فرحة فاروق وزوجته بالشهادة، تاريخًا غريبًا هو 30 فبراير. فرحة فاروق وزوجته بالشهادة، وكذلك جهلهما وبساطة تفكيرهما جعلاهما لا يدركان حجم الخطأ الذي حدث، وسرعان ما توجه فاروق إلي مدرسة «طابا» الابتدائية حاملاً شهادات الميلاد!.. والغريب أن إدارة المدرسة لم تنتبه بدورها إلي الخطأ، والتحقت نسمة بالمدرسة عامًا دراسيا كاملاً، إلي أن اكتشف أحد الموظفين الواقعة أثناء إعداد أرقام الجلوس. إدارة المدرسة اتهمت فاروق بالتزوير، وفي محاولة منه ل«لم» الموضوع حتي لا يضر بلدياته، الذي ساعده في استخراج الشهادة العجيبة وحتي لا ينكشف أمر امتلاكه شهادتي تسنين بتاريخين مختلفين لابنته نسمة، استعان فاروق ببعض ملاك العقار الذي يحرسه ليتوسطوا لدي إدارة المدرسة فاكتفت الإدارة بفصل البنت ومن وقتها لم يفكر والدها في إلحقاها بمدرسة أخري خوفًا من افتضاح أمره وفكر في تحقيق حلم والدتها وإلحاقها بفصول محو الأمية ورغم ذلك نبغت نسمة وأجادت القراءة والكتابة بالعربية والإنجليزية أكثر من أشقائها الذكور. نسمة لم تعد تتذكر شيئًا عن السنة الدراسية التي قضتها في المدرسة: «أيام المدرسة كانت حلم جميل عدي بسرعة، صحيح أنا مش فاكراها بس كان نفسي أبقي حاجة وخلاص وأغير الواقع اللي أنا فيه وأفرح أمي بي».