كشفت الدكتورة موزة المالكي المعالجة النفسية والكاتبة، بعد اختيارها سفيرة للسلام من قبل اتحاد السلام العالمي أنها بصدد التقدم بطلب لتأسيس جمعية نسائية في قطر بمسمي المرأة القطرية والسلام. وقالت في حوار ل(الراية): إن تأسيس هذه الجمعية يأتي بهدف نشر مفاهيم السلام بكل أبعاده، مؤكدة ضرورة أن يكون هناك سلام بين المرأة ونفسها قبل كل شئ، لكي تستطيع أن تسهم بشكل فاعل في نشر مباديء السلام وتطبيقه بين الناس، ولفتت الدكتورة موزة أن الجمعية ستدعو للسلام من خلال التعاملات بين الناس، وإشاعة الحب وروح التسامح . في البداية سألت سفيرة النوايا الحسنة.. بعد حصولك علي لقب سفيرة السلام في الحفل الختامي لمؤتمر القيادة العالمي بالعاصمة لارنكا مؤخراً.. ما هي قصة جمعية السلام التي تسعين لتأسيسها.. وملامح الخطط التي ستعمل عليها الجمعية؟ تقول د. موزة المالكي: إن الجمعية ستعمل علي تعزيز مشاركة المرأة القطرية في مؤتمرات السلام العالمية، بأهداف تتعدي الحدود المحلية والاقليمية لتصل للعالمية، ولتكون المرأة القطرية - كما قطر- سفيرة للسلام وصانعة ومطبقة للسلام، وناشرة لمفاهيمه في جميع أنحاء العالم . الأعمال الانسانية: ماذا يمثل لك اختيارك كسفيرة للنوايا الحسنة من جانب الأمم المتحدة؟ - إن اختياري جاء تتويجا لأعمال سابقة، وحصاداً لتعب السنين، ولن أتوقف عند هذا الحد وستواصل تنفيذ خططها وأعمالها الانسانية. وأشارت الي أنه لم يكن لديها أي خلفية عن ترشيحها كسفيرة للسلام من قبل اتحاد السلام العالمي، الذي منحها هذه الدرجة في الحفل الختامي لمؤتمر القيادة العالمي الذي عقد في قبرص أوأخر الشهر الماضي، والذي شاركت فيه الدكتورة موزة المالكي بورقة عمل بعنوان (العائلة كنموذج للقيادة)، وقالت أنها فؤجئت بهذا بقرار اختيارها الذي تفخر به لأنه جاء باسم قطر ويعكس الدور الكبير الذي تقوم به المرأة القطرية، ونوهت الدكتورة موزة الي أن اتحاد السلام العالمي هو منظمة تضامنية عالمية مكونة من الافراد والمنظمات الذين يكرسون جهودهم من أجل عالم يسودة السلام، ويعمل لبناء تحالف عريض من الافراد والمؤسسات والمنظمات التعليمية والدينية والاعلامية من أجل السلام. . حرية المرأة: كيف كانت معايير الاختيار؟ - يتم ترشيح السيدات اللاتي قمن بأعمال جليلة في بلادهن، وكن من الاوائل اللاتي ينادين بحرية المرأة وحقوق الانسان والمطالبة بتحسين أوضاع المعاقين، وقد رشحت من قطر وتم الاعلان عن ذلك، وصدر كتاب عن السيدات اللاتي رشحن لجائزة نوبل للسلام، وسبق أن تم ترشيحي لأكثر من عضوية عالمية للسلام. روح التسامح : ماذا ستقدمين كسفيرة للنوايا الحسنة؟ - إننا ننطلق من قدوتنا صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي، الذي جعل من السلام صناعة قطرية. وأشارت الي أن دولة قطر متمثلة في قائد مسيرتها حفظة الله، تدخلت في أكثر من أزمة بين الدول لنشر السلام، من خلال وساطات الخير والمصالحة، لفض النزاعات والازمات.. مشيرة الي أن ماحدث مؤخرا من مبادرة طيبة كانت لها النتائج الايجابية الناجحة لحل الوضع اللبناني، ونشر روح التسامح والسلام بين جميع الاطراف . برامج نموذجية : ماذا تتضمن أجندتك للمستقبل؟ - أنا بصدد المشاركة في مؤتمر كوريا للسلام، كما سأستمر في متابعة نشاطها في علاج الاطفال، وبدأت في تفعيل مكتبي الخاص بالتدريب، ووضعت برامج نموزجية للاطفال لحل مشكلة كل طفل،. وأشارت الي أن هذه البرامج ليست علاجية بالمعني المعروف، بل هي تنفيذية وتدريبية، بحيث يشتمل علي 6- 10 جلسات تحدد حسب عمق المشكلة، وقالت إنها تتمني تنفيد ماتفكر فيه الان لإنشاء عيادة نفسية مجانية للاطفال، داعية رجال الاعمال للمشاركة في إنشاء هذا المركز العلاجي المجاني. كما إنها تعتزم تنظيم برامج لإعداد صناع السلام. الهدوء والسكينة : ما هي أهمية الاستقرار النفسي للأسرة؟ - القيادة والحب والسلام ينبعان من العائلة ..لذلك ستنطلق دعوتي للسلام من خلال الاسرة، كما أدعو الي ضرورة التصالح مع النفس، والتحلي بالهدوء والسكينة لمواجهة المواقف. وأشارت الي أن حل النزاعات سلميا بين الاطفال يعتبر من أهم استراتيجيات صناعة السلام، وكلمة نزاع تعني حالة من عدم التناغم في موقف ما، أو الاختلاف بين طرفين، مما يؤدي الي إحساس الاطراف المعنية بالتهديد لاحتياجاتهم ومصالحهم واهتماماتهم، أما السلم فهو حل النزاع دون إهانات لفظية أو عنف. وأضافت إن الانصات الصادق هو الخطوة الاولي علي طريق التواصل الانساني بشفافية لحل النزاعات سلميا وتعميم السلام، مؤكدة علي ضرورة المصالحة وتنمية مهارات التفاوض بين الناس لحل نزاعاتهم بأنفسهم. الخير والسلام : هل ترتبط النفس البشرية بالسلام؟ - نعم.. إن علم النفس يدخل في ممارسات كل فرد، كما أن الانسان يولد وبدواخله حب للسلام والخير والعدل، الا أن الظروف التي يتعرض لها تعمل علي تغير تنشئته، ولفتت الي أن الانسان لا يلجأ للعنف والارهاب والتعصب الا اذا تعرض لمعاناة في حياته، مؤكدة أن المجتمع هو الذي يخلق المجرم، الا أن بداخل كل مجرم بذرة خير.يجب أن تجد من يوجهها نحو السلام والتصالح مع الذات والاخرين. الاستقرار السياسي : هل المرأة أكثر نجاحاً في صنع السلام؟ - علي الرغم من أن النساء أقل ظهورا وبروزا من الرجال، الا أنهن منخرطات بشكل مستمر لبحث قضايا السلام، بما في ذلك التوازن البيئي، ومساعدة الاطفال أثناء الحروب وتأهيلهم نفسيا، وإعادة دمجهم في المجتمع، وتري أن المرأة والرجل يعتبران شريكان ومستفيدان متساويان في كافة جوانب عمليات السلام، بما في ذلك صنع وحفظ السلام، وبلوغ حالة الاستقرار السياسي، وطالبت بضرورة تساوي الفرص بين الجنسين في مجالات السلام ومراحله المختلفة، لزيادة فعالية عمليات دعم السلام. وأشارت الي أن الاصوات النسائية الان أصبحت مسموعة بشكل متزايد، وأصبح هناك اعتراف بمساهماتهن الاساسية في عمليات السلام العالمي، وإعادة بناء المجتمعات بعد الحروب. التصالح مع الذات كيف يتصالح الإنسان مع نفسه؟ - حينما يسعي لتغيير ذاته للأفضل ليكون في سلام دائم مع نفسه في كل وقت فيطور الايجابيات ويتوقف عن السلبيات