جدل واسع واراء مختلفة بين مؤيد ومعارض فى الداخل الفرنسى أو فى الخارج سببتها الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لنظيره السوري بشار الاسد لحضور احتفالات العيد الوطني في الرابع عشر من يوليو/ تموز. فقد انتقد المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي جوليان دري توجيه الدعوة حرصا منه على تجنب إثارة أي جدل، الا انه يرى ايضا أن العيد الوطني لفرنسا هو رمز للمحاربين في سبيل الحرية وضد الحكم المطلق، وهي قيم لا يحترمها النظام السوري، واعتبر الدعوة هدية لا طائل منها، وعلامة على التذبذب بين السياسة الواقعية وقيم الجمهورية. اما رئيس الوزراء السابق ميشيل روكار أيد الدعوة حيث قال "إننا على حق عندما نثور ضد النظام السوري، لكننا لسنا في حرب وهناك مجال للحوار، أما في الحرب الناس لا تتحاور بل تتبادل فقط إطلاق النار.ودعا روكار وسائل الإعلام إلى عدم تحويل الدعوة إلى "مأساة". ومن المؤيدين ايضا جاك لانج وزير الثقافة السابق الذى قال أنه يعارض تماما موقف الاشتراكيين الذين استنكروا الدعوة، التي تعد في وجهة نظره موقفا سياسيا، وأيد ما تنتهجه الدبلوماسية الفرنسية منذ عدة أسابيع حيث اعتبر أن ذلك يعكس دور فرنسا الرائد في طريق السلام. ومن جانبها ترى صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في هذه الدعوة تعبيرا عن دبلوماسية التقلب، وقالت الصحيفة " في نوفمبر مد الإليزيه يده إلى دمشق، ليكسر سياسة العزلة التي بدأها الرئيس السابق جاك شيراك منذ مقتل رفيق الحريري. آنذاك ذهب اثنان من معاوني الرئيس سرا إلى سوريا بدون حتى علم وزير الخارجية برنارد كوشنير. في ديسمبر يحدث الطلاق، حيث أعلن الرئيس نيكولا ساركوزي من القاهرة تعليقه للتعاون مع سوريا، معلنا أنه لم يعد ينتظر شيئا من النظام السوري. أما في يونيو تعود سوريا إلى الحظوة مكافأة لها على ما أظهرته من نوايا حسنة إزاء انتخاب ميشيل سليمان رئيسا للبنان، فتتم دعوة الأسد لحضور احتفالات الرابع عشر من يوليه". وفي واشنطن طلبت الخارجية الامريكية من باريس توضيحات حول توجيه هذه الدعوة.فقد عبرت واشنطن كثيرا عن قلقها إزاء سلوك النظام السوري، خاصة تأييده للإرهاب وسماحه بعبور الجماعات المسلحة عبر أراضيه إلى العراق، وتدخله في الشؤون الداخلية للدول المجاورة خاصة لبنان. وعلى الجانب اللبناني استقبلت بعض الأوساط السياسية هذا الخبر بذهول؛ منها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذى قال إن الدعوة خزي لفرنسا التي تصدح طوال الوقت بتأييدها للبنان. ومن المقرر أن يشاهد الأسد عروض الاحتفال بالعيد الوطني في الرابع عشر من يوليو في مقصورة بجانب خمسين رئيسا دعتهم فرنسا. لكن الرئاسة الفرنسية حرصت على تأكيد أن الأسد لن يكون ضيف شرف نيكولا ساركوزي وإنما سيكون بان كي مون هو ضيف الشرف، الا ان صحيفة "لوفيجارو" تقول "إلى الآن لم يؤكد بشار الأسد حضوره، إلا أنه من المتوقع أن يصل إلى باريس لحضور المؤتمر المتوسطي في 13 يوليه، لذلك لم يكن يليق عدم دعوته إلى احتفالات 14 يوليه، هذا على الأقل ما يمكن أن يكون قد فكر فيه نيكولا ساركوزي الذي يرغب في استئناف الحوار مع سوريا".